مصر وسوريا وصراعات العالم الجديد - ابراهيم المطرود

مصر وسوريا وصراعات العالم الجديد - ابراهيم المطرود

تتسم العلاقات بين سوريا ومصر أو بالأحرى بين حضارتي الشعبين بالعمق والشمول , فلقد جمعتهما منذ القدم تلك الخصوصية الفريدة التي تنشأ عادة بين بلدين تعاصرا عبر حقب التاريخ , وقد سطرت أقدم صفحاته المكتوبة قصص التواصل والتبادل بين شعبي وادي النيل وبردى والفرات , فلم تنقطع منذ قديم الأزل حركة السفن والتجارة بين مصر الفرعونية وأراضي الشام الفينيقية في حركة مستمرة تحمل ذخائر جهد كل منهما للأخر وتنتقل معها خلاصة المنتجات الفكرية والحضارية بكل معانيها .

كان لإعلان الجمهورية العربية المتحدة في 2 شباط عام 1958 بشطريها الجنوبي ( المصري ) والشمالي ( السوري ) علامة فارقة ونقطة تحول حقيقية في تاريخ الشرق العربي والعالم , حيث شغلت تلك الجمهورية قلب الوطن العربي ,فقد كانت مصر والشام بما يمتلكان من أهمية تاريخية مهبطا للديانات السماوية ومبعثا من ألوان الفكر والثقافة والأبجدية والمدنية والتشريع حيث أوجد عبد الناصر سر الوصفة التي يمكن أن يجمع العالم حوله من خلالها عندما جمع في دولة واحد كل ذلك الإرث التاريخي والحضاري ليكون رئيس أعرق دولة عبر تاريخ العالم وأهمها حضارياً وفكرياً واستطاعت تلك الوليدة الجديدة أن تأخذ أهميتها في العالم السياسي منذ أيامها الأولى وهذا يفسر كل تلك المؤامرات والحروب التي شنت من أجل فك هذا التلاحم التاريخي .

لذلك ليس جديداً أهمية هذا التوحد المصيري بين مصر والشام , فجذوره ضاربة في أعماق التاريخ الذي أكد أنه كلما تلاقت تلك الحضارتين ازدهرت المنطقة بأكملها وكلما تباعدتا واختلفتا ضعفت وسهل على الطامعين فيها السيطرة والتوسع , فكما كانت تلك البقعتين منبعاً لحضارات العالم ونقطة تلاقي لأمم الأرض كانتا أيضاً نقطة تلاقي لأحلام جميع الطامعين والغزاة عبر العصور أملاً في امتلاك مفاتيح العالم ولهذا نرى أنه وبمقدار تلك الأهمية التي تشكلها الدولتين نرى كل تلك المؤامرات العالمية التي تستهدفهما عبر التاريخ منذ ايام المغول والتتار والسلاجقة والعثمانيين والصليبيين وصولاً إلى الأميركيين والاسرائيليين ومثلما كانت حطين وعين جالوت و بور سعيد ملاحم بارزة في مسيرة هذا التلاحم التاريخي الذي كان على الدوام يثمر الانتصار والعزة والكرامة .

» سوريا...كشف حساب مع العطري ..بقلم : ابراهيم المطرود
» السعودية ...القمع الحلال ..بقلم : ابراهيم المطرود
» ناصر قنديل:تلفزيون الجديد لصاحبه ابو ابراهيم الداديخي
» القصف المتبادل بين الكيان الصهيوني وسوريا.. هل يتطور الى مواجهة أشمل؟...حسان ابراهيم
» سوريا قابلة العالم الجديد