صبر أيوب الذي لم يُبقي شيء...بقلم : رافت حرب

صبر أيوب الذي لم يُبقي شيء

خاص "توب نيوز" - رأفت حرب

فاجأت المقاومة الإسلامية بلسان أمينها العام السيد حسن نصر الله، الجماهير العربية والعالمية، كما فاجأت العدوّ، بتبنّيها الواضح لإرسال الطائرة الإستطلاعية إلى جنوب فلسطين المحتلّة وفوق مواقع العدوّ الإستراتيجية، خصوصا النووية والكيميائية منها.

ضربة جديدة سدّدها السيد الأمين العام، إلى جبروت الكيان الصهيوني، ليُرسل رسائل عدّة في آتّجاهات عدّة:

أوّلا، بات على الجميع أن يعلم، أنّه لا حد أقصى لتطوّر المقاومة نوعيّا، فها هي الآن، تصل إلى منافسة العدوّ في أكثر المجالات التي كانت تبعث الإطمئنان في قلبه.

وبناءً عليه، بات العدوّ أمام الآتي:

وضع إستخباراتيّ جديد، فإطلاق هذه الطائرة التي آكتُشفت وتمّ إسقاطها، لا يعني أبدا أنّ ليس هناك طائرات أخرى أُرسلت ولم يتم إكتشافها.

ومزيد، بات على العدوّ أن يتوقّع، أنّ لدى المقاومة من التكنلوجيا الإلكترونية، ما لا يمتلكه هو، ممّا أدى إلى تحليق هذه الطائرة في مدى معيّن دون أن يكتشفها العدوّ، فوق البحر وفوق اليابسة، أمّا آكتشافها من قبل العدوّ، فلقد تمّ حين وصلت هذه الطائرة إلى عمق معيّن داخل الأراضي المحتلّة.

وعلى العدوّ أيضا، أنّ يعلم جيّدا، أنّ في الحرب القادمة، سيُقدّم حزب الله في اللحظات المناسبة، خلاصة نتاجه العلميّ في هذا المجال، ومن الممكن جدّا بالتالي، أن يرسل مثل هذه الطائرات، لتقصف مواقع محدّد، أو لتتفجر هذه الطائرات نفسها، وهي محمّلة بأطنان من المتفجّرات، في مواقع إستراتيجية تقسم ظهر العدوّ.

ثانيا، لقد جعل السيد الأمين العام، الجميع يتيقّن، أنّ هذه المقاومة، على الرّغم ممّا يحصل في سوريا، ومن التحوّلات الخارجية، فإنّه لا يهزّها شيء في عملها ضمن مواجهة العدوّ، فلهذا الأمر، رجال يعملون بعقول متفرّغة للعدوّ، لا يشغلها حادث سياسي هنا، أو تحوّل دراماتيكي هناك.

ثالثا، لقد فجّر السيد الأمين العام في الداخل اللبناني قيمة سياسية في المواجهة مع الأخصام.

إنّ الناظر والمراقب للوضع السياسي الداخلي في لبنان، ولحدّة الإصطفاف، وخاصّة عمل قوى 14 آذار الدّؤوب للتحريض على فكر وسلاح وسلوك وسياسة حزب الله، عندما يسمع ما قاله السيّد أخيرا، سيشعر تلقائيا، بتفاهة كلّ ما يقوم به "وحوش الكلام" في لبنان.

إنّ ما حصل مؤخّرا، لا يدلّ فقط على شجاعة المقاومة في القرار السياسي والعسكري، بل ويدلّ أيضا، على عدم آكتراثها بمن يظنّ أنّ الصراخ والحملات الإعلامية سيغيّران من الحقّ شيئا، على العكس، برهنت المقاومة، أنّ في وجه هذا الكلام التّحويلي، والوعود بقرب نهاية حزب الله وزواله من الوجود، يمضي هو إلى المستوى الأعلى، والقدرات النوعية، والنتائج الغير مسبوقة.

لا شكّ ولا ريب عند أحد اليوم، أنّ رموز 14 آذار قالوا لأنفسهم عندما شمعوا السيد الأمين العام لحزب الله، يتبنى إرسال طائرة إلى فلسطين المحتلّة، أنّها قالوا لأنفسهم" نحن وين؟؟ وهزّلمي وين؟؟؟" . وإن لم يقولوها هم، فقد قالها كل من يؤمن بالمقاومة كدرب من دروب الحق.

لأنّ هذا هو الحقّ والحقيقة، ولأنّ هذا هو الواقع الذي لا يستطيع أن ينفيه أحد، فقافلة المقاومين تسير بثبات وسرعة، وتردّد إنجازاتها عبارة:"لا مكان للخونة بيننا".

» أيوب ليست رسالة طائشة بل رسالة ذات معنى ...بقلم : سلوم عبدالله
» حيث مرت أمريكا 8 – رافت حرب
» جرائم “الجيش الحر” الذي يرعاه الغرب … بقلم : سيلفيا كاتوري
» بداية الإنكفاء- رافت حرب
» الوضوء بالصهيل ..والصوت الذي يلبس ثياب المغاوير..بقلم : نارام سرجون