العقيد «النمر» للرئيس الأسد: أنا رجل المهمّات الصعبة…ناجي سليمان – صحيفة البناء
يحتلّ الضابط في الجيش السوري سهيل حسن منذ فترةٍ ليست بالقصيرة أحاديث السوريين عن حربهم الدائرة منذ أكثر من خمسةٍ وأربعين شهراً، كثيرةٌ هي الحكايات وقليلةٌ هي الأخبار، فما يقارب السنوات الأربع وكاميرات الصّحافيين كما أقلامهم لم تصب هذا الرجل إلا ما ندر، بالرغم من شهرته على ألسنة السوريين، من اتّفق معه منهم ومن اختلف. فأول ظهورٍ له عبر الإعلام المرئي كان أثناء تغطية التلفزيون السوري لتحرير سجن حلب، فيما كتب عنه منذ أشهر الصّحافي روبرت فيسك مقالاً في صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
جدليّةٌ هي هذه الشخصية، فقد لاقت تمجيداً شعبياً لم نعتده لأيّ ضابطٍ في تاريخ الجيش السوري، اذا ما استثنينا أولئك الذين قادوا البلاد سابقاً ببزةٍ عسكرية، في حين يراها معارضون للسلطات بزخمٍ «فيزيائيٍّ» يساوي الزخم المؤيد في شدّته ويعاكسه في الاتجاه.
أيّاً كانت أهمية هذه الشخصية أو تأثيرها على مسرح الأحداث في البلاد، إلا أنّ ظهورها تطلّب ظرفاً زمانيّاً ومكانيّاً ، الحرب السّورية لم تنأ بنفسها عن توفيره.
العقيد الركن سهيل حسن، أو كما يحلو لرجاله تسميته بـ«النمر»، يتمتّع بحضورٍ قويٍّ في قلوب محبّيه،
فمشهد هذا الرجل الأربعيني عندما كان يربّت على كتفِ أحد حرّاس سجن حلب بعد تحريره، لم يمحَ بعد من ذاكرة مناصريه.
اسمه يمثّل لهم الجولة الأولى الرابحة في أيّ معركةٍ يخوضونها، في حين تنخفض المعنويات إلى تكاد تنعدم في أيّ موقعٍ يعرف الخصم فيه أنّ سهيل حسن هو قائد الحملة أو المعركة المقبلة.
يُرجِع البعض الضوء الذي أخذه هذا الكولونيل دون غيره إلى إطلاق يده من قبل القيادة العسكرية في الجيش السوري، في حين ينسبها آخر إلى العدّة والعتاد والعديد الذي يحظى به دون غيره.
يمكنكم دائما متابعة المزيد من الاخبار على الصفحة الرئيسية لوكالة اوقات الشام الاخبارية
عبد «اسم مستعار» هو ضابطٌ في المخابرات الجوية التي يتبع لإدارتها سهيل حسن، له رأيٌ ثالث مؤكّداً «أنّ النمر أثبت كفاءته كقائدٍ ميداني قبل أن تتحرك ولو مدرّعة واحدة لأجل عمليةٍ يديرها».
يروي لنا «عبد» إحدى مشاهداته في مطار حماة العسكري، يقول: «أسقط لنا الإرهابيون منذ مدة، طائرة ميغ في ريف حماة الشمالي، حينها طلب سهيل حسن عبر الجهاز اللاسلكي طائرة أُخرى، ما حدث أنّه حصل شجار بين الطيارين على من يلبّي طلب العقيد الحسن، رغم علمهم المسبق بأنهم قد يلقون مصيراً مشابهاً للطائرة التي أُسقِطت».
ما يتّفق عليه العديد من المتابعين للوضع الميداني بأنّ الإشارة الخضراء التي أعطيت لهذا الضابط أتت نتيجة عدة عمليات أثمرت نجاحاً غيّر من موازين القوى لصالحِ الجيش السوري على الأرض، فمن حماة في وسط البلاد، بدأ عملياته العسكرية، إلى أن وجّهتّه قيادة الجيش إلى ريف اللاذقية حيث استعاد هناك القرى التي كانت قد احتلّت إبان المجازر التي ارتكبتها «جبهة النصرة» وقوى متشدّدة أُخرى بحقِّ مدنيين في ريف اللاذقية، ومن ثمّ قاد إحدى العمليات العسكرية في الشمال السوري، حيث كان للكتائب التي يقودها اليد الطّولى بفكِّ الحصار عن سجن حلب المركزي، كان قد سبق ذلك بأشهر فتح طريق خناصر وهو طريقٌ مهمّ لإمداد القوى السورية في الجبهة الشمالية، رافق ذلك تحرير منطقة السفيرة التي تحوي ما يعرف بمعامل الدفاع، أحد أهمّ منابع الجيش السوري من الذخيرة. عاد بعد ذلك مجدّداً إلى حماة مستعيداً فيها بلدة مورك، المعقل الرئيسيّ للفصائل المسلحة على اختلاف انتماءاتها، العقيد الحسن والذي ينفي مقرّبون منه ما أُشيع عن خضوعه منذ أيام لعملية قثطرة قلبية، كان قد أدار هو نفسه خلال شهر تشرين الثاني الفائت عملية قثطرة عسكرية لقلب سورية النفطيّ، أثمرت استعادة الجيش السوري حقل شاعر في ريف حمص من قبضة تنظيم «داعش».
كلّ تلك الإنجازات دوّنتها بنادق مقاتليه تحت لقب شخصٍ واحد، ولأنّ الحكايات الشعبية، تعشق الفرد لا الجماعة، تختزل دوماً في أحاديثها الكُلَّ في الفرد، تماماً كما تفعل المهرجانات السينمائية عندما تكرّم البطل ليذوب في هذا الأخير كلّ الجمع المساند، والذي بدونه لما أثمر المشهد في إقناعنا، إلا أنّ المساندين في هذا المشهد الحربي يرون أنّ انتصار اسم قائدهم يؤدّي بحالٍ من الأحوال إلى انتصارِ قضيتهم.