صدمة للدوحة: فرنسا تعض اليد القطرية الممدودة بالمليارات

[color=#0260C5][b]صدمة للدوحة: فرنسا تعض اليد القطرية الممدودة بالمليارات



[size=18]تصريحات فرنسية ناقدة لقطر على خلفية قضية ابن الذيب تثبت فشل الدوحة في شراء صمت قوى عالمية عن طريق الأموال. وملاحظون يرجعون الاستعلاء الفرنسي إلى امتلاك باريس ملفا استخباراتيا ضخما عن تورط السلطات القطرية في ملفات خطرة.

باريس - مثل تصريح للوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي انتقد فيه الحكم القطري القاسي على أحد الشعراء خيبة أمل كبيرة للدوحة، كونه أكد فشلها مجددا في شراء صمت القوى العالمية على وضعها الداخلي وتجاوزاتها في مجال حقوق الإنسان عبر استخدام ثروتها الضخمة.

وقال فابيوس إن بلاده لا تقبل باستهداف الشعراء، في إشارة الى الحكم بالسجن مدى الحياة على الشاعر القطري محمد العجمي المعروف باسم ابن الذيب، بعد إدانته بالتحريض ضد النظام.

وفور صدور التصريح راجت تخمينات بشأن إمكانيات الرد القطري، وإن كانت ستصل حد تجميد أو سحب الاستثمارات الضخمة لقطر في عديد المجالات بفرنسا. غير أن خبراء استبعدوا أن تغامر الدوحة بإجراء خطير من هذا النوع كون فرنسا، شأنها شأن باقي الدول الأوروبية، تعبر بمرحلة أزمة اقتصادية ولن تسمح لقطر بتعميق أزمتها.

وفي محاولة للإجابة عن تساؤلات عن سر لهجة الاستعلاء التي توجه بها فابيوس للدوحة، عزا ملاحظون الأمر إلى امتلاك باريس ملفا استخباراتيا متخما بالمعلومات عن قطر وتورطها في عديد الملفات الخطرة، والتي تتجاوز بكثير مسألة حقوق الإنسان.

وقال هؤلاء إن ما سرب لصحيفة "لو كانار أنشينيه" الفرنسية بشأن تورط الدوحة في تمويل وتسليح المتشددين بالشمال المالي ليس إلا غيضا من فيض مما تمتلكه المخابرات الفرنسية من معلومات عن قطر. وتجلى الاستعلاء الفرنسي على قطر في دخول فابيوس في حسابات دقيقة بشأن ما تملكه قطر من أموال، و"كأنه شريك فيها "، حسب تعليق أحد الصحفيين.

وقال إن "قطر هي البلد الذي يملك ثالث احتياطي من الغاز في العالم وموارده تصل الى 50 مليار يورو بينها 25 مليارا مخصصة لأموره الداخلية -وهذا يمكن ان يفيد مؤسسات فرنسية- و 25 مليارا مخصصة لاستثمارات اجنبية. ولا اعتقد انه من غير المنطقي الرغبة بأن تستفيد الشركات الفرنسية والعمال الفرنسيون من قسم من هذا الوزن الاقتصادي".

ويبدو المسؤول الفرنسي في هذا الباب بصدد تبرير دخول بلاده في شراكة مع دولة تنتهك حقوق الإنسان.

لكن الاستعلاء بلغ مداه حين قال فابيوس "اتكلم وعندما اتكلم آمل بأن يتم الإصغاء الى ما أقوله ." وأضاف فابيوس خلال مقابلة تلفزيونية ان "استهداف الشعراء ليس ما نرغب به ولا ما تقبل به الديمقراطية الفرنسية ."

وتابع ان التعاون الاقتصادي بين فرنسا وقطر "لم يدفعني ابدا الى السكوت عندما يتعلق الامر بحقوق الانسان ." وقال ايضا "من جهة ثانية صحيح ان لدينا علاقات اقتصادية متطورة مع قطر ولكنها ليست فقط اقتصادية ."

وكان حكم على الشاعر القطري محمد العجمي في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي بالسجن مدى الحياة بعد ادانته بتهمة التحري ض ضد النظام والتعرض لذات ولي العهد.

واصدرت منظمة العفو الدولية بيانا جاء فيه ان "النيابة العامة في قطر قد تكون استندت في التهم الموجهة الى الشاعر الى قصيدة تتضمن انتقادا لأمير البلاد كتبها في 2010، الا ان ناشطين في الخليج قالوا للمنظمة ان السبب الحقيقي لتوقيف ابن الذيب هو قصيدة سياسية تحت عنوان"قصيدة الياسمين" كتبها الشاعر في 2011 بعد بدء الربيع العربي ."

ووجّه رئيس منظمة العفو الدولية السابق في لوكسمبورغ، روبيرت ألتمان، رسالة إلى حكومة بلاده يحذّرها فيها من "زواج المصلحة " مع قطر، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتقال الشاعر النبطي القطري محمد العجمي الذي تغنّى بـ "الربيع العربي " الذي ترعاه الدوحة.

وتوجّه روبيرت ألتمان إلى حكومة لوكسمبورغ التي تربطها اتفاقات للتعاون المالي مع قطر التي تتقدمها على رأس قائمة أغنى دول العالم بالعديد من التساؤلات في الرسالة التي نشرتها صحيفة "وورت" اللوكسمبورغية بالألمانية وبالفرنسية.

وقال ألتمان "كيف يمكن أن يفهم المرء قيام قناة الجزيرة الفضائية القطرية بدعم الثورات في تونس ومصر وليبيا ولكن قطر نفسها تمنع قصيدة كتبها شاعر قطري يذكر فيها الربيع العربي؟ ."

وكانت السلطات القطرية قد اعتقلت محمد العجمي، المعروف بلقب "ابن الذيب ،" في 16 نوفمبر 2011، وأودع في "سجن انفرادي فقط على ما يبدو بسبب ممارسة حقه سلميا بحرية التعبير"، بحسب منظمة العفو الدولية التي قالت مُؤخّرا في بيان أنه يُحاكم بشكل "سرّي " بعد أن اسندت له النيابة العامة تهمتي "إهانة الأمير " حمد بن خليفة آل ثاني و"التحريض على قلب النظام" في قطر، ممّا يعرّضه لعقوبة الإعدام، كما يتم تداوله من معلومات على العديد من مواقع التواصل الإجتماعي
سورية الان - الوكالات