سلخ لواء الاسكندرون... (5)..اعداد : مضر جلال خيربك

سلخ لواء الاسكندرون... (5)

إعداد: مضر جلال خيربك

20 تموز 1939

استغلت تركيا الوضع القائم في أوروبا والمتمثل بشبح الحرب العالمية الثانية الذي خيم على الأراضي الأوروبية، وحاجة الحلفاء إليها لتنضم لصفوفهم ضد ألمانيا الهتلرية، أو إبقائها على الحياد في الحرب المقبلة مع القوات الألمانية، خاصة وأنها بعد معاهدة مونترو التي عقدت في 20 تموز 1939 أصبحت تسيطر على المضائق في زمن الحرب.

ويذكر (بونيه) رئيس وزراء فرنسا بذلك الوقت في مذكراته:
(كانت الحكومة البريطانية تحاول جاهدة إنشاء سلسلة من الأحلاف تشمل بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي وتركيا، وكانت بريطانيا وفرنسا راغبتين في الوصول إلى اتفاقية مع تركيا، التي كانت ترفض كل اتفاق مع فرنسا ما لم توافق على ضم هاتاي إليها).

12 أيار 1939

أعلنت بريطانيا وتركيا عقد اتفاقية بينهما، ترمي إلى إقامة تعاون مشترك في حال حدوث عدوان يقود إلى حرب في المنطقة الواقعة شرقي البحر المتوسط، وتتضمن هذه الاتفاقية فتح المضائق أمام الأساطيل الإنكليزية.

ما دفع بريطانيا لتقديم قرض طويل الأمد بمبلغ 16 مليون جنيه استرليني لتركيا من أجل تسليحها، وبسبب الضغط الإنكليزي على فرنسا للاتفاق مع تركيا، وضغط الظروف الدولية القائمة في أوروبا أعطى رئيس الوزراء الفرنسي (بونيه) لسفيره في أنقرة (رينيه ماسيفلي) صلاحية التوقيع على اتفاقية مع تركيا تشمل قضية هاتاي (لواء الاسكندرون).

15 أيار 1939

بدأت المباحثات الفرنسية التركية بين (ماسيفلي) ووزير خارجية تركيا (سراج أوغلو) في 15 أيار 1939 وانتهت في 23 حزيران 1939 بالتوقيع على اتفاقية تقضي بإلحاق لواء الاسكندرونة بتركيا، وأصبح يشكل الولاية 63 من الجمهورية التركية، ولم تتضمن هذه الاتفاقية أي نص يحفظ لأكثر من 130 ألف عربي بقوا في اللواء حقوقهم اللغوية والثقافية، على النحو الذي نصت عليه المادة 7 من اتفاقية أنقرة لعام 1921 بالنسبة لأتراك اللواء.

وقد سُمح فقط لمن أرادوا الهجرة، بنقل أموالهم المنقولة معهم، وتصفية أملاكهم غير المنقولة خلال ثمانية عشر شهراً من تاريخ توقيع الاتفاقية، إلا أن الحكومة التركية وضعت العراقيل التي من شأنها الحيلولة دون تطبيق هذه المادة، فوضعت يدها قسراً على أملاك الذين هاجروا من اللواء وصادرتها.

ولم تعترف الحكومة السورية بضم اللواء إلى تركيا استناداً إلى المادة 4 من صك الانتداب الذي يحرم على الدولة المنتدبة التنازل عن أي جزء من الأراضي المنتدبة عليها، ولا يزال عدم الاعتراف قائماً حتى اليوم.

ولقاء هذه الهبة التي قدمتها فرنسا لتركيا على حساب سوريا، عقد في 19 تشرين الأول 1939 اتفاق فرنسي إنكليزي تركي لمدة 15 عاماً، وهو يشكل حلفاً في حال وقوع حرب في شرق البحر المتوسط.

ختاماً:

لواء الاسكندرون أرض سورية بامتياز، وهو يقع تحت نير الاحتلال التركي منذ عقود طويلة من الزمن، وسكانه عانوا ويعانون الكثير من همجية وسادية الحكومات التركية المتعاقبة وآخرها حكومة رجب طيب أردوغان وعصبته العثمانية الجديدة.

هذه الأرض السورية تنظر بعين الأمل ليوم التحرير المنشود، وتترقب ساعة عودتها للحضن الدافئ لوطنها الأم سوريا، وشعبه صامد مقاوم كما حال إخوتهم الصامدين في سوريا بوجه المؤامرة العالمية وأقطابها العربية والإقليمية والدولية، الذين يسعون جاهدين لسلخ أجزاء أخرى من الأراضي السورية، كما فعل أسلافهم تماماً في السابق حين تآمروا على سوريا وشعبها وسلخوا لواء الاسكندرون عن الوطن الأم، وتآمروا لاحقاً مع الكيان الصهيوني ضد سوريا لسلخ الجولان السوري المحتل.

وفق هذه الوقائع والحقائق التاريخية والمعاصرة، ومن منطلق ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتحرير المغتصب منها: على جميع أفراد الشعب السوري بكافة أطيافه وشرائحه أينما كانوا وتواجدوا، عدم نسيان قضية لواء الاسكندرون السليب من قبل العدو التركي، والجولان المحتل من قبل العدو الصهيوني، وعلى الشعب السوري أن يسعى جاهداً وبكل الوسائل الممكنة للمساهمة في عملية تحرير الاسكندرون والجولان من يد الغازي المحتل.

الجزء الأول الجزء الثالث

الجزء الثاني الجزء الرابع

» سلخ لواء الاسكندرون... (1) بقلم: مضر جلال خيربك
» سلخ لواء الاسكندرون... (4)بقلم : مضر جلال خيربك
» سلخ لواء الاسكندرون... (2)
» سلخ لواء الاسكندرون... (3)
» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك