توب نيوز ترصد واقع مراكز إيواء النازحين بحلب خاص توب نيوز : ثائر شحادة

توب نيوز ترصد واقع مراكز إيواء النازحين بحلب خاص توب نيوز : ثائر شحادة

بالنظر إلى الأحياء التي طالتها يد الإرهاب نجد أغلبها تتصف بالعشوائية والكثافة السكانية وهذا ما ضاعف أعداد النازحين قياساً بالجغرافيا المستهدفة ما شكل أزمة كبيرة أدت إلى تعطيل الحياة العامةفي المدينة إلى حد ما فحي صلاح الدين مثلاً يقطنه ما يقارب الـ 400 ألف نسمة ضمن نطاق جغرافي لا تتجاوز مساحته عشرات الهكتاراتوقياساً عليه بقية الأحياء الأخرى أضف على ذلك أن معظم قاطني هذه الأحياء من الفئات العاملة المياومة وعليه فإن معظمهم قد فقد ترك عمله قبل أن يترك بيته الأعم الأغلب من هؤلاءمن بقي داخل المدينة ليتجه بمعظمه إلى مراكز الإيواء .

توب نيوز جالت على بعض تلك المراكز ورصدت واقع الحياة اليومية للناس وحاورتهم وعاشت معهم معاناتهم وإن لساعات قليلة .

هناك حيث تقطن كل أسرة في غرفة واحدة جعلتها للطعام والنوم والسهر والدراسة كل منهم قد ترك حياته و عمله ودراسته وأحلامه قبل أن يرحل لكل قصته لكل معاناته ولكل مشاهداته التي لا شك وأن تلك الأيام ستصبح طوال حياته أياماً لا تنسى .

العم أبو محمد أحد أولئك الذين أجبروا كما روى لنا على مغادرة منزله منذ رمضان الماضي بعد أن دخل إلى حيّه مسلحو ما يسمى"الجيش الحر" ليجد نفسه وزوجته وأولاده الثمانية بلا مأوى ؛ أبا محمد أنفق خلال فترة إقامته في المدرسة ما كان يملكه من المال ولازال ينتظر أن يعود مع أبنائه إلى منزلهم في حي الصالحين ؛ روى العم أبو محمد لنا بألم عن صهره الذي تعرض للاختطاف في سراقب - ادلب والذي لم يطلق الخاطفون سراحه إلا بعد فدية مالية مقدارها مليون ليرة عانت العائلة الأمرين حتى تمكنت من تأمينها ؛أبو محمد تمنى علينا إيصال صوته عبر توب نيوز وهي رسالة إلى الجيش العربي السوري في أن يسرع عملية الحسم والقضاء على العصابات المسلحة .

أتوا بحسب ما سمعه منهم للجهاد وإقامة ما أسموه الدولة " الإسلامية " .

صورة أخرى طالعتنا خلال جولتنا عندما روى لنا أحد النازحين والذين أخذ على عاتقه مهمة المشاركة في أعمال الإغاثة والإيواء أن تلك العصابات قد أحرقت منزله في حي السكري وكسّرت محتوياته بالكامل لأن جريمته هي المساهمة في إيواء من قاموا بتشريده ؛مواطنون آخرون أيضاً التقيناهم ممن أحرقت منازلهم وهُدرت دماؤهم فقط , و فقط لأنهم يختلفون مع تلك العصابات بالدين أو المذهب والكثير الكثير من قصص المعاناة التي لا يتسع المجال لذكرها في تقريرنا هذا .

عايشنا على مدار أيام من زيارتنا واقع تلك المراكز والجهود المبذولة في تخفيف وطأة التهجير على الناس فمنذ اندلاع الأحداث الأخيرة وجهت جامعة حلب بفتح وحداتها السكنية للناس والتي سرعان ما امتلأت عن آخرها , كذلك ما قامت به مديريتي التربية والأوقاف بحلب واللتين فتحتا أبواب المدارس والجوامع لاستقبال الأسر النازحة من كافة المناطق.

هذا وقد تم تشكيل لجنة إغاثة تعمل وتنسق على مدار الأربع والعشرين ساعة لمتابعة أعمال الإيواء والإغاثة , والمكوّنة من مديرية التربية والهلال الأحمر العربي السوري وبعض الجمعيات الخيرية بالإضافة إلى مئات الشباب المتطوعين ؛ تعمل تلك الجهات على مدار الساعة من أجل تأمين المأوى المناسب للعائلات النازحة بالإضافة إلى إيصال المعونات الطبية والغذائية وتلك التي يحتاجها الناس بشكل يومي ابتداء من تأمين الفرش والبطانيات وليس انتهاء بأعمال الصيانة اليومية لتلك المراكز.

لعل ضعف الإمكانات البشرية والمادية يشكّل العائق الأكبر أمام تلك الأعمال بالرغم من الأموال الطائلة التي تُنفق ولكنه من الصعب جداً تأمين الاحتياجات اليومية لما يزيد عن مئة ألف عائلة بحسب تقديرات الصليب الأحمر من غذاء ودواء ولباس هذا إذا توفر المأوى المناسب ولكنه وبالرغم من ذلك تعمل تلك الجمعيات والمنظمات والمؤسسات بجد لتأمين الحد الأدنى على الأقل من تلك الحاجيات بقدر المستطاع .

توب نيوز زارت في إطار جولتها مقر الهلال الأحمر العربي السوري - فرع حلب والتقت مديره السيد هائل عاصي الذي أكد على الجهود التي تبذلها المنظمة في أعمال الإيواء والإغاثة عبر المراكز والنقاط الطبية التي أحدثتها في الريف والمدينة والتي تقدم الخدمات الإسعافيّة المجانية وحلقات الدعم النفسي على مدار اليوم بالإضافة إلى السلل الغذائية والمواد التموينية وحليب الأطفال والمساعدات العينية التي تقوم فرق الهلال بإيصالها لمحتاجيها بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الناشطة ريفاً ومدينةً كما وأشار عاصي إلى أن المنظمة كانت قد أوقفت أعمالها الإسعافية بعد أن تعرضت عدة سيارات إسعاف تابعة لها للسرقة بالإضافة إلى أن فرقها التطوعية لا يمكن أن تدخل أي منطقة اشتباك وحالياً تقتصر أعمالها على متابعة شؤون النازحين عبر فرق التقييم التي تجول على مراكز الإيواء بشكل يومي لإيصال المساعدات الممكنة إليهم .

من خلال جولتنا كانت معظم طلبات النازحين تتمحور حول تأمين مستلزمات شتاء بارد والذي إن أتى مبكراً فسيكون الأمر كارثياً بالنسبة لهم , ولدى متابعتنا هذا الموضوع وجدنا أن لجنة الإغاثة في المدينة تقوم حالياً عبر اللجان التابعة لمديرية التربية وفرق التقييم التابعة للهلال الأحمر ومديرية الشؤون الاجتماعية بالعمل على إحصاء دقيق لأعداد النازحين ومستلزماتهم وحاجياتهم ومن يعاني منهم من أمراض مزمنة ورفع المقترحات لإيجاد حلول سريعة بهذا الخصوص فيما يستمر العمل بهذا الشأن حتى ساعة وتاريخ إعداد هذا التقرير ليصار إلى وضع الحلول المناسبة والاستمرار في عمليات الإغاثة .

هاهم ذا أطفال حلب بعد أن غدت مدرستهم بيتهم الأول والثاني من ضحكاتهم نستمد الأمل ومن أصرارهم نزداد ثقة بأن النصر لابد قريب ؛ نصر رُفعت علاماته على أيديهم مبشرين بقدومه على أيدي حماة الديار .

توب نيوز حلب

» في اليمن شعب ثائر في مواجهة مشروع خارجي
» خاص - توب نيوز ..امين فرع البعث: لم يبدأ العام الدراسي بحلب
» هلال لتوب نيوز : الوضع الأمني بحلب في تحسن والكتائب الحزبية تشارك الجيش في عملياته
» بالصور: الرئيس الأسد يزور المهجرين في مركز إيواء الدوير في عدرا بريف دمشق
» ثائر الخطيب يفضح المعارضة السورية