دم عربي .. كولا
خاص "توب نيوز" - سمير عدنان المطرود
ماذا يعني أن يقوم مجلس الوزراء الإسباني بتمجيد جيشه المنهزم في معركة أنوال. يوم أمس الجمعة 1 حزيران حين منح وسام "سَان فِير'نَاندُو"، وهو أعلى وسام عسكري، لفيلق "أَلِيكَانترَا 14 للخيالة " تكريما لخوضه حرب الريف ضد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي.
إذ قال وزير الدفاع الإسباني بِيدرُو مُونِيس إنه "من الضروري تخليد ذكرى هؤلاء الجنود لدفاعهم المستميت عن مليلية.. وبطولاتهم في مواجهة الريفيين".. بعد مرور أيام قليلة على الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، التي ووكبت بأصداء لم تتردد في إعلان نجاحها.
ومع أن هذه الخطوة جاءت خطيرة ومفاجئة؛ وفيها احتقار للألم العربي "فقد اكتفى بعض الساسة المغاربة بالإشارة إلى أنه "كان على الحكومة الاسبانية تعميق النظر لاقتراح منهجية معالجة آثار الحقبة الاستعمارية بدل تعميق الجراح ومحاولة إلهاء الإسبان عن الأزمة التي يعيشونها". كما قال عبد السلام بوطيب، الناشط السياسي المعني بملفات العلاقات المغربية الإسبانية.
بينما رأى آخرون ومنهم الناشط الحقوقي شكيب الخياري أن هذا التصرف الذي أقدمت عليه الحكومة الإسبانية يعد استفزازا مقصودا "تماما كما فعلت اسبانيا سابقا حين أرسلت الماريشال أمزيان على رأس وفد يمثلها عام 2006 في افتتاح متحف ببلدية بني انصار وهي تحت إشراف مغربي صرف".
ومع أن ثاباتيرو رئيس الوزراء السابق؛ كان قد تقدم باعتذر رسمي عن هذا الخطأ المؤلم بقدر ألم حرب الريف ودور الماريشال أمزيان في الجرائم ضد الانسانية التي اقترفت في ذات المنطقة
إلا أن الناشط المغربي ذاته برر ذلك قائلاً: "للإسبان كامل الحق في تكريم ضحاياهم، بل هو من الواجب، شريطة أن تعترف مدريد بكونها ساقت عسكرها للموت بالاعتداء على الريف".. " مضيفا أن على الإسبان عدم تحريف التاريخ كما حصل في التعاطي مع حالة الماريشال أمزيان"
والآن حين تتكرر سيمفونية الذل والخنوع هذي؛ على كل مساحة الأرض العربية؛ مثلما يجري الآن على أرض فلسطين ..من أن التهديد الفلسطيني للكيان الإسرائيلي إذا ما أعاد استخدام العنف ضد الشعب العربي الفلسطيني في غزة ؛ فإن كافة الأذرع العسكرية ستقوم بالرد فورا.
آخ .. يا جرحي العربي ..وكأن فلسطين تحررت ..ولم تعد طائرات التجسس "الزنانة " تطارد المقاومين في الأزقة .. ولم يصبح الدم العربي مباحاً على قارعات الطرق .. بلا قيمة بسبب هذه الأنظمة الرجعية العميلة .. حتى صار دمنا من ماركة " دم عربي .. كولا" ... وآه ...يا لذيذ يا رايق. |