البنطلون السوري يعلنّ إنشقاقه بعد إنشقاق القمر
خاص "توب نيوز" - بلال فوراني
لم نعدّ نسمع في الآونة الاخيرة أي انشقاقات جديدة تذكرّ
وكأنّ الخياط الذي كان محترفاً في ترقيع الإنشقاقات قدّ ترك مهنته
وكأنّ موضة الإنشقاقات أثبتتّ فشلها في عالم الأزياء الاعلامي الرخيص
ولم تعدّ دور العرض المشهورة في فرنسا تستقبل هذه المومياءات التافهة
وأمريكا لم يعد يروقها مهرجان الإنشقاقات الذي زاد من حمّلها أكثر مما خففّ عنها
ودول العربان لم يتحمّلوا فواتير الإنشقاق التي يدفعونها مقابل استحمار الرأي العام
خاصة بعد الكلمة التي نزلت مثل الصاعقة على رؤوس أصحاب المهنة العريقة
والتي ابتدأها الرئيس بشار بقوله : إن عرفت أحد يريد الإنشقاق فشجعه على الإنشقاق
وكأنه بضحكته الواثقة وسخريته اللاذعة يعرّي حقيقة الإنشقاق ويجعلها ورقة محروقة
ويجعل من أصحاب الخروقات والإنشقاقات مجرد خيوط لا تعني في الحقيقة سوى خبطة إعلامية
أنتهت صلاحيتها الاستهلاكية ولم تعدّ مرغوبة في الأسواق الإعلامية لا من قريب ولا من بعيد .
وترك الخياطين يضربون الكفّ بالكفّ بعد الكفّ الذي ضربهم به الرئيس بشار بكلمة واحدة فقط
كفٌ من العيار الثقيل وبصناعة سورية عريقة منسوجٌ من الخيط السياسي الراقي والذكي حدّ الدهشة ..؟؟
فكرت كثيراً قبل كتابة المقال عن موضوع الإنشقاق وما هو الغرض من هذه الكلمة وما الفائدة منها , خاصة حين تشعر بأن موضوع الإنشقاق صار مثل فقاعة صابون تكبر وتكبر حتى في لحظة تنفجر , وهذا ما حدث مع كل من إنشقوا تحت مسمى حماية الوطن وهم في الأصل يا سادة خونة بصريح العبارة , ليسوا منشقين بل خونة مع سابق الحقارة والقذارة .. خونة برتبة "شيك" مدفوع سلفاً بالعملة القطرية أو السعودية . هذا ما حدث معهم حين باعوا ضمائرهم وشرفهم مقابل عائد مالي وأحلام وردية زرعتها لهم نفوسهم الدنيئة والحقيرة . هذا ما حدث معهم حين باعوا الوطن لأجل الظهور على شاشات التلفزة كأنهم تشي جيفارا الثائر السوري المتمرد لأجل الحرية .هذا ما حدث معهم حين ضحكوا عليهم بالمال وغرّروا بهم بالمناصب العليا والكراسي التي سيعتلوها بعد سقوط النظام "المجرم". هذا ما حدث معهم حين راهنوا على طاولة القمار بأن الجوكر التركي سيربح اللعبة عاجلاً أم آجلاً ما دامهم يلعبون في كازينو أمريكا. هذا ما حدث معهم لأنهم في أصل الأمر أبناء عاهرة لم يكونوا منتظرين سوى الفرصة المناسبة لكي يمارسوا عهرهم علناً وعلى المكشوف .وحين جائتهم الفرصة خلعوا أقنعتهم القذرة وكشّروا عن أنيابهم الصفراء ورفعوا لافتة عريضة إسمها "أعلنت أنشقاقي أنا سوري آه يا نيالي" ؟؟
أخبروني أين هو الدمية السمينة رئيس الوزراء سابقاً المدعو رياض حجاب .. ماذا يفعل الآن غير التسكع في فنادق الأردن هو وأولاده , بعد أن قبض ثمن إنشقاقه بالعملة السعودية وما زال يعيش على أمل أن تتحقق وعود من وعدوه بأنه سيكون صلاح الدين يوما وخالد ابن الوليد وطارق بن زياد رغم أنه لن يطال يوماً أن يكون أكثر من بطل من ورق على قناة الجزيرة . أخبروني أين هو "دون جوان" العرب مناف طلاس ماذا يفعل الآن غير أنه يبحث في أسواق فرنسا عن أفضل مستحضرات التجميل وأغلى أنواع "الجيلّ" المثبت للشعرّ وأرقى العطور النفيسة وأغلى الثياب والبدلات المشهورة وأشهر ماركات الأحذية , خاصة بعد أن وعدوه في تركيا بأنه سيكون بطل المسلسل الجديد على غرار مسلسل مهند ونور وسيكون اسمه البراق .. مناف وعرعور .أخبروني أين هو رياض الأسعد ذاك المريض النفسي الذي عاش في وحلّ أوهامه الاجرامية حتى ظنّ نفسه موسوليني أو هتلرّ او ستالين , وأنه الجنرال العظيم الذي يقود عصابات إجرامية يسميها كتائب وفصائل رغم أنه يتم القبض عليها في المجارير والبلاليع وحاويات الزبالة . أخبروني أين فراس طلاس ذاك الداعر الذي أعلن بكل رجولة يحسده عليها الرجال بأنه سيضع كل ثروته لاسقاط النظام السوري المجرم لكنه لم يخجل بأن يترك عاهرة رخيصة أجرتها مئة دولار فقط لتضع قدمها الوسخة على رأسه القذرة في ليلة حمراء .
أيها السادة حين ينشقّ بنطلونك لسبب ما خارج عن ظروف نهمك وجشعك وأكلك المفرط فأنت بطبيعة الحال ستقوم برتّقه , بمعنى أنك ستقوم باحضار إبرة ًرفيعة الشرف مع خيط وطني يليق بلون البنطلون لتقوم أصابعك بعدها بخياطة الشقّ الذي حدث , لكن أن تتمزقّ قطعة من البنطلون ثم تظنّ أنك ستقوم بخياطته فهذا ليس إسمه انشقاق هذا صار إسمه ترقيع للبنطلون , والترقيع يحتاج الى قطعة جديدة تخفي آثار التمزق الذي حدث بطريقة فنية يفهمها الخياطون وأصحاب هذه المهنة , ولكن حين يقول الرئيس من يريد الإنشقاق فساعده وشجّعه على الإنشقاق كي يهرب خارج نسيج هذا الوطن فهذا يا سادة إسمه في فن الخياطة والحبكة لمن لا يعلم " تقصير البنطلون " . بمعنى أن هناك زوائد لا داعي لها في طول البنطلون لذا يقوم الخيّاط بتقصيره والاستغناء مثلاً عن قطعة لا لزوم لها , لأن وجودها سيشوّه منظر البنطلون وسيكون من المضحك أن تمشي وأنت تجرّ بنطلونك بقطعه زائدة عديمة الجدوى . هذا تماما ما يحدث مع هؤلاء ..هم لا ينشقون ولا حتى يتمزقون .. هم زوائد بشعة لا حاجة لها والاستغناء عنها فضيلة .
على حافة الوطن
قد يسأل أحد الخياطين : وماذا لو كان معظم البنطلون عبارة عن زوائد لا لزوم لها ..ترى هل ستظلّ تقصّر فيه حتى يصير كيلوت مثلا....؟؟
أقول لهذا الخياط الذكي : نعم يا سيدي سنظل نقصّر فيه حتى لو صار كيلوت .. على الأقل من باب الشرف سيظلّ يستر عورتنا يا سيدي ..؟؟