صمودنا.. يفاجىء العالم الدكتور سمير صارم

صمودنا.. يفاجىء العالم الدكتور سمير صارم
لا أريد أن أعطي دروساً في الاقتصاد... أو في الوطنية, وفيما يتطلبه وضعنا الاقتصادي ليستمر صمودنا في وجه التحديات، ولتستمر مناعتنا في وجه المؤامرات!.. فكل منا يستطيع اكتشاف المطلوب في هذا الإطار، سواء أكان صناعياً، أو تاجراً، أو عاملاً، أو مزارعاً، أو مهما كانت مهنته، ومهما كان عمله.. والمطلوب بسيط جداً، وهو أمران اثنان قد يكون لا ثالث لهما:

الأول: هو تأدية كل منا عمله بإخلاص ومحبة...

الثاني: أن تفكر بانعكاسات أي عمل نقوم به، فنك�'رس العمل الإيجابي، ونتجاوز العمل السلبي..

وفي الأمر الثاني مثلاً هو أن نستهلك قدر حاجتنا، وقبل ذلك ان نشتري قدر حاجتنا، ولا نحتكر، ونرفض أن يكون بيننا تجارأزمات، وبهذين الأمرين اعتقد أن الأمور ستصبح أفضل، واقتصادنا سيستطيع الصمود لفترة أطول..

وبالطبع لا أقول ذلك لأنه لا يوجد عندنا من يخلص في تأدية عمله، بل والغالبية منا تؤدي عملها بإخلاص،لاسيما في هذه الفترة , ولا تساهم باتساع رقعة أية أزمة، لا سيما فيما يتعلق بالشأن التمويني والاستهلاكي.

لقد فوجىء العالم.. بل ربما فوجىء الكثير منا بقدرة الاقتصاد السوري على الصمود كل هذه الفترة الممتدة من آذار 2011 وحتى الآن والتأكيد بقدرته على الصمود أكثر، ولفترة أطول، وكان كثيرون يراهنون على انهيار الاقتصاد السوري بعد أشهر من بدء الاحتجاجات، وراهنوا أكثر على انهيار الليرة السورية واستمر رهانهم بعد إغلاق مئات المعامل أبوابها وتوقف خطوط انتاجها لأسباب مختلفة، بعضها بسبب التخزين، أو بسبب منع العمال من التوجه إليها، أو غير ذلك من أسباب لكن اقتصادنا استمر قوياً.. صامداً.. قادراً على دعم قرارنا السياسي وحمايته, بالرغم من أن أعتى أنواع الحصار مورست وتمارس ضدنا، وأبشع أنواع التضييق مورست وتمارس علينا وتنعكس على شعبنا.. مع ذلك شعبنا أكد صموده، واقتصادنا عزز مواقعه، ذلك لأن الحس الوطني عند الكثيرين كان غالباً على المصالح اشخصية.. بالطبع لا ننكر وجود تجار أزمات، كما لا ننكر أنهم يمثلون أغلبية، لكن هذه الأغلبية فقدت قدرتها على التـثير السلبي على اقتصادنا في ظل وجود شعب واعٍ، ومواطن متمسك بوحدة وطنه، وعامل أو صاحب عمل، أو مزارع استمر بعملية الانتاج في الزراعة، وفي الصناعة، وفي تقديم الخدمات المختلفة، لدرجة أن أصحاب الرهانات جميعاً ذهلوا لهذا الصمود الاقتصادي السوري غير المسبوق, والذي لا يمكن أن يتكرر -باعتقادنا- في أية دولة في العالم تواجه ما تواجهه سورية من حرب كونية لم يتركوا سلاحاً اقتصادياً إلا واستخدموه، ولم يوفروا دعماً للإرهاب المسلح الذي خر�'ب الكثير الكثير من منشآتنا الاقتصادية إلا وقدموه دون تفكير بأن ما يخربونه سينعكس سلباً بالمحصلة العامة على سورية التي يدعون كذباً أنهم يحتجون.. ويقاتلون لأجلها..

وكما فوجىء العالم بقدرة اقتصادنا على الصمود كل هذه الفترة الطويلة وقادر على الصمود لفترة أطول رغم كل الحصار والتضييق، فوجئوا أيضاً بقدرات قواتنا المسلحة على دحر المسلحين المخربين..

فتحية لقواتنا المسلحة.. وتحية لشهدائنا..

وتحية لكل مواطن في أي موقع كان أدى دوراً وطنياً في أي مجال، لا سيما في المجال الاقتصادي، فاستمر يخلص لعمله، واستمر رافضاً المساهمة في تعقيد أية أزمة...

د. سمير صارم

» لمصلحة مَنْ هذا التخريب المتعمّد؟ د. سمير صارم
» حكومة العالم الخفية.. تعرفوا على من يحكم العالم من وراء الستار
» تعلموا يا نعاج العالم كيف تنطق أحرار العالم ...بقلم : ميرنا علي
» كتب الدكتور يحيى أبو زكريا - الشهيد العملاق الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
» انتخاب الدكتور محمد توفيق البوطي رئيساً لاتحاد علماء بلاد الشام خلفاً لوالده العلامة الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي