لمصلحة مَنْ هذا التخريب المتعمّد؟ د. سمير صارم


	لمصلحة مَنْ هذا التخريب المتعمّد؟ د. سمير صارم
	كانت في حلب مدينة صناعية متكاملة تضم مختلف الصناعات الهندسية والكيميائية والغذائية تدعى مدينة الشيخ نجار الصناعية.. وكان في دير الزور معمل حديث للورق.. وكان في حمص وحماة وإدلب وريف دمشق معامل وورش تنتج النسيج والمواد الغذائية والبلاستيك وألعاب الأطفال، والكثير من السلع الضرورية للمواطن السوري.. وكانت هناك بنية تحتية متكاملة في كل المحافظات السورية تخدم كل السوريين .. لكن يد الإرهاب دمرت أو حرقت أو خربت أو عطلت أو سرقت كل معمل استطاعوا الوصول إليه ، أو ورشة صادفوها، وكل أرض مزروعة أرعبتهم سنابلها ،وكل سكة حديد تؤمن التواصل بين الأهل.. وفجروا أكثر من مرة خطوطاً لنقل النفط والغاز، وقصفوا مرات ومرات محطات توليد كهرباء ، وسطوا على حظائر ماشية.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ونحن نشير إلى بعض تعديات المجموعات الإرهابية المسلحة على المنشآت الاقتصادية والبنية التحتية هو: • لمصلحة مَنْ يتم هذا التخريب المتعمّد لمعامل أسسّها السوريون لتصنع لهم احتياجاتهم، ولخطوط نقل كهرباء مدها السوريون لتنير بيوتهم وتشغّل مصانعهم، ولأنابيب نفط وغاز حفر خنادقها السوريون لإيصال الغاز والنفط إلى حاراتهم ،ولسكك حديدية مدوها لتؤمن تواصلهم، ولحقول قمح زرعوها ليتم تحويلها إلى خبز لكل السوريين.؟.. وأسأل أولئك الذين يحلمون بحكم سورية: • هل تريدون سورية بلا صناعة تنتج الدواء والغذاء والكساء للسوريين وبلا مطاحن تقدم الدقيق لصناعة خبزهم؟.. • هل تريدون تدمير كل ما يمكن أن يجعل سورية دولة غير تابعة، وغير راكعة؟!.. • هل تريدون سورية ضعيفة اقتصادياً، تثقل القروض كاهلها، وقرار رغيف خبزها بيد غيرها؟!.. إن من يحب سورية وشعبها يقاتل من أجل حماية معاملها وكل منشآتها الاقتصادية، لا تخريبها أو سرقتها، وهنا لا نفرق بين معامل قطاع عام أو قطاع خاص فالكل وطني.. والكل مستهدف طالما أنه يقوّي سورية في حاضرها وفي مستقبلها، ولا يجعلها دولة تابعة ينتظر شعبها ليأكل ما يمكن أن يجود به الغرب عليه. إن من يحب سورية وشعبها يقاتل من أجل سورية القوية اقتصادياً بمعاملها وبنيتها التحتية، وبكوادرها العلمية الذين قتل إرهابيو المعارضة المرتبطة العديد منهم!.. إن أمريكا و(إسرائيل) والغرب والعرب المتأمركين المتصهينين يسيئهم أن تكون سورية بلا مديونية خارجية.. ويسيئهم أن تحقق سورية أمنها الغذائي اعتماداً على فلاحيها وعلى أراضيها.. ويسيئهم أن تلبس مما تنسج معاملها.. ويسيئهم أن تتباهى بما تقدمه لشعبها من تعليم مجاني، ومن طبابة إسعافية مجانية ،ومن مداواة مجانية لم تصبح مأجورة وحتى رمزية إلا عندما جاءنا من هو محسوب على الغرب ليتسلم رسم خطا اقتصادنا. ويسيئهم أن تتدخل الدولة لتؤمن لشبابها فرص العمل، وتتدخل لتوفر لهم السكن. ويسيئهم أن تدعم الدولة رغيف المواطن، وتدعم المازوت الذي يحتاجه للتدفئة، وتدعم السكر الذي يستهلكه. ويسيئهم أن تتوجه سورية إلى الفلاح لتساعده في زراعة العديد من محاصيله وفي تسويقها, بل بشرائها منه إن اقتضى الأمر ذلك، حتى لا يخسر، وقد فعلت ذلك مراراً في مواسم التفاح... كما تعوّض عليه إن أصاب زراعاته ضرر. كل هذا يسيئهم، لذلك لا بد من التخريب المتعمد للصناعة حتى لا تدعم الاقتصاد، وللزراعة حتى لا تطرح الخير للوطن، وللمشافي ومؤسسات العلم حتى لا تخدم المجتمع.. ولمعامل الدواء حتى تبقى صحة المواطن تحت رحمتهم.. وهاهم يفعلون ذلك كل يوم وكلما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً!.. لكن السوريين سيعيدون بناء المعامل التي خربتها توجيهات وأيدي من تسمي نفسها معارضة، وسيعيدون زراعة الأرض التي أحرقوها، وسيعيدون بناء المدارس التي قصفوها، وسيعيدون تجهيز المشافي التي سرقوها. وسيبقى الاقتصاد السوري قوياً يحمي شعبنا ذل الاستجداء ، ويدعم قرارنا السياسي الذي يصون كرامتنا ويحفظ بلدنا. وأختم: إن من يريد عزة سورية لا يخرّب معاملها ولا يعمل لإضعاف اقتصادها ، ومن يفعل ذلك ليس سورياً.. بل إن سورية منه براء.

» صمودنا.. يفاجىء العالم الدكتور سمير صارم
» سمير صارم يحاور: مظهر يوسف الاستاذ في الاقتصاد بجامعة دمشق
» أسرار وأسماء: مَنْ يكون الملك السعودي القادم الى العرش؟
» مَنْ يَـقتـلُ الـسـوريينَ ويُـدمـرُ بـلـدَهـم ؟ الربيع العربي مجرد وهم.. والعصابات المسلحة في سورية تحارب الديمقراطية
» التورط السعودي، لمصلحة من ؟؟