«الحرب السنية – الشيعية» حقائق ووقائعالمحرر السياسي – (الخبر برس)
قبل كل شيء نقدم شديد اعتذارنا للقراء في “الخبر برس” عن استخدامنا لهذه المصطلحات، لكن توضيح فكرة حساسة مثل هذه يجب ان لايكون بالتلميحات ويفضل ان يكون ” من الأخر ”.
كثيراً مابتنا نسمع مصطلحات عن ” الحرب السنية – الشيعية ” في وسائل الاعلام وفي العمل وفي الشارع وتقريباً في كل مكان، البعض لمرض في نفسه يريد ان يعمم الفكرة والمصطلح ”بالاثباتات والدلة” فالحرب الجارية في سورية والعراق واليمن اكبر دليل على هذا، فالاستقطاب الطائفي في هذه الجبهات بات امراً واقعاً كما يقولون، لكن لماذا يحبذ الاعلام الذي يحل محل الشبهة لماذا يرى في اي مشكلة في العالم العربي والمشرق بأنها حراك طائفي متضاد؟
لماذا لا نقول مثلا بأن الحرب ضد الحوثيين في اليمن هي حرب مصالح؟
امريكا لاتريد ان يكون باب المندب تحت سلطة موالية لإيران، اسرائيل لاتريد مثلا ان يكون للمقاومة ”فرع آخر” في اليمن والذي سيفتح المجال لامتدادات أخرى، السعودية لاتريد ان يكون لجنوبها من يحتضن حراكه المستقبلي في اليمن، البقية الباقية من المشاركين في الحرب ضد اليمن بيادق لم يكن لها منذ نشأتها اي موقف باستثناء مصر طبعاً.
في سورية هناك حرب منذ اربع اعوام تقريباً يصورها الاعلام الذي بات محل الشبهات بأنها حرب طائفية، لماذا لا نقول بأن الحرب في سورية حرب مصالح؟
قطر تريد منفذاً لغازها الى اوروبا، اسرائيل لاتريد سورية قوية على الاطلاق وبشتى المجالات، تركيا تريد تصفية المشكلة الكردية في اراضيها على حساب سورية على سبيل المثال، وهذه امثلة لا اكثر وهي وقائع لا تحتاج لاثبات ولو اردنا تبيان مصالح كل دولة في سورية او في اليمن او في العراق سنحتاج الى كتاب وليس الى مقال.
في العراق كذلك الامر باتت المصطلحات الطائفية عناوين لأي خبر عن هذا البلد، لكن لماذا لا نقول بأن ما يحصل في العراق حرب مصالح؟
اذا عدنا لوضع كل دولة من هذه الدول وعرفنا من هو المستفيد من هذه القلاقل والحروب سنكون قد وصلنا للحقيقة المطلقة، إن التجييش الطائفي الممنهج والعنونة الطائفية الممنهجة للخبر العربي الاسلامي في المنطقة ليس هفوة ولا امراً عرضياً ومن يظن غير ذلك فنعتقد انه يعيش في كوكب آخر، فلا السنة مستفيدون من هذه الحروب ولا الشيعة مستفيدون من هذه الحروب، ونعتقد ان مراجعة البعض مما كتبه هينري كيسينجر سيوضح الصورة اكثر لمن فاته شيء من فسيفسائها، لكن من يتحمل مسؤولية هذا الفلتان؟
المسؤول الاول بالطبع هو كل مسلم يرفض ان يحاور او يتقبل الآخر بغض النظر عن صفته سواء كان رئيساً او شيخاً او مواطناً عادياً، المسلم الحق يعرف ان عدم الاعتراف بالمسلم الأخر يعتبر ذنباً موازياً للجحود بالذات الالهية.
مثلاً حرمة الدم توازي عند الله هدم الكعبة بذاتها ” لأن تنقض الكعبة حجراً حجراً اهون عند الله من ان يراق دم مسلم” كما قال النبي محمد عليه السلام.
إن محاولة الباس حروب المصالح والنفط رداء المذهبية الاسلامية لهو أمر خطير جداً قد يدخل المعركة في حروب قد لا تنتهي بعقد او عقدين فا ستغلال الدين لايزال يعمل الذبح في سورية منذ اربع سنوات والى ان يكون للعقلاء صوت يتوجب على المواطن المشرقي في اي بلاد العالم ان يصم اذنيه عن دعوات الموت ”والله يفرجها”.
(كلمة الخبر برس)