مشروع الأخونة... والخيار السوري بقلم مضر عيد

مشروع الأخونة... والخيار السوري بقلم مضر عيد
في خضم الخلاف على تصنيف "الربيع العربي" كمنتج غربي أو كحدث مستغل ومقولب... تناسى الكثير وجود المشروع أساسا، فتحولت زوايا الحوار إلى زوايا حصار، وغدا مشروع الأخونة في تونس ومصر وليبيا واليمن واقعا وأرقاما، فيما لا يزال الحوار على ماهيته يدور!

فما الذي ميز السوريين عن غيرهم في تخطي تلك المراحل... وماذا كان ردهم على المشروع؟

لا شك أن السوريين كان لديهم أفضلية أكثر من الدول الأخرى في التصدي للوباء الجديد، فقد كانت الأزمة الحالية معركة ثانية في حرب بدأت في أواخر السبعينيات عندما تطاولت يد الإرهاب على الدولة السورية فيما سمي حينها بأحداث الثمانينيات، فكانت أزمة اليوم خير امتحان لدرس البارحة، ورغم اختلاف أساليب الهجوم وحجمه ومنفذيه، استطاع السوريون خلق أساليب دفاع جديدة، تكفلت ليس فقط بصمود بلدهم، لا بل بتعرية نوعية لأقنعة كانت مندمجة لمدى طويل مع وجوه أصحابها.

بموازاة لقاح الماضي، كان استباق ظهور نتائج المد لوصوله على سوريا سببا جديدا ليستدرك السوريون أمرهم وخيارهم، فما أثمر الربيع عنه في بلدان انتشار الوباء من أشواك وقحط.... أظهر _لمن لم يكن ير_ أن المخاطرة بياسمين الشام في مقايضة شبيهة بخضار ليبيا ستكون أم الكوارث، وأن أي مقابل للحفاظ على هويتهم سيكون جديرا بالتقديم.

بعيدا عما سبق، كيف يمكن لدولة كانت ولا تزال سباقة بخلق المشاريع وتوطين الانتمائات أن تقبل إملائات دويلات لا تعرف حتى معنى المواطنة! و أقدم ما تفتخر به هو قنديل بريطاني، يعود لأوائل فترة الانتداب المستمرة حتى الآن! كيف يمكن لدولة عربية ومقاومة، أن ترضخ لمشروع يحلل القتل إلا على اليهود والأعداء؟

في الختام، من لا يعرف انتماء السوري وارتباطه الكاثوليكي بعروبته ومقاومته، لا يمكن أن يدرك أن أي خطة لإخراجه من انتمائه ستبوء بالفشل، وبالتالي ولأنهم لن يعرفوا، فلن تكون مفاجأة أن نر صيفا حارا قادما بعد حين... يتظاهر مؤيدوه على شواطئ الاسكندرية ويهتفون نصرة للشام و"الثياب قليل".

» باراك أوباما والخيار صفر في الحدث السوري! بقلم: المحامي محمد احمد الروسان
» باراك أوباما والخيار صفر في الحدث السوري!
» بين دمشق الابية و مشروع السلفية الصهيونية ستبعث الامة العربية ....بقلم اياد الجاجة
» لا مقاومة مع الأخونة، ولا قيادة في المنافي ....ناهض حتر "الاخبار"
» في أرجحتها بين الأخونة والأمركة وعلاقة مريحة بالدولة العبرية.. ستتخلى قطر عن الجميع