ربما تفتح زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأمس صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا حيث كانت العلاقات العراقية التركية قد شهدت خلال السنوات الاخيرة من رئاسة نوري المالكي للحكومة العراقية السابقة توتراً بعد اتهامه لانقرة بالتدخل في الشؤون الداخلية والسماح بدخول الإرهابيين إلى سورية والعراق بالاضافة الى معارضته الاتفاق التركي مع اقليم كوردستان في انشاء ومد أنابيب النفط.
حيث وصل العبادي إلى تركيا أمس على رأس وفد وزاري كبير في زيارة تستمر يومين يجري خلالها سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين وضم الوفد المرافق وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، ووزير الدفاع خالد العبيدي،وعدد من الوزراء الآخرين.
وفي لقاء عقده العبادي مع نظيره أحمد داود اوغلو أكد العبادي ان تركيا تعهدت بمنع مرور الارهابيين عبر اراضيها الى العراق وتسليح وتدريب القوات العراقية حيث قال: ” لقد بحثنا جميع القضايا بانفتاح وصراحة متناهية وسيكون اتفاقنا مع تركيا صلبا وعلاقاتنا مستندة الى احترام سيادة البلدين، مؤكدا ان تفعيل اللجنة الاستراتيجية العليا يحقق مصلحة الشعبين الجارين، مشيرا الى تعهد تركيا بدعم العراق في معركته ضد تنظيم داعش الارهابي في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح ايضا، ومنع مرور الارهابيين من الاراضي التركية نحو العراق”.
ومن جانبه جدد رئيس الوزراء التركي وقوف بلاده مع العراق مؤكدا ان خطر داعش يهدد الجميع،وقال: اننا نرى ان امننا واحد ونحن جاهزون لتقديم كل انواع الدعم، ونتجه لعقد اتفاقات مشتركة، معربا عن امله بأن يتم تطهير جميع المدن العراقية وان تواصل القوات العراقية نجاحاتها في دحر الارهاب .
أوغلو أكد استعداد حكومته لتقديم كل أشكال الدعم لضمان أمن العراق، وأضاف إنه يجب ألا يكون هناك مقاتلون أجانب في العراق وسوريا داعيا إلى إغلاق الأبواب أمام هؤلاء المقاتلين.
تصريحات أوغلو تطرح التساؤلات حول جدية تركيا في منع تدفق الإرهابيين عبر أراضيها والتي مافتأت بإرسالها وتصديرها للإرهاب طوال سنوات الأزمة السورية إلى الداخل السوري والعراقي.
وفي حديثه عن تفعيل العلاقات بين العراق وتركيا قال العبادي: إن بغداد ستُفعل معظم الاتفاقيات الثنائية مع تركيا مجددا في الوقت ذاته تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البلدين في ملفات عدة لاسيما الإرهاب.
يتزامن ذلك مع زيارة رئيس مجلس الشورى الأيراني علي لاريجاني إلى العراق حيث وصل إلى إقليم كردستان للقاء الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وبعدها سيتجه إلى أربيل للقاء رئيس الأقليم مسعود بارزاني والعراق هي المحطة الاخیرة للجولة التي یقوم بها لاريجاني والتي بدأها من سوریا ثم زار لبنان وبعده العراق.
عسكريا أفادت مصادر امنية بمحافظة صلاح الدين بأن الجيش العراقي وبمساندة قوات الحشد الشعبي تمكنت تحرير ثلاث مناطق البوسيف والبوناصر والجمعية جنوب تكريت من سيطرة تنظيم “داعش" الإرهابي حيث قُتل 23 عنصرا من تنظيم "داعش" بينهم قياديون وأصيب آخرون.