دام برس:
أعلن المذيع التلفزيوني السوري أحمد فاخوري "انشقاقه" أمس عن الإعلام الرسمي في اتصال مع قناة"العربية". وقدم فاخوري السردية كلها التي يقدمها موظفو السلطة حين "انشقاقهم" لجهة أن أمهاتهم ولدتهم ثوارا ، وبعضهم كان ثائرا قبل أن يخرج من فرج أمه!
بالتزامن مع ذلك، أصدرت "كتائب أحرار الشام" السلفية ، ابنة "جبهة النصرة"، بيانا قالت فيه إنها هي التي "أمنت انشقاقه".
ما يعنينا في هذا السياق هو أن "الحقيقة" كانت نشرت قبل أكثر من شهرين، وتحديدا في العاشر من تشرين الأول / أكتوبر الماضي تقريرا ( اقرأه أدناه) هو حصيلة ثلاثة أشهر من التحقيق، كشف أن فاخوري كان على علاقة بـ"جبهة النصرة" وابنتها" كتائب أحرار الشام" منذ أيار / مايو على الأقل، وأنه ساعدها معلوماتيا ولوجستيا على ارتكاب عدد من أشهر جرائمها ، وهي تفجير قناة"الإخبارية" في حزيران / يونيو الماضي، واختطاف زميله وصديقه المذيع محمد السيد سعيد في الشهر الذي تلاه (تموز / يوليو) ثم التفجير الذي حصل في الطابق الثالث من مبنى "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" في 6 آب / أغسطس الماضي
هنا نص التقرير:.
مصادر "الحقيقة": المذيع التلفزيوني أحمد فاخوري متورط في علاقة مع "جبهة النصرة" ومساعدتها في ارتكاب جرائمها ضد مؤسسات وأفراد وزارة الإعلام
10 تشرين الأول 2012 23:10
دمشق، الحقيقة(خاص): كشف المعارض والصحفي السوري نزار نيوف لـ"الحقيقة" أن المذيع التلفزيوني أحمد فاخوري، وهو أحد المقدمين الأساسيين لنشرة الأخبار المسائية في التلفزيون السورية، متورط في علاقة مع "جبهة النصرة" و ابنتها "كتائب أحرار الشام" منذ خمسة أشهر على الأقل، وقدم للمنظمتين الإرهابيتين المذكورتين خدمات أمنية ولوجستية في غاية الأهمية ساعدتهما على تنفيذ عدد من أعمالها الإرهابية، لاسيما مساعدته "جبهة النصرة" على ارتكاب جرائمها بحق مؤسسات وأفراد وزارة الإعلام السورية، بما في ذلك اختطاف وتصفية المذيع محمد السيد سعيد. وقال نيوف لـ"الحقيقة" أستطيع أن أؤكد ، بثقة وبراحة ضمير، وهذا ما قد يصدم الكثيرين بما في ذلك زملاؤه في العمل الذين يعيشون معه منذ سنوات، أن أحمد فاخوري هو أحد أخطر "الاستطالات الأمنية" للمنظمة المذكورة داخل مؤسسات وزارة الإعلام ، إلى حد أنه ساهم في تقديم خدمات أمنية ولوجستية لـ"جبهة النصرة" مكنتها من تفجير قناة "الإخبارية" في حزيران / يونيو الماضي، وفي اختطاف زميله وصديقه المذيع محمد السيد سعيد في الشهر الذي تلاه (تموز / يوليو) وفي التفجير الذي حصل في الطابق الثالث من مبنى "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" في 6 آب / أغسطس الماضي.
-وأوضح نيوف ، الذي يعمل الآن في "المركز الأوربي لدراسات وأبحاث الشرق الأدنى في لندن"، بالقول :"وفق تأكيدات مصادر إسلامية أثق بها جدا ، تعمل في جنوب دمشق ، لاسيما مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين والحجر الأسود، وهي المنطقة التي تشكل حاضنة شعبية لجبهة النصرة وعملياتها اللوجستية ، أستطيع أن أجزم بأن فاخوري هو الذي ساعد الجهة المذكورة على تنفيذ جرائمها الإرهابية المشار إليها، لاسيما في مجال جمع المعلومات ومراقبة الأهداف . بل إنه هو من ربط جبهة النصرة بالمستخدم الذي أدخل المتفجرة إلى الطابق الثالث في التلفزيون، وقد كانت في زجاجة ببسي كولا، علما بأن هذا المستخدم سبق له أن اعتقل لفترة بسيطة على الشبهة وأطلق سراحه". وكشف نيوف أن أحمد فاخوري "أراد الانشقاق منذ أيار / مايو الماضي ، ولكن جبهة النصرة هي التي طلبت منه البقاء في عمله ومساعدتها من داخل المؤسسة. وحين أصر على ترك العمل، جرى التوصل إلى حل وسط هو أن يحصل على إجازة مفتوحة ، من أجل أن يبقى قادرا على دخول مؤسسات وزارة الإعلام عندما تطلب منه الجبهة القيام بمهمة معينة، لكن الوقت لن يطول به كثيرا حتى يعلن انشقاقه رسميا". وبشأن دور فاخوري في اختطاف و تصفية زميله محمد السعيد، قال نيوف" كان فاخوري صديقا للمغدور، وكان يزوره في منزله في جديدة عرطوز، بالنظر لكون الاثنين ملتزمين دينيا. وحين طلبت منه جبهة النصرة المساعدة في اختطاف زميله، كان هو من قدم لها جميع المعلومات الخاصة به، من حيث السكن ، وتوقيت خروجه إلى العمل وعدوته منه في ذلك الأسبوع ، على اعتبار أن نظام عمله دوار على غرار بقية المذيعين، فتارة ما يكون نهارا وتارة أخرى ليلا".
- ولدى سؤال نيوف عن المدى الذي يمكن الوصول إليه في الثقة بمصادره الإسلامية ـ الفلسطينية ، بالنظر لغرابة الأمر المتعلق بأحمد فاخوري، قال نيوف" أنا أثق بهذه المصادر ثقة كبيرة جدا ..جدا. إذ سبق لها أن قدمت لي معلومات دقيقة منذ تشرين الثاني / نوفمير العام الماضي حين كانت الجبهة قيد التشكيل ولم يعلن عنها بعد، وقبل أن تقوم بتفجير قسم الشرطة في حي الميدان بدمشق، الذي كان عملها الارهابي الافتتاحي الأول. كما أنني اختبرت هذه المصادر في أكثر من موقف وقضية، وأثبتت مصداقيتها".
- وعن قصده من الإشارة إلى أن كتائب أحرار الشام هي "ابنة"جبهة النصرة، أشار نيوف إلى أن قلة من الناس انتبهت إلى أن "جبهة النصرة" أصدرت بتاريخ 23 كانون الثاني / يناير الماضي بيانا أعلنت فيه تشكيل "كتائب أحرار الشام" الذي تبنت فيه عملية تفجير الفروع الأمنية في إدلب . والغريب في الأمر، وهذا لم أجد له تفسيرا حتى الآن، هو أن "جبهة النصرة" أعلنت عن تأسيس "كتاب أحرار الشام" قبل يوم واحد من الإعلان عن نفسها بوصفها مسؤولة عن تفجير الميدان في دمشق، والذي اعتبر بمثابة بيانها التأسيسي الأول. وهذا يشبه ولادة الطفل قبل أن تولد أمه!! ولفت إلى أن كتائب أحرار الشام تعمل كما لو أنها "قوات خاصة" ملحقة بـ"جبهة النصرة". لكن في الحقيقة إن الأمر يعود إلى أن هذه الأخيرة ، وهي تنظيم "القاعدة" الرسمي في سوريا، خلقت الأولى كي تكون واجهة لها ، والقناة التي تتلقى عبرها التمويل من الحركة السلفية الكويتية، وإلى حد ما الحكام الجدد لليبيا. وفي تقديري إن "جبهة النصرة" عمدت إلى هذا الإجراء ليس فقط من أجل استقطاب التمويل" الشرعي"، ولكن من باب الاحتياط إزاء اكتشاف علاقتها بـ"القاعدة" واقتناع العالم بذلك في مرحلة لاحقة وإقدامه على وضعها على "لائحة الإرهاب". ففي هذه الحالة تحافظ على وجودها وقنواتها المالية من خلال"كتائب أحرار الشام".
دمشق، دبي ـ الحقيقة ( خاص):