دام برس :
منذ أن بدأ المخطط الصهيو عربي على الأراضي السورية , أخذت العلاقات السورية التركية منحاً آخر , حيث ظهرت الأطماع التركية في إقامة سلطنة عثمانية إخوانية جديدة في المنطقة تأخذ تركيا فيها دور الراعي لمصالح الغرب بعد فشلها بدخول منظومة الاتحاد الأوروبي، ولم يعد خفياً على أحد الدور القذر الذي تمارسه حكومة اردوغان في تقديم كل أشكال الدعم للحركات الأصولية المسلحة.
وبعد مرور ما يقارب العامين على بدأ هذه الحرب الكونية , كان ومازال حلم إقامة مناطق عازلة يسيطر على تفكير كل المتآمرين على سيادة الجمهورية العربية السورية , وبعدما شهدت الحدود بين سوريا وتركيا والممتدة على مسافة نحو 900 كيلومتر، توترات في الفترة الماضية لا سيما بعد مقتل خمسة مدنيين أتراك جراء سقوط قذيفة مصدرها الأراضي السورية في تشرين الأول الماضي , وبعد الفشل الذريع الذي منيت به ميليشيات تلك الدول في السيطرة على كيلو متر واحد داخل الأراضي السورية , بدأ التصعيد تحت شعار آخر وهو حماية المواطنين الأتراك في المناطق الجنوبية لتركيا ,حيث شهدت الحدود التركية السورية العديد من حالات الاشتباك بين العصابات المسلحة من جهة والجيش العربي السوري من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن كل المعاهدات والاتفاقات الدولية تكفل للجيش العربي السوري حق الدفاع عن أراضي الوطن ضد الاعتداءات الخارجية إلا أن عدالة المجتمع الدولي التي طالما كانت تتبع سياسة الكيل بمكيالين أصرت على منع الجيش الباسل من أداء واجبه المقدس.
وفي جديد حكومة الإخوان التركية رسالة وجهتها إلى حلف الناتو لتركيب منظومة صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا.ومن المعلوم أن صواريخ باتريوت متخصصة بضرب الصواريخ في الجو واعتراضها, كما يمكنها إسقاط الطائرات أيضا، وبالنسبة للطائرات، فهي أسهل هدف لها.
وبالرغم من امتلاكها لهذه المنظومة إلا أنها تطالب باستلام النسخة المعدلة من هذا الصاروخ لان الصاروخ القديم كان وزنه 900 كيلوغرام، أما صواريخ باتريوت الجديدة فوزنها 340 كيلوغرام، وتحمل 50 كيلو متفجرات في رأسها، ويمكنها الطيران بسرعة أسرع من الصوت.
وعند دراسة الطلب التركي، فان تركيا غير خائفة من أي صواريخ قد تأتي من الجانب السوري، بل يمكن اعتبار أن طلبها للباتريوت هو تمهيد لحظر جوي فوق المناطق الحدودية السورية مع تركيا لان صاروخ باتريوت يصل مداه إلى 150 كلم. ومعنى ذلك أن تركيا وحلف الناتو في وقت لاحق، قد يقومون بفرض حظر جوي. وتقوم صواريخ باتريوت بإسقاط أي هدف جوي في عمق سوريا فوق المنطقة المتاخمة للحدود التركية.
لذلك فان طلب تركيا صواريخ باتريوت، ما هو إلا تحضيراً لقرار قد يتم اتخاذه لاحقاً بعد أشهر، لفرض حظر جوي فوق المنطقة القريبة من تركيا، امتدادا من ادلب إلى جسر الشغور، إلى جبل الزاوية إلى طريق حلب من تركيا.
وفي أول رد فعل إقليمي اعتبرت إيران نشر صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود التركية مع سوريا من شأنه أن يعقد مشاكل المنطقة.
وفي محاولة للتهرب من حقيقة الموضوع قال وزير الخارجية التركي أحمد داود إن ردود الأفعال المنتقدة لطلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نصب صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا غير مبررة مؤكداً أن الصواريخ سيتم إعادتها إلى البلاد التي جاءت منها عند الانتهاء من التهديد الحالي في منطقة الحدود مع سوريا.
من جهاتها روسيا وعبر وزير خارجيتها وفي اتصال هاتفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن نقلت قلق موسكو من خطة نصب منظومات صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية.
وجاء في البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني للخارجية الروسية أن لافروف أعرب عن قلق الجانب الروسي من مخططات زيادة القوة العسكرية في المنطقة مقترحاً إقامة قناة اتصال مباشرة بين أنقرة ودمشق بهدف تجنب أي اصطدام.
بدوره أوضح راسموسن الوضع المتعلق بطلب تركيا من الناتو نصب منظومات صواريخ باتريوت على أراضيها.
وأكد راسموسن لوزير الخارجية الروسي أن خطط الحلف بنشر صواريخ باتريوت في تركيا وبالقرب من الحدود السورية له طابع دفاعي بحت.
رسميا وصف مصدر في وزارة الخارجية السورية الجمعة طلب تركيا من حلف الأطلسي نشر صواريخ "باتريوت" على حدودها المشتركة مع سوريا بأنه "خطوة استفزازية جديدة". وكانت تركيا تقدمت الأربعاء بطلب رسمي من الحلف لنشر هذه الصواريخ، بهدف "تعزيز قدرات الدفاع الجوي لأنقرة بهدف حماية شعبها وأراضيها".
وفي الختام لابد من القول بأن الإرادة السورية ستبقى صامدة والباتريوت سيسقط تحت أقدام الجيش العربي السوري الذي سيواصل أداء واجبه المقدس في الدفاع عن كرامة وسيادة الجمهورية العربية السورية.