دام برس :
لطالما استهدفت الحروب الإعلامية الشعوب أو الناس العاديين لأنهم الشريحة الأكبر، أكثر من استهدافها للمثقفين و الأكاديميين على اعتبار أنهم لا يتأثرون بسهولة بأي فكر يأتي من الخارج , كان تأثر الشارع السوري كمواطنين عاديين هو الأكبر بالأزمة، الأمر الذي أدى إلى تضارب آرائه واختلافها.
لقد بات من الواضح لكل من يتابع ملف الأزمة السورية تلك المجزرة الهمجية البربرية التي ترتكب بحق الإعلام السوري واستهداف الإعلاميين لإسكات صوت الحق، المجازر المرتكبة بيد عملاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة من مشيخات الخليج وأباطرة النفط والمال الذين يقفون وراء هذه الأعمال الإرهابية والتي تعتبر جزء من الاستهداف المنظم للمشروع العروبي المقاوم والذي تشكل سورية خط المواجهة الأول به.
وهذا الاستهداف قد يكون واقعاً ملموساً كعمليات الاغتيال الممنهج بحق كل من يمارس العمل الإعلامي أو يكون استهدافا معنويا عبر بعض الأصوات المأجورة والتي باتت بوقا لعملاء الوطن وهناك العديد من الأمثلة من واقعنا الإعلامي.
فبعد خديعة الانشقاقات في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية أصبحت الخديعة الجديدة هي الانشقاقات الإعلامية.
ولكن عندما ينشق فاسد باع ضميره للشيطان عندها يكون للحديث منحا آخر قد يظن البعض أننا نوزع شهادات حسن السلوك ولكن حقيقة الأمر أنه منذ فترة شن أحد من يدعون المصداقية والمهنية حملة على الإعلام السوري وعلى شخص رأس المؤسسة الإعلامية متمثلة بالسيد الوزير.
في بداية الأمر لم نرد أن ندخل في سجال مع أحد ولكن كما يقال إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل.
اليوم وبعد المؤتمر الصحفي للسيد وزير الإعلام سأكتفي بالقول بأننا كنا أمام رجل دولة بمعنى الكلمة, استطاع بكلمات قليلة أن يوجز حقيقة ما يجري على أرض الواقع مختصرا المرحلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كلام متوازن وكلمات موزونة، ثقة عالية، وطنية متميزة، قد يظن البعض أننا نتملق شخص أو نحابيه لكننا من واجبنا كعاملين في الحقل الإعلامي أن نعطي كل ذي حق حقه.
إن ما يتعرض له الإعلام السوري من إرهاب يحمل بين طياته ثلاثة أبعاد أولها الاستهداف الأمريكي الغربي لسورية وصوتها وصورتها وحضورها ودورها الإقليمي والعالمي، وثانيها الاستهداف العربي الذي أرادوا من خلاله كتم صوت الإعلام السوري الذي كشف ألاعيبهم، وثالثها الإجرام والإرهاب المحلي الذي يتناغم مع البعدين السابقين.
لقد طرحت الحرب على سورية تساؤلات عدة حول دور الإعلام و وظيفته حيث تجاوزت وسائل إعلام كثيرة و متعددة دورها في نقل الحدث و تحليله إلى التدخل المباشر في الأزمة لجهة إنتاج مصطلحات محددة ونشرها و ممارسة التحريض بكافة أشكاله وصولاً إلى التحريض الطائفي و المذهبي تمهيداً لإشعال فتنة مذهبية ما فسره المراقبون بتحول جذري في دور وسائل الإعلام التي استخدمتها أطراف كأدوات واضحة لتحقيق سياساتها.
نكتفي هذه المرة بما كتبناه على أن نروي لكم قصص ووقائع تثبن صحة ما نقول وستبقى سورية بقائدها الحكيم وشعبها الواعي وجيشها المغوار وإعلامها الصادق صامدة في وجه كل المنافين ممن باعوا وطنهم وشرفهم.