إضافة نوعية لعنصر المواجهة ...صنافير و تيران ...بقلم: محمد محفوض

صنافير وتيران .. إضافة نوعية لعنصر المواجهة
بقلم: محمد محفوض

أطلَّ سيد الكلام ليعلن تبني المقاومة الإسلامية لعملية ارسال طائرة الاستطلاع التي اخترقت أجواء فلسطين المحتلة لتصول وتجول فوق البر و البحر دون أن يلتقطها رادار واحد مخترقةً أحدث أنظمة المراقبة الالكترونية.

ما لفت انتباهي بكلمة السيد نصرالله بالأمس كلمتان هامتان لاشك بأن بعض العرب لم يسمع بهما حتى الآن وهما .. تيران وصنافير !!

لن أغوص في التحاليل السياسية التي تتحدث عن دور حزب الله الإقليمي في المنطقة والذي يتوسع تقريباً مع كل اطلالة جديدة للسيد نصرالله ولكن سأتحدث عن مقاربتين تدللان على الدور الإقليمي للمقاومة الإسلامية

المقاربة الأولى:

حرب عام 67 والتي استطاعت " اسرائيل " فيها احتلال كل من سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة خلال مدة زمنية لم تتجاوز 6 أيام وعجزت أن تخطو شبراً واحداً داخل الأراضي اللبنانية خلال 33 يوم بالإشارة إلى حرب تموز

المقاربة الثانية:

الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 82 وبكل وقاحة وتحدي للمجتمع الدولي لتجعل من لبنان بلداً مشرعاً أمامها لكل شيء تريده (إسرائيل) هي نفسها التي كانت تسعى منذ عامين للحصول على إذن لقطع شجرة داخل الأراضي اللبنانية على الحدود مع الكيان الصهيوني فيما يعرف بحادثة العديسة آنذاك.

فلا داعي للغوص بتحاليل وتقييمات تبين ماهية الدور الإقليمي لحزب الله في معادلة الردع السائدة حالياً حيث أن الوقائع سهلة التذكر وبسيطة الفهم.

بالعودة إلى كلام السيد بالأمس وبعد تبنيه لموضوع الطائرة فقد قال في سياق حديثه جملة حجزت مكاناً لها بقلمي وهي :

" أن العملية لن تكون الأخيرة بل سنسير الطائرات حتى إلى جزيرتي صنافير وتيران العربيتين المحتلتين"

تاريخياً:

صنافير وتيران هما جزر سعودية الأصل وقد احتلت من "اسرائيل" في حرب عام 67 وتعد هذه الجزر ذات موقع استراتيجي هام في معادلة الصراع حيث قام الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز بتقديمها لمصر إبان حرب 67 لمنع السفن الاسرائيلية من الوصول لميناء إيلات على خليج العقبة.

حالياً:

السيد نصرالله يقوم بتوسيع دائرة النار شيئاً فشيئاً فيتحدث عن أراض عربية محتلة غير فلسطين وهي لهجة لم نعهدها على لسانه من قبل وتحمل في طياتها إضافة جديدة للعناصر المشكلة لمفهوم المواجهة عند الحزب.

هذا العنصر الجديد في المواجهة يمكن أن نسميه " أي أرض عربية محتلة " هو محاولة ناجحة لتوسيع دائرة الدور الإقليمي للمقاومة في المنطقة على قاعدة المطالبة بأي أرض عربية محتلة وليس فقط بفلسطين والقدس وبالقياس على ذلك من المؤكد أن حزب الله سيملك في المستقبل القريب مفاتيح المناورة على أي أرض عربية محتلة أخرى وهو الرعب الحقيقي وقتئذ "لإسرائيل" ومن يقف خلفها.

السيد نصرالله من خلال كلامه يعزز معادلة الردع معززاً معها عنصر المواجهة بنفس الوقت وهو ما يشكل بشكل أو بآخر نوع من التخفيف من حدة الضغط السياسي والإعلامي وربما العسكري على الحليف السوري الذي بات برأي أغلب المتابعين في مراحل الحسم الأخيرة.

» يللي بعدوو..!!! بقلم : محمد محفوض
» سرطان التطرف ... وعظمة سوريا المسلوبة...بقلم : محمد محفوض
» أردوغان... بطل الأوسكار في "المنفخة" خاص "توب نيوز" - محمد محفوض
» المالكي … والعودة الموفقة لبلاد الرافدين - محمد محفوض
» جمال عبد الناصر ... يزيده الغياب حضوراً ... ! محمد محفوض