روسيا: السعوديون كذبوا.. ولا نفاوض على مصير الرئيس الأسدمحمود عبداللطيف – عربي برس
يحاول السعوديون من خلال وسائل الإعلام الأمريكية التشويش على الجهود الدبلوماسية الروسية لإيجاد حل للأزمة السورية، اللعب بالورقة الاقتصادية من خلال ممارسة الضغوط داخل منظمة الاوبك للحفاظ على مستوى الضخ النفطي إلى الأسواق العالمية مرتفعاً لم يجدي نفعاً بالتأثير على المواقف الروسية فيما يخص الأزمة السورية من خلال خفض أسعار النفط بما شكل أزمة للاقتصاد الروسي و الإيراني نتيجة لفرض العقوبات الأمريكية على كل من البلدين لأسباب متعددة منها موقفهما من الملف السوري.
ليأتي التكذيب الروسي الرسمي للأنباء التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول صحة وجود مفاوضات بين الروس و العوديين على مصير الرئيس السوري بشار الأسد مقابل منح روسية مكتسبات في سوق النفط العالمية، أو الكف عن السعي الأمريكي السعودي لخفض أسعار النفط، و على لسان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قالت روسيا واصفة ما نشرته الصحيفة الأمريكية: “ليست إلا افتراءات صحفية”، في حين أن أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي على حسابه بموقع “تويتر” اليوم الأربعاء: “لم تكن هناك أي مفاوضات حول تقليص السعوديين لإنتاج النفط مقابل تخلي موسكو عن دعم الأسد.. هذا كذب”.
ما نشرته الـ “نيويورك تايمز” يأتي بكون الرياض باتت تشخصن موقفها من الأزمة في سوريا، بحيث تقبل ببقاء شكل و نظام الحكم في سوريا شريطة رحيل الرئيس الأسد، في لعبة تحاول أن تلعب فيها على وتر التعب السوري الشعبي من الأزمة بما يخلق المزيد من الفوضى لجهة ربط نهاية الأزمة بشخص الرئيس الأسد.
الموقف الروسي المكذب لوجود مثل هذه المفاوضات لا يأتي مشخصناً كما هو الحال بالنسبة للسعودية، وهذا لا يعني بالمطلق أن موسكو قابلة للتفاوض على مصير الأسد، فهي تراه الضامن الوحيد و الحقيقي لبقاء سوريا موحدة أرضاً و شعباً، كما إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أكد خلال زيارته الأخيرة لتركيا أنه كان من المتابعين بدقة لسير الانتخابات الرئاسية في سوريا التي أجريب خلال شهر حزيران من العام الماضي، و التي فاز من خلالها الرئيس السوري بشار الأسد بولاية دستورية جديدة، و شدد بوتين على أن شرعية الرئيس الأسد جاءت من اختياره شعبياً، وبالتالي فإن موسكو تدعم الشرعية في سوريا، ولا شيء آخر، ومن الضروري لأي حل سياسي في سوريا أن يكون الرئيس الأسد هو الضامن له و المشرف عليه، و هذا الحديث لا يتعارض مع فكرة إن كل المواضيع قابلة للنقاش من وجهة النظر الروسية، و السورية في آن ما بقيت هذه المطالب تحت سقف الوطن السوري.
من هذا المنطلق و نتيجة لإدراك السعوديين أن صلابة الموقف السوري الرسمي تأتي من أمرين أولهما العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش العربي السوري وفق تكتيكات مبتكرة عسكرياً و تستند إلى الدقة و السرعة و النوعية في الهدف، و التي أربكت حسابات الدول الداعمة للإرهاب في الفترة الأخيرة بما عكس واقع أن الأزمة في سوريا قريبة الحسم على المستوى السياسي، و ثاني هذين الأمرين، ترى السعودية أن للموقف السوري داعمين أساسين على الصعيد الدولي و أهم هؤلاء الداعمين هم روسيا و الصين و إيران، وهذه الدول يجب التأثير عليها بأي طريقة، فإن كانت كل من روسيا و الصين تملكان خيار الدعم القانوني و السياسي دولياً، وداخل مجلس الأمن و مؤسسات الامم المتحدة، فإن إيران تمتلك القدرة على رفد الاقتصاد السوري بما يلزم من قروض عبر الخط الإئتماني لضمان بقاء الدول السورية، و لكل من هذه الدول مصالحه في بقاء الدولة السورية، وعلى ذلك تبني السعودية في ظل الملك الجديد و أركان حكمه الصاعدين حديثاً إلى دائرة الضوء في الأسرة الحاكمة للملكة، ومفاد هذه الفهم أنه من الضروري إن يوجد الشرخ في العلاقة بين روسيا و الرئيس الأسد على أقل تقدير، وذلك من خلال محاولة التقرب من الروس أو توريطهم إعلامياً من خلال قبركة ثل هذه الأخبار عن وجود محادثات روسية سعودية حيال مصير الأسد.