معلومات تنشر للمرة الأولى عن أبو علي الشيشانيمن إحدى قرى الهرمل في البقاع الشمالي، تحدّث شقيق “أبو علي الشيشاني” الذي يختلف معه فكراً وتفكيراً لـ”البلد” عن شقيقه أنس يحيى جركس الملقب بالشيشاني، ناقلاً لنا تفاصيل حياته قبل وبعد الالتحاق بجبهة النصرة وكيف تحوّل من “معلّم مناقيش” إلى “إرهابي خطير”، مسلطاً الضوء على نشاط زوجته علا العقيلي التي اعتُقلت مؤخرا في شمال لبنان، مفككاً شيفرة الرسالة التي هدّد بها “بخطف نساء وأطفال لبنان”، وكيفية تنفيذها عبر أياديه الممتدة في لبنان، وعن المرأة الجديدة التي يُتوقع بأن تكون اليد اليمنى الجديدة للشيشاني في لبنان بعد اعتقال زوجته.
لن تمنع تهديدات الشيشاني شقيقه محمد جركس من الحديث عنه بكل جرأة، محمد “الأخ الضال” بعيون العائلة، و”الكافر الذي يعيش بين القوم الكافرين” كما يصفه الشيشاني.
من هو الشيشاني
الشيشاني هو أنس يحيى جركس، مواليد الـ1979، من أهالي القصير السورية، خريج المعهد الشرعي بجامع خالد بن الوليد في حمص، لديه ثلاث أخوات وسبعة أخوة. كان خلوقاً مهذباً، يشهد له أهالي القصير بذلك، وكان “معلّم مناقيش” قبل التعرف على جماعة من المتشددين دينياً في القصير قبيل الازمة السورية بما يقارب الثلاث سنوات، كان أحمد ناصر هو شيخهم الرئيسي وخطيب الجامع وقتها، كان يدعو للحرب بالعراق، وكان زميله حمزة كرقوز، الذي أصبح اليوم أحد قادة جبهة النصرة في جرود عرسال. لاحظت عائلة أنس ملامح التطرف والتعصب على ابنها، عبر ممارسات كثيرة مثل فرض ارتداء النقاب على زوجته، وعلى أخوته وزوجات أخوته، ومع اندلاع الحرب السورية بدأ أنس يمارس دوره كخطيب ومفت محرض في الجوامع، ويدعو الى الجهاد، شهد معركة القصير تحت لواء جبهة النصرة، وبقي في القصير حتى نهاية المعركة هو وزوجته علا، بينما توزع أهله في لبنان وفي منطقة السيدة زينب في دمشق. ومن بعد القصير انتقل الى يبرود وأسس مقرّاً ومجموعة كبيرة مسلحة وشهد معركة يبرود ومن بعدها التجأ الى جرود عرسال تحديداً في وادي ميرا، وهو اليوم قائد مجموعة إرهابية لا يقل عدد عناصرها عن ثلاثين مسلحا، وهي مجموعة تابعة لجبهة النصرة، وتوالي ابا مالك التلّي مسؤول قيادة جبهة النصرة في كل جرود القلمون.
على درب الانشقاق
الشيشاني الذي ظهر مؤخراً بعد اعتقال زوجته، عبر فيديو مصوّر من حساب خاص غير تابع لتنظيمي جبهة النصرة او الدولة الاسلامية، ليهدّد بخطف نساء وأطفال وعسكريين لبنان، بقوله: “إن لم تخرج زوجتي فلا تحلموا أن يخرج العسكريون من غير مفاوضات، وأنا كنت تركت الأمر لإخواني في الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، لكن اختلفت الامور الآن، وان لم تخرج فإن نساء واطفال حزب الله والجيش اللبناني هدف مشروع لنا قريباً وسآتي بهم وبعساكر قريباً إلى هنا الجرود”. يؤكّد شقيقه لـ”البلد” بأن الشيشاني لا يمثل المفاوضات بالنسبة لملف العساكر المحتجزين لدى تنظيمي جبهة النصرة وداعش ولا علاقة له بها، ولكن تهديده هذا في سياق الضغط على التنظيمين، لإدراج اسم زوجته علا في التفاوض، وهو بنفس الوقت رسالة غير مباشرة للنصرة وداعش، يهدد فيها بالانشقاق عنهما في حال لم تفاوضا على تحرير زوجته، وهو لديه ثلاثة أسرى لحزب الله منذ أيام معركة يبرود.
صلة وصل
علماً أن والد الشيشاني يحيى جركس وشقيقيه ابراهيم وبنيامين معتقلون في سجن روميه منذ أربعة أشهر، ولم يطالب بتحريرهم، أولا لأنه اعتبر اعتقال زوجته مساً بكرامته، وثانياً بسبب الدور الرئيسي الذي تلعبه زوجته عبر تزويده بالمعلومات اللازمة، ونقل الدعم المادي له من مشايخ عديدين في الشمال، على رأسهم الشيخ سالم الرافعي، الذي يأتي بالأموال من الخارج خصوصاً من تركيا، كما يشير محمد.
أيادي الشيشاني
اما قدرته على تنفيذ تهديداته في لبنان والتي يجب ان تأخذها السلطات اللبنانية على محمل الجد، فيمكن ان ينفذها عبر أياديه المنتشرة في كل لبنان، كأقربائه وأخوته الذين يعيشون في لبنان كنازحين في كل من طرابلس، سعدنايل وبرالياس، مثل آل جركس، و أخواله آل جمول، وآل قركوز أخوال والده، والذين هم مستعدون لتنفيذ كل ما يقوله لهم الشيشاني دون تردد.
اليد اليمنى
يتابع محمد جركس حديثه الطويل ليصل إلى زوجته، ليلى عبد الكريم النجار والدتها آمنة الحاج حسين، من مواليد الرقة 7-5-1979، أم لولدين وثلاث فتيات ويقول: “زوجتي التي خانتني من أجل داعش، والتي رفضت بداية المجيء للعيش معي في الهرمل، على الرغم من أن والدتها من الهرمل، وذلك كونها متشربة بالفكر التكفيري، وتعتبر أهالي الهرمل من الكفار. وهي التي مارست التجسس على أعمالي وتحركاتي، لصالح الشيشاني، منذ أن كانت معي في منطقة السيدة زينب في بداية الازمة السورية، وكانت تنقل له المعلومات عني كوني كنت اعمل كرئيس قسم الجوامع في مديرية أوقاف حمص ولديّ علاقات مع رجال الأمن التابعين للنظام السوري. ولكنها غيّرت رأيها وجاءت لتعيش معي في احدى بلدات الهرمل، لمدة ثلاثة أشهر، بناء على طلب الشيشاني، وذلك لتنقل له المعلومات عني وعن مقار ومراكز حزبية في المنطقة ذات الطابع الشيعي، عبر هنادي علي قركوز زوجة شقيقي، التي تنقل المعلومات بدورها عبر شقيقها عبد الملك علي قركوز، ممثل أبي مالك التلي والمكلف بتشكيل خلية نائمة في سعدنايل.
وبعد ثلاثة أشهر هربت زوجتي، وتأكدت من خيانتها لي عندما اتصل بي شقيقي أنس وأبلغني هو نفسه بالحقيقة عن تجنيدها كجاسوسة له، وقال لي: كونك انت ملتجئا للكفرة وتعيش وسطهم، ومن والى الكافرين فهو منهم، وزوجتك لن تعود اليك قبل أن تعود انت الينا وتتوب. واليوم يقوم الشيشاني بإخفائها عن الأنظار، واشتبه الأمن بشقيقي عبيدة في الصويلة في البقاع الغربي بأن يكون قد خبأها عنده فهرب. ومنذ فترة أرسلت لي زوجتي رسالة تقول فيها: انت رجل كافر وقد تم هدر دمك وتحليل ذبحك”.
ويتوقّع محمد جركس بأن تكون زوجته ليلى النجار هي اليد اليمنى الجديدة للشيشاني بعد اعتقال زوجته علا العقيلي.