دام برس- أحمد صارم :
في عام 1973 ، امتزج الدم السوري مع الدم المصري و لو لأيام معدودة ، و كان جنود الجيشين السوري و المصري يحاربان الكيان الصهيوني معاً و ينتصران معاً ، و في هذه الأيام يتكرر نفس السيناريو و لكن مع اختلاف طفيف في طبيعة العدو المدعوم من قبل الغرب.
أصحاب الذقون من مدعي الإسلام استطاعوا الوصول إلى حكم مصر متسلقين على الدين و على الثورة ، و أشباههم في سورية يتبعون نفس الطريقة للوصول إلى الحكم ، و كما أن الإخوان و السلفيين الذين يحكمون مصر حالياً هم من طينة واحدة ، كذلك الأمر بالنسبة لمدعي الثورة في سورية الذين يتبعون لنفس الفصيلة.
أعلام القاعدة السوداء التي نراها في بعض مظاهرات و فيديوهات أتباع الفكر التكفيري في سورية هي ذاتها التي ظهرت في مظاهرات أتباع مرسي في مصر كما حصل في "جمعة تطبيق الشريعة" ، و كما خرج منظّرون ملتحون يطالبون بهدم الأهرامات و أبو الهول في مصر و تطبيق الشريعة و إقامة الحد على الممثلات في الأفلام .. نجد "جبهة النصرة" و "لواء التوحيد" و غيرها ممن يطالب بإقامة دولة إسلامية جهراً و يجوبون بعض الشوارع في حلب للدعوة إلى الصلاة تحت مسمى "جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر".
الحرب بين التيار المدني العلماني و تيار الإسلام السياسي القاعدي بدأت تتضح أكثر فأكثر في كل من سورية و مصر ، ففي الشهور الماضية بدأت الإعتصامات و المظاهرات في مصر ضد القرارات الاستبدادية للرئيس المصري التي بدأها بإقالة قائد الجيش و إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري وصولاً إلى الإعلان الدستوري الذي قام مرسي بإصداره محصناً قراراته من أي طعن و كذلك اللجنة التأسيسية للدستور التي انسحبت منها القوى المدنية.
و كذلك الأمر في سورية حيث لا يقف في صف الثورة المزعومة إلا المتطرفون و بعض المأجورين من الأديان و الطوائف الأخرى الذين تم شراء ذممهم لأسباب تسويقية و إعلامية مثل رئيس مجلس اسطنبول "جورج صبرا" الذي لا يعبر بأي شكل عن مسيحيي سورية ، و التيار الإسلامي الحقيقي ليس هو المشابه لمشيخات الخليج بل هو موجود ضمن التيار المدني الذي يطالب بدولة مدنية تعطي جميع الحقوق لجميع أبناء الدولة و منها حرية الدين و العبادة.
الدعم الأمريكي و الخليجي للتيارات المتطرفة أيضاً متشابه ، فمن اليوم الأول لاستلام مرسي للرئاسة تم إعادة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة في ظل تأكيد مرسي على الإلتزام باتفاقية العار في كامب ديفيد ، و البارحة أعلن الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين (عصام العريان) من الولايات المتحدة حرفياً : " على أمريكا أن تحمي شرعية الاخوان لأن المعارضة تهدد امن دولة اسرائيل".
أما في سورية ، فإن دعم الولايات المتحدة و أتباعها للعصابات الإجرامية في سورية علني و بشكل مباشر ، حتى وصل الأمر مؤخراً إلى دعمهم بمضادات للطائرات و بصواريخ و مضادات للدروع ، عدا عن الدعم المادي و توفير مسلتزمات الإتصال و التواصل بين العصابات و تزويدهم بالمعلومات الإستخباراتية من أقمارهم الصناعية.
سورية و مصر .. حرب واحدة ضد عدو واحد ، و كما انتصرت سورية و مصر معاً في صد العدوان الثلاثي و في حرب تشرين التحريرية ..فإن التاريخ يؤكد على انتصارهما الآن.