السعوديون و شرط رحيل الأسد.. «لسه فاكر»؟!إيفين دوبا – عربي برس
التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة السورية، من عمليات للجيش العربي السوري، وغرات للتحالف الدولي على “داعش”، لن يكون غريباً أن تنضم جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية إلى التنظيم، وتعلن المبايعة لها.
ولن يكون أيضاً من المستهجن، أن تخف وتيرة الغارات الجوية ضد “التنظيم” رغم أنه باق ويتمدد، ولكن، ما يتفشى كل يوم عن الدول التي لا تزال حتى اللحظة تمول وتدعم المجموعات الإرهابية في سوريا رغم كل التحضيرات الدولية والاستعداد للقضاء على التنظيم وأفراده، هو المستهجن، فما الذي ينتظرونه حتى الساعة؟.
تقول العديد من وسائل الإعلام، إنّ النظام السعودي يرفض أية مبادرات من أية جهة كانت لحل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية، ويصر هذا النظام على دعم العصابات الإرهابية ورعايتها، ويشترط حكام السعودية تدمير الدولة السورية، وإسقاط نظامها قبل تمرير أي حل سياسي للأزمة في سوريا، ليكون الحل الذي يتمناه النظام السعودي للأزمة السورية هو إقامة نظام جديد يدين بالولاء لأمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما كالسعودية، وأن لا يرتبط بأية علاقة مع إيران وحزب الله وأن يكون حارسا لأمن “إسرائيل”، وتتلاقى أمنيات العائلة السعودية مع رغبات أطراف عديدة في المنطقة في مقدمتها “إسرائيل”، وهذا الأمر في تحليل بسيط من الممكن أن يؤدي إلى النتيجة التي يتم الحديث عنها أيضاً في وسائل الإعلام، وهي أنه لم يعد للسعودية أي تأثير على ما تشهده اليمن من تحرك شعبي، لتصحيح الثورة اليمنية، حيث خرجت جماهير اليمن إلى الشوارع ترفض تدخلات آل سعود وواشنطن في الشأن الداخلي اليمني، وفرض ما لا يقبله اليمنيون، هذا مع العلم، أنّ جهات عديدة نصحت النظام السعودي بضرورة التواصل مع مختلف الأطراف في اليمن ضماناً لأمن المملكة السعودية المهدد، لكهنا لم تنتصح، واليوم، وبعد التطورات الأخيرة التي حلت باليمن، على ما يبدو اقتنعت الرياض بضرورة كف يدها عن الأحداث التي تمر فيها اليمن، والاكتفاء بالأزمة السورية، لكن ما ذا عن واشنطن؟.
واشنطن، ومن بعد الضربات الجوية، عملت على إحداث فوضى في العالم، مفادها أنها ستتدخل في سوريا من أجل إنقاذها من حالة الإرهاب التي وصلت بها، وكذلك الأمر في العراق، لكن الوضع في سوريا طبعاً كان مختلفاً، وحاول التأثير على الرأي العام العالمي، بأنها مخلص السوريين من العذاب، ومن بعدها ستعمل على تغيير النظام السياسي السوري، وفقاً للخطط التي كانت تنادي بها منذ بداية الأزمة السورية، لكن، هذا الأمر سرعان ما ثبت فشله، فلا الضربات استمرت على حالها ولم تثبت نجاحها، ولا المشروع السياسي وجد أسساً واضحة في سوريا، وبالتالي انقلب حالها، وجاء التصريح على وزير خارجيتها، جون كيري أواخر الشهر الماضي، بأنّ بلاده تعمل على العودة إلى التفاوض مع الحكومة السورية حول حل سياسي للازمة السورية، وهو ما تجلى من خطوات التحركات الدبلوماسية الأمريكية، مع كل من الروس والسعوديين والإيرانيين من أجل العودة إلى المفاوضات، وقد تم خلال الفترة القليلة الماضية، زيادة التقارب بين الأميركيين وروسيا وإيران، وهذا يعكس في الوقت نفسه، حقيقة أنّ أميركا باتت تعتبر النظام السياسي في سوريا لاعباً أساسياً لا يمكن تجاوزه، وبالتالي من الضروري التفاوض معه بدل العمل على عزله، لأنّ وجوده على الطاولة يبقى أفضل من غيابه عنها، ويعكس أيضاً أنها ترغب من خلال المفاوضات مع كل من روسيا وإيران الحصول على مكاسب مقابل هذه الاتصالات.
هذه المواقف تؤكد، أنّ عملية إعادة إدخال الرياض في خطط الولايات المتحدة الأمريكية ستكون من هذه البواية، وستعود الرياض وتعدل على قراراتها السابقة، وتخضع لأوامر الأمريكيين، وستجد نفسها على طاولة واحدة مع الإيرانيين، وطبعا ًمن بعدها ستطبق الشروط السورية عبر الحليف الإيراني..
في حال استمرت الضربات التحالفية على ما تمسى مواقع لـ”داعش” أو توقفت ستبقى الغلبة للحل السياسي الذي تعلم كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية والتي كانت تقف ضد على إعادة إحياءه، لكن، بالطبع ستعمل سوريا على فرض شروطها السابقة وربما شروطاً أخرى وسط التطورات الأخيرة التي تحصل في البلاد.. وبالتالي لم يبق أمام تكل الدول إلى الاستماع إلى أغنية “لسه فاكر”!