كتب خليل قانصو - أيها السوريون أما آن الآوان لتثـوروا ؟

كتب خليل قانصو - أيها السوريون أما آن الآوان لتثـوروا ؟

يتحزّن المرء لما آلت إليه الأحوال في بلاد الشام ، وفي سوريا تحديدا ففي الوقت الذي يتعرض فيه الناس في قطاع غزة لعدوان اسرائيلي جديد ، رغم زيارة الأمير القطري الأخيرة لهم و إجتماعه بأركان سلطة حركة حماس ، يخرج شيخ " أئتلاف المعارضة والثورة " ببيان إلى " شعب سوريا العظيم " ينبئه بأنه قابل وزيري خارجية ألمانيا و فرنسا و أن فرنسا إعترفت بالإئتلاف " ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري " ، و أن فضيلته التقى ايضا مع "الليدي أشتون " التي أفهمته أن الأوروبيين يريدون أن يتأكدوا أولا من أن الشعب السوري معه و بأنه ليس مزيفا .
وهذا كما ورد في بيان الشيخ إلى " الشعب العظيم " ، هو موقف الولايات المتحدة الأميركية التي أعترفت بإئتلافه ، القطري المّؤْلِدِ، ثم علقت هذا الإعتراف لترى ما إذا كان " يمثل الشعب السوري حقيقة ً" . لهذا السبب تضمن بيان الشيخ نداء موجها إلى المعارضين الذين لا يتفقون معه ، راجيا منهم ان يلزموا الصمت ، فمشروعه " هو اسقاط النظام وكل شيء يأتي بعده " . فمن شأن الإعتراض على مواقفه أن يـُنفر الولايات المتحدة الأميركية .
فضيلته يسال الله أن لا تخذله ، و أن لا يخذله المعارضون ، المعترضون على نهجه، لست أدري ، ما إذا كانت الإدارة الأميركية و حلفاؤها الأوروبيين يعترفون ، بشرعية الوطن السوري ، بجغرافيته و بوحدة السوريين في أمة . و أستنادا إلى نص ، كتبه شيخ الإئتلاف ، سنة 2007 ، نشره مو قع عربي ـ برس في 15/11/2012 ، أجزم بانه لم يكن هو نفسه متأكدا من إعتراف هذه الأطراف الغربية بالوطن السوري . فكيف إذن ، يطلب الشرعية منها ، قبل أن يمنحه اياها السوريون . ألم تخذل الولايات المتحدة الأميركية الفلسطينيين ؟
غريب أمر علماء الدين ، عندما يجيزون لانفسهم قولا وعكسه أو فعلا و قيضه . فلو قارنت بين محتوى بيان الشيخ ، كرئيس للإئتلاف من جهة و بين ما خطه بقلمه سنة 2007 في موضوع أحتلال العراق من جهة ثانية ، حيث كتب حرفيا " حاشا الإمام علي وإبنيه السعيدين أن يقبلوا بينهم أتباعا وأذنابا للنظام الأميركي وغيره ، و أستبدال ظالم بظالم " و كتب أيضا " لم يكن فكر اهل السنة والجماعة و فكر أهل البيت ولا هدفهم الصدام مع الحكام بل رفع الظلم عن الناس " ، فلو أجريتَ هذه المقارنة لادركت َ أن شيخ إئتلاف قطر ليس نفسه الذي كتب ما كتبه سنة 2007 .
ما يريده الشيخ هو أرسال المزيد من مدافع الهاون التي بواسطتها ينفذ المرتزقة جرائم القتل و التدمير عن بعد ، المرتزقة يتم توجيهم أيضا عن بعد، كمثل الطائرات من غير طيارين . أما آن للسوريين أن يثوروا ليطردوا المرتزقة من بلادهم و ينضموا إلى صفوف جيشهم الذي يدافع عن سوريا ، ضد نظرية شيخ الإئتلاف الذي ينتظر إعتراف الولايات المتحدة الأميركية ليشتري السلاح منها من أجل أسقاط النظام . أما سوريا فسيرى الشيخ ماذا سيفعل ، "كل شيء يأتي بعده". أيها السوريون إن سوريا لا تأتي بعد ، بل قبل .

» كتب خليل قانصو: امير قطر اشتراكي!
» كتب خليل قانصو : لمـَحات عن الربيع العربي
» كتب خليل قانصو: جيش المونترا ...وجيش سورية
» كتب خليل قانصو: المقاتلون الاجانب و "ثورة " المستعمرين على الطغاة
» كتب خليل قانصو: الإخوان المسلمون وسط مشروع الشرق الأوسط الجديد !