تصويب للنقاش حول انتقادات موجهة للرئيس الأسد واداء الدولة السورية - خاص توب نيوز

تصويب للنقاش حول انتقادات موجهة للرئيس الأسد واداء الدولة السورية - خاص توب نيوز

سنة ونصف السنة عمر الأزمة السوداء التي تلقي بحملها الكبير على سوريا تشعبات كبيرة سياسية وعسكرية جعلت الكثير من الأصدقاء يختلفون ويأخذون مواقف متعددة حول كيفية حل ونهاية تلك الأزمة وتقييم أسبابها ولوم القيادة في سوريا على طريقة تعاطيها معها ولعل الشيء الوحيد الجميل في هكذا سجال هو أن جميع المتحاورين ينطلقون من ثوابت واحدة ويرون الأزمة من منظور واحد هو الخوف والحرص على سوريا واحدة موحدة سوريا الإصلاح تحت راية الرئيس الأسد سوريا القوية المنتصرة على الإرهاب وعلى المؤامرة الكونية ؛ ولكن يقع بعضنا في الكثير من المغالطات تعود إلى طريقة كل منا بفهم تلك الأزمة والزاوية التي يراها من خلالها ورؤيته لأسبابها وكيفية حلها وكيفية إدارة تلك الأزمة من قبل القيادة السورية .

يمكن من خلال ملاحظة الأفكار والنقاشات التي طرحت في المقالات المنشورة في موقع توب نيوز والتي عكست صورة مصغرة عما يدور في الشارع عن هذا الموضوع الجدلي الحياتي.

يمكن تصنيف أصحاب الآراء المختلفة حول ذلك الموضوع إلى أربعة نماذج تختلف عن بعضها البعض باختلاف طريقة التفكير والتحليل وكيفية رؤية كل منا نفسه ودوره في مواجهة المؤامرة فهي تختلف بتلك الأمور ويجمعها حب الوطن .

يتعاطى النموذج الأول مع الموضوع بالعقلية الباردة مبتعداً عن العواطف فلا يقبل أي انتقاد أو نقاش أو استفسار أو ملاحظات حول قرار أو خلل أو أداء معين فتأتي ردوده انفعالية قاسية تصل في بعض الأحيان إلى حد التخوين والاتهام ببث اليأس وإحباط الناس متناسياً أن بعض هؤلاء هم ممن ضحوا وقدموا الدماء والأموال نتيجة مواقفهم الداعمة والمؤيدة للرئيس الأسد ومسيرة الإصلاح و أن منهم مع ينكفئ عن تلك الأحاديث في المنابر المفتوحة فمن المبالغة اتهامهم بالمشاركة في الحرب النفسية على الشعب السوري فالنقد والنقاش والتساؤل لا يعني أنه باب الحقد وإنما الحرص على سلامة الوطن والخوف على مستقبله .

تقف الفئة الثانية على النقيض تماماً من سابقتها فرغم أنهم لا يقلون إخلاصاً ووفاء ووطنية عن الفئة الأولى إلا أنهم يتعاطون مع الحرب الدائرة بعواطفهم وآلامهم فيسارعون لإلقاء اللوم هنا وهناك وتخوين جهة أو أخرى وإصدار الأحكام المتسرعة وينظرون من خلال تلك العاطفة متناسين أننا نخوض حرباً ضروساً وأن قوانين أي حرب تفترض تقديم التضحيات فعلى قدر طموحاتنا يجب أن تكون تضحياتنا ومن يطلب الكرامة والحرية والاستقلال لوطنه عليه ألا يتوقع أن يحصل عليه مجاناً فكلما ارتفع ثمن الشيء زادت التضحيات للحصول عليه

ترى الشغل الشاغل لبعض أولئك الناس هو البحث والحديث عن مسببات تلك الأزمة في الماضي والانشغال بها وإلقاء اللوم على القيادة السورية وعلى رموز الفساد وعلى وعلى وعلى فقد أصبح الهم الشاغل لهم وكأنهم يسعون للقول بأنكم من تسببتم بكل هذا ولا دخل لنا فلتذهب القيادة وربها لتقاتلان وأن من أدخل الأفعى يخرجها فلا شك وأن جزءاً كبيراً من ذلك الكلام هو صحيح ومنطقي ولا ضير في معرفة المسببات الداخلية للأزمة والتي أدت لإدخال السلاح عبر الفاسدين و الخائنين وغيرهم طيلة سنوات بل من أكبر الأخطاء تجاوز كل تلك المسببات وعدم معالجتها والرئيس الأسد أقر بوجود تلك الأخطاء التي حدثت في إدارة الدولة وهو عمل ويعمل على إصلاحها تلك الأمور التي يمكن أن تحدث لأي دولة في العالم مهما كان مستوى قوتها وتحصينها الأمني وخاصة إذا عرفنا حجم الدول التي نواجهها والكم الهائل من الأموال التي تدفع والتي يمكنها أن تخترق أكبر وأقوى وأغنى دول العالم فلا يوجد موظفون وأمنيون ملائكة وأنبياء ولكن يوجد أعداء شياطين فصرف الأنظار إلى تلك الناحية والانشغال بها عما هو أهم وهو أننا في عين العاصفة وأن لكل منا دوره في تلك المعركة وهي تستهدف كل شرائح وفئات وطوائف وعرقيات المجتمع السوري فبهذا نكون أشبه بالسفينة المثقوبة والتي شُغل أهلها بالبحث والتحقيق واللوم وتبادل الاتهامات عمن ثقبها متناسين بأن أول شيء يجب فعله هو معالجة الخلل وسد الثقب قبل أن تودي بالسفينة وأهلها

تكون أغلب حواراتهم ونقاشاتهم وانتقاداتهم هو لبطء القيادة السورية برأيهم والتعاطي الخاطئ مع الأزمة منذ بدايتها متناسين أن تلك الحرب قد مرت بمراحل سياسة وعسكرية يجب التعامل بكل مرحلة مع معطياتها وأبعادها وأن كلما أفشلنا خطة انتقلوا إلى غيرها بالإضافة إلى أنهم يعيبون على القيادة تأخرها بالحسم العسكري مسارعين بكيل بالاتهامات تارة للضابط الفلاني وأخرى لمسؤول الآخر فهم يرسمون صورة للحسم العسكري في أذهانهم بأنها حرب شاملة ستنتهي خلال أيام وربما ساهم بخلق هذا الانطباع يقينهم بقوة وبسالة وشجاعة عناصر الجيش العربي السوري من جهة وبالصورة التي رسمها الإعلام السوري بكل فئاته عن قوة هذا الجيش وقدرته على الحسم السريع دون توضيح تكاليف وتبعات ذلك الحسم كما حدث في بابا عمرو مثلاً والتي حسمت خلال ساعات فيتصو'ر أصحاب تلك الرؤية المشهد وكأننا نواجه مجموعة قليلة من الإرهابيين وهم في مرمى النيران السورية ولم يتبقى سوى ضغط الزناد لانتهاء المعاناة المريرة والآلام القاسية وتوقف نزيف الدماء السورية ولكن وبالرغم من سهولة الموضوع فإن القيادة تمتنع عن ذلك فتلك الصورة المرسومة ومع إيماننا بقوة وقدرة الجيش العربي السوري فيجب أن لا ننسى بأن بابا عمرو تلك التي سقطت خلال ساعات أخذت أشهراً من الملاحقات والتعقب وتجفيف المنابع ومحاصرة أوكار الإرهابيين ويجب أن نضع في حسباننا أن الحسم العسكري بالمفهوم الذي يتخيله البعض قد يعني مضاعفة أعداد الشهداء من العسكريين والمدنيين أكثر من التكتيكات العسكرية المتبعة حالياً فضلاً عن أننا نواجه فئات لا يأبهون بدماء آلاف الرهان البشرية داخل المدن هذا إذا أهملنا الحديث عن الدمار الهائل في البنية التحتية والعمرانية لتلك المدن والقرى فمن حينها يتحمل كل تلك الخسائر والنتائج ولربما خرج هؤلاء أنفسهم لينتقدوا الأداء المتسرع والإفراط في القوة التي أدت بنا إلى كل تلك الخسائر .

الفئة الثالثة من يتأرجح أهلها بين الفئتين السابقتين بقدر مستوى الحماسة والمعنويات الظاهرية التي يشعرون بها بعيداً عن ثوابتهم ويقينهم فالظاهر هو الأساس في تكوين مواقفهم ومثالهم كثير بين أفراد الشعب السوري وهم أكثر الفئات القابلة للتأثر بالحرب النفسية والدعائية والتي هي أساس الحرب التي تمارس على عقول السوريين وتتقلب وتتذبذب بحسب الأوضاع الآنية وبحسب تقلبات المعركة وتبنى على هذه التغيرات مواقفهم فتراهم مثلاً منفعلين غاضبين من خطوة سياسية اتخذتها القيادة السورية كقبولها بإرسال وفد المراقبين العرب في مرحلة من المراحل فيبنون عليها مواقف وآراء ويلقون باللوم والاتهام وتحميل التبعات ثم تراهم بعد فترة يمتدحون العقل السياسي السوري والحنكة الدبلوماسية للقيادة الحكيمة وذلك بعد أن تكشفت نتائج تلك الخطوة

قد يثير انفعالاتهم ويأسهم خبراً معينا بالمقابل يرتفع حماسهم وثقتهم بعد حضورهم خطاباً من خطابات السيد الرئيس أو برنامجاً سياسياً لأحد المحللين فالتأرجح عندهم بحسب تصاعد وتنازل الخط البياني للاشتباكات والمراحل التي مرت بها الأزمة وأيضاً بمدى تأثرهم بمحيطهم فيبنون مواقف غير ثابتة وغير نابعة من يقين وحقائق وقناعات .

رابع تلك الفئات وآخرها أناس يجمعون بين برودة العقل و حرارة العاطفة يدركون حجم المؤامرة وابعادها يحملون يقيناً عميقاً وثقة بالنصر وبأن تلك المعركة المصيرية معركتهم وهم معنيون بها وبخوضها إلى جانب قيادتهم وجيشهم بآلامها وآمالها أحزانها و تضحياتها و مرارتها ؛ فكل من موقعه ومكانته في مجتمعه هو مقاتل ؛ يملكون ثقة بأن سوريا بهذا القائد العظيم الحكيم الشجاع الذي منحوه ثقتهم ومحبتهم وأنه يجب الالتفاف حوله كأفضل رد على كل الحملات التي حاولت استهدافه لشخصه والنيل من ثقته وصورته في أذهان محبيه ومقربيه قبل أعدائه فهم لا يخجلون من مواجهة الأخطاء والإشارة إليها وتصويبها والحوار مع أي فئة من فئات الناس كونه جزء من واجبهم وطموحهم بسوريا ديمقراطية ومقاومة بآن معاً فالتركيز الآن على خوض المعركة والتعالي على الآلام والأحزان لأن من يصرف وقته في المعركة باكياً سيهزم ويمضي عمره باكياً فلا وقت الآن للبكاء والتحسر والإيمان العميق بقوة وقدرة الجيش العربي السوري الذي يعمل بالتوازي مع القيادة السياسية والتي يخوض أبطالها معركة لا تقل شراسة عما هي على الأرض .

ليس من المهم كل منا إلى أي فئة انتمى بقدر أهمية موقع ومكانة هذا الشخص ومدى تأثيره بمن حوله ومقدار إحساسه بالمسؤولية تجاههم فلكل منا رأيه وطريقة تفكيره وهو حر بأفكاره وطرحها ولكن المسؤولية المترتبة على عاتق كل منا في هذه المعركة تتطلب من كل شخص تمهلاً وتعقلاً قبل المبادرة لطرح أفكاره الخاصة فإذا تناولنا على سبيل المثال الجدال الذي دار وحرب المقالات الساخنة على موقع توب نيوز بين بعض الزملاء والذين ينظر كل منهم إلى الأزمة من موقعه ومكانه وطريقة تفكيره ومحيطه فبادر كل منهم لطرح وجهة نظره مهملاً الآراء ووجهات النظر الأخرى مستخدمين عناوين حماسية لجذب القراء وشد الأعصاب فكان أن خرج الأمر عن أبعاده الطبيعية في الردود والتعليقات والتي تناولت الشبكة باسمها وانتمائها وباسم الأستاذ ناصر قنديل فلا " إخراس " أصحاب الآراء الأخرى من المنطق المقبول في الحوار ولا اتهام الخصوم " بالاستخفاف بعقول السوريين " يقوي حجة صاحب الاتهام فكم كنت أتمنى من أصدقائي لو أن كل منهم طرح فكرته ووجهة نظره بنقاش وحوار هادئ ومنطقي وموضوعي بعيداً عن التذمت الفكري وردود الأفعال خاصة وأن كل منا وأقصد هنا الذين يتعاطون الشأن العام سواء في توب نيوز أو غيرها من فضاءات الإعلام المفتوح والذين يمكن أن تصل آراؤهم وتؤثر على أفكار وعقول وآراء الناس فتلك مسؤولية تحتم على كل منا أن ترتجف يده قبل أن يكتب كلمة واحدة فكل تلك الآراء المطروحة قد سقطت شكلاً قبل الدخول في جوهرها واستنباط وجهة نظر صاحبها وذلك لأنها لم تراعي آراء وأفكار وتوجهات بعض الناس ولم تكترث للإجابة عنها بموضوعية اعتمادا على تسلسل منهجي سليم فإذا كان الهدف من كل تلك الأفكار المطروحة إثارة التساؤل حولها فمن الأجدر طرح كل الأفكار والآراء ومناقشتها لا كتابتها بتلك الطريقة لمجرد "فشة خلق" فالكلمة مسؤولية وهي سلاح يوازي في أهميته حد السيف ويمكن أن تؤثر في اصطفاف الناس وتغيير خياراتهم وقناعاتهم خاصة وأننا ندرك جيداً حجم وقوة ذاك السلاح كوننا من المفترض أننا نخوض معركتنا ضده وأنه أساس الحرب الكونية على عقول السوريين فنحن بهذا يمكن أن نحول السلاح الذي في يدنا إلى سلاح بوجهنا .

تنشيط النقاش واستفزاز عقول القراء لا يكون بالإثارة ولا بالعناوين الفاقعة فنحن من موقعنا وصفتنا ودورنا قادة في المجتمع فلماذا يصر بعضنا على التصرف بطريقة الطفل الذي أضاع لعبته ولعل أقرب مثال إلينا هو ما جرى في مدينة حلب قبل إعلان وقف إطلاق النار عندما عمدت أعداد كبيرة من أفراد العصابات المسلحة إلى اقتحام العديد من الأحياء السكنية والسيطرة عليها لساعات فإذا أخذنا طريقة تعاطي بعض وسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي لرأيناهم انقسموا إلى فئتين فئة أخذتها هول المفاجأة وبدأنا نسمع بمنشورات من مثل " سقطت حلب " و "شكراً لمن باع حلب" وما إلى هنالك من الكلام الذي زاد من احتقان وتوتر الشارع داخل المدينة فقط لأن بعض أولئك لم يدرك حجم موقعه والمسؤولية المترتبة على وجوده في مثل هكذا موقع بالمقابل رأينا فريقاً آخر تعاطى مع الموضوع بمنطقية وبعقل بارد بعيداً عن كل النواح المحيط وبدؤوا بنقل الأحداث دون مبالغة ولا تهويل وذلك للتبريد من صدور الناس التي تغلي كالمراجل حتى كان أن استعادت قوات الجيش المبادرة وطهرت تلك المناطق خلال ساعات دون الحاجة إلى كل ذاك الصراخ والنواح وقد سجل حينها لتوب نيوز دورها الرائد في إدارة تلك الحرب الإعلامية يومها بكل موضوعية ومصداقية فقوة توب نيوز وناصر قنديل ببرودة العقل وحرارة العاطفة ففقدان احدهما والاعتماد على أخرى يجعلنا احد اثنين رفيق نصرالله او انيس نقاش مع الاحترام للأستاذين الكبيرين فتوب نيوز تجمع ما هو جيد في كليهما عاطفة رفيق نصرالله وحرارتها وعقل أنيس نقاش وبرودته .

لذلك من الضروري أن يتعاطى كل منا من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقه اياً كان موقعه ودوره فاحترام آراء الآخرين ونقاشها لا يقلل من أهمية رأي الشخص بل على العكس فإنه يعزز من مصداقية وجدية طرحه وإمكانية انطلاقاً من ثوابت تجمعنا معاً والتي هي حب الوطن والحفاظ على سلامته ومستقبله وازدهاره .

» ايلي الفرزلي ل "توب نيوز" : سيخرج الرئيس بشار الاسد و الدولة السورية منتصرة في معركة الحفاظ على وحدة سوريا ارضا و شعبا و مؤسسات
» الكشف عن رسالة «ود» من الأردن للرئيس الأسد
» بالفيديو.. باسم ياخور: أنا مع الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد
» العقيد «النمر» للرئيس الأسد: أنا رجل المهمّات الصعبة…
» محاولة إغتيال فاشلة للرئيس بشار الأسد