استقبل القتلة والإرهابيين.. هولاند حوّل جمهورية ديغول إلى شركة لتهريب الأسلحة..!

استقبل القتلة والإرهابيين.. هولاند حوّل جمهورية ديغول إلى شركة لتهريب الأسلحة..!

فشلت إدارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الخروج من جلباب الإدارة السابقة إذ أنها تواصل بنفس الطريقة التي اتبعها نيكولا ساركوزي حيال القضايا الدولية وتنتهج ذات السياسة العدوانية تجاه سورية وتنتهك القانون الدولي بنفس الأسلوب لتحول فرنسا من دولة كبرى إلى شركة تتاجر بالسلاح وتهربه بصورة غير شرعية تتجاوز القانون الدولي.

ويعكس تسرع هولاند في البحث عن إطار ما لتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بأسلحة نوعية خشية فرنسية من انفضاح أمر السلاح الفرنسي الذي يصل إلى المسلحين سرا والذي كشفت النقاب عنه كميات الأسلحة ذات المصدر الفرنسي التي ضبطت بيد الإرهابيين حسب تقارير دولية.

ويرى مختصون بالشأن القانوني الدولي أن سعي باريس لتسليح الإرهابيين في سورية يرقى لوصفه إعلان حرب ضد دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة ويجعل من فرنسا شريكا مباشرا في الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة بكل المعاني معتبرين أن المسؤولين الفرنسيين يتدخلون في الشأن الداخلي السوري وينحازون إلى مجموعة من الخارجين عن القانون عبر توفير الدعم العسكري والسياسي لهم بشكل مخالف للاتفاقيات الدولية.

واستبقت باريس الحديث العلني عن تسليح الإرهابيين في سورية بالاعتراف بالإرهاب عبر اعتبارها "ائتلاف حمد" ممثلا للشعب السوري لتمهد الأرضية للتسليح وعبر الزعم أن السوريين هم من يطلبون السلاح حتى لا تقع في المطب الذي هوى فيه ساركوزي عندما زود الإرهابيين في ليبيا بالسلاح وتجاوز قرار مجلس الأمن الدولي.

وتبحث باريس عن إطار دولي تبرر به تسليح الإرهابيين في سورية بعد أن فشلت جميع مساعيها في مجلس الأمن الدولي بسبب الموقف الروسي الصيني الذي أحبط مشاريع القرارات التي سعت لهذه الغاية واليوم أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستطرح على الاتحاد الأوروبي مسألة رفع الحظر عن إرسال "أسلحة دفاعية" إلى سورية وذلك بهدف التمكن من إرسال أسلحة من هذا النوع إلى إرهابيي المعارضة.

وفشل فابيوس في الظهور بمظهر الرجل الذي يبحث عن صيغة قانونية عندما حاول الإيحاء بأن السلاح لم يصل إلى الآن من أوروبا إلى الإرهابيين في سورية بسبب الحظر الأوروبي ولكن الحقيقة أن فابيوس لم يتعامل أصلا مع الدولة السورية التي يفرض الحظر عليها بل منذ البداية اختار التعامل مع الخارجين عن القانون ولذلك لا شيء يمنعه من تسليحهم وإذا كان بوارد رفع الحظر عن شحنات السلاح فلماذا لا يرفع الحظر عن شحنات الأدوية وتجهيزات المشافي والمعدات التقنية اللازمة لتطوير البنية التحتية في سورية التي يحتاجها السوريون أكثر من حاجتهم للسلاح.

التهور الفرنسي والسياسة اللا أخلاقية بدت جلية من خلال إعلان باريس أن هولاند سيستقبل شخصيات من (ائتلاف حمد) إذ أن باريس وصلت في استهتارها بأصول العلاقات الدولية والأعراف الدبلوماسية إلى حد استقبال شيوخ الإرهاب ودعاة القتل في القصور الرئاسية فيما يشكل انقلابا على القيم الفرنسية التي أرستها الثورة الفرنسية وعززها الجنرال ديغول.

ويتساءل مراقبون كيف تسمح باريس لنفسها باستقبال من هم أشبه بحكومة فيشي الفرنسية التي تعاملت مع المحتل النازي وطعنت الشعب الفرنسي في ظهره وكيف ينظرون لأي ممن طلب من القوات النازية الدخول إلى باريس وتعامل مع القوات الألمانية وهل ترى باريس أن هؤلاء وأمثالهم في (ائتلاف حمد) يجب أن يرحب بهم في القصور الرئاسية أم أن الأجدر إلقاؤهم على ناصية التاريخ لتعتبر بهم الأجيال.

وعلى عكس باريس بدت واشنطن مترددة في التعامل مع (ائتلاف حمد) خشية أن يوصلها إلى المأزق الذي وجدت نفسها فيه بعد أن تورطت بتبني مجلس اسطنبول واضطرت لإعلان موته حيث أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن وجود فارق مع مواقف باريس حيال الائتلاف المعارض الذي أعلن عنه في الدوحة.

واليوم عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن هذا التردد بالقول "إن بلاده غير مستعدة للاعتراف بالائتلاف كحكومة في المنفى" مشيرا إلى الاختلاف مع الرئيس الفرنسي في هذا الصدد.

أما في لندن فبقيت الأمور مجرد احتمال إذ أن بريطانيا لا تريد أن تجد نفسها أمام موقف قد تتراجع عنه ولذلك اختارت سياسة (نقول ولكن لا نقول) إذ أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتمع مع عدد من وزرائه لبحث الوضع في سورية وخصوصا احتمال تسليم أسلحة إلى مسلحي المعارضة.

وبعد الاعلان عن الاجتماع خرج وزير الخارجية وليم هيغ ليقول أنه سيلتقي غدا مع قيادات ائتلاف المعارضة إلا أنه استبق اللقاء بالقول إننا سنعمل لنصل إلى حلول وسط ونحن نعمل على احترام حقوق الإنسان ليوحي بشكل مبطن أن عملية التسليح لا تشكل أولوية لبريطانيا بدواعي احترام حقوق الإنسان وهو الأمر الذي فات باريس التفكير به.

وتبقى تلونات السياسة الغربية تجاه سورية مرهونة بما يجري في الداخل السوري وإرادة الصمود لدى السوريين فعندما يرى الشعب السوري ينتقل من انتصار إلى آخر ويسحق الإرهاب فلن يكون صعبا على الغرب أن يتهرب من تصريحات فابيوس النارية وأن يترك هولاند يواجه مأزقه وحيدا وخاصة أن مبررات الحذر من المغامرة في سورية كثيرة ربما لخصها رئيس أركان الجيش البريطاني قبل يومين بقوله وهو يهدئ هذيان وزير الدفاع "إن الجيش السوري يمتلك قوة هائلة والوضع هناك لا يشبه ما جرى في ليبيا".

» عبداللهيان: التسوية في سورية مرتبطة بإيقاف توريد الأسلحة والإرهابيين إليها
» باريس: «ديغول» تتجه إلى الخليج
» الوفد الإعلامي التركي: أردوغان أحمق.. حوّل تركيا إلى قاعدة خلفية للإرهابيين
» إلى الدعاة التكفيريين القتلة
» الجعفري خلال التصويت على مشروع معاهدة تجارة الأسلحة: نص المشروع لا يتضمن حظراً لتوريد الأسلحة للمجموعات الإرهابية المسلحة