الآذاريون تائهون والميقاتي يقطف - رأفت حرب

[size=12]الآذاريون تائهون والميقاتي يقطف - رأفت حرب

ما زالت قوى الرابع عشر من آذار تحت تأثير صدمة آغتيال الحسن، وما تلاه من صدمات أعنف على مستوى قدرة هذه القوى وخاصة تيار المستقبل على حشد الناس وفرض الإرادة السياسية. منذ بيان شباب تيار المستقبل الصاروخي دون حشوة شعبية، إلى الهجوم الفاشل على السراي الحكومي، الذي تفن�'نت شخصيات المستقبل في البر�'ء منه، إل�'ا أن�'ه سيبقى لا محال، وصمة عار تلاحقهم في كل�' مناسبة.

ما حصل مؤخرا لهذه القوى، من خسارة وسام الحسن والفشل الشعبي والعزلة الدولية التي تُرجمت بدعم حكومة الميقاتي، التي لطالما وُصفت بحكومة "حزب الله"، شل�' قدرتها الفكرية والعملاتية والسياسية، حتى وصلنا فعلا إلى الشعور بقرب نهاية الحياة السياسية لبعض رموزها، بسبب فداحة الأخطاء.

منذ أي�'ام قليلة، أطل�' علينا فؤاد السنيورة على رأس آجتماع يضم كافة أحزاب وشخصيات 14 آذار، سمير جعجع على يساره وأمين الجميل على يمينه، بآستعراض لا فائدة منه، رب�'ما يحافظ على ماء وجه هذه القوى من خلال ظهورها مجتمعة، ولكن في العمق السياسي، يدم�'ر ما بقي لها من هيبة.

أيُعقل أن يجتمع عدد كبير يشمل عشرات الشخصيات، ليتلو علينا السنيورة بيانا، لا إمكانية لتطبيق بند واحد منه؟؟؟ هل أصبح جل�' طموح حركة 14 آذار هو مجرد القول أن�'نا ما زلنا موجودون في الإعلام وما زلنا قادرون على آستقطاب البث المباشر لبضع دقائق؟؟؟

هل هذا ما كان يطمح له الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإيصال تياره إليه؟؟ ما هو واقع هذا التيار اليوم، في ظل�' غياب تام للدعم الدولي ولو بآجتماع واحد، وأذن "طرشاء" يلقونها من وليد جنبلاط، وتقد�'م للنظام السوري عسكريا وسياسيا ؟؟؟

لقد أوقعت قوى 14 آذار نفسها مؤخرا بما لم يحلم أخصامها بإيقاعها فيه، فخسرت الدعم الدولي، وفضحت بنفسها ضعفها الشعبي�'، وألبست نفسها ثوبا فوضويا ميليشياويا جديدا في هجومها على السرايا، وتوفيرها الغطاء لمن آعتدى على الجيش والمناطق المجاورة في بيروت!

في هذا الوقت، كان يعد�' رئيس الحكومة محمد نجيب ميقاتي هدية لأهل عكار، صاعقة على رأس المستقبل. ليست الملايين التي أقر�'تها الحكومة بعزم ميقاتي�' لإقامة مشاريع تنموية في عكار، إلا فصل من فصول الدعم الخارجي والداخلي لرئيس الحكومة، وساذج من لا يربط بين هذين الدعمين.

لم يكن يوما الإقتصاد إلا آنعكاسا للسياسة والعكس بالعكس، فيُسج�'ل الميقاتي لنفسه نقطة شمالية سن�'ي�'ة، أتت في وقتها المناسب لآمتصاص الغضب الذي نتج عن تحريض تيار المستقبل على رئيس الحكومة مؤخرا، وتثبيت وجوده سياسيا على الساحة الشمالية، وفي مكان يعاني من فقر لدرجة أن�' أشد المناصرين لتيار المستقبل هناك، لا يستطيعون أن ينكروا أن�' نواب المنطقة وجهتهم السياسية أو الحريرية لم تقد�'م أي�' شيء لعكار، وأن�' لولا بعض المشاريع التي قام بها عصام فارس لكانت عكار اليوم منطقة من أفقر المناطق في البلاد العربية رب�'ما.

هو فراغ كان على الحريري أن يعلم، أن�' عدم ملئه سيؤدي إلى مجيء بديل بملؤه في يوم من الأيام. رب�'ما هي رغبة بعدم الإستثمار في منطقة قريبة من الحدود السورية من قبل الحريري، ورب�'ما هو ظن�' أن�' أهل عكار لن ينتفضوا على واقعهم ويوس�'عوا نظرتهم في يوم من الأيام.

قطاف موف�'ق يجريه الميقاتي في عكار اليوم، وعزلة سياسية بدأت تنال نصيبها الشعبي من تيار المستقبل، فتهد�'د مستقبل المستأثرين بعكار، وتمه�'د لتثبيت بدائل حقيقة عن الحريرية.
[/size]

» مهاجرون من ‘داعش’: تائهون في سوريا
» عقاب صقر.. روح نضب - رأفت حرب
» مثيرون للدجل - رأفت حرب
» أظننت يا مشعل! - رأفت حرب
» إسرائيل ... لعنة الزوال القريب 3 ...بقلم : رأفت حرب