الأسد / اردوغان: احدهما يجب ان يرحل!

الأسد / اردوغان: احدهما يجب ان يرحل!

خاص "توب نيوز" - روزانا رمال

قبل الازمة السورية: علاقات سورية ممتازة مع تركيا ... تعاون سوري- تركي وخطط سياسية عديدة وفي الامن والتجارة و غيرها.

- عام 2004 تم انشاء سوقًا اقتصادية مندمجة بين البلدين

- الغاء تأشيرات الدخول بين البلدين

- عام 2007 انشاء مكتبا مشتركا بين سوريا وتركيا للتجارة الثنائية

- تدريبات عسكرية مشتركة واتفاقات وخطط ومناورات بينهما

- تبادل ثقافي فكري فني وسياحي بين البلدين والشعبين

انها العلاقة الوثيقة التي لم يكن لها مثيل ... ترجمة لشعار تركيا "المشاكل صفر مع الجيران" التي نادى به وزير خارجيتها احمد داوود اوغلو.

هل ستعود هذه العلاقات في ظل القيادتين الحاليتين للبلدين بعدما تبدلت الظروف بقرار تركيا خوض غمار لعبة الربيع العربي والتخلي شعار "المشاكل صفر مع الجيران".

هل ستعود وقرار تركيا هو لعب الدور الابرز في ادق تفاصيل ما يدور في يوميات الازمة السورية الحالية لاسقاط الاسد؟

يسير اردوغان على حبل مماثل لحبل البهلوان بين التدخل في سوريا والعزلة ... هكذا وصفت صحيفة فورين بوليسي الاميريكية سياسة ومواقف اردوغان منذ بداية الازمة السورية حتى اليوم هذه المواقف التي افتتحها منذ 18 شهرا اي بداية الازمة بضرورة رحيل الاسد ... الى الايام المعدودة المتبقية للاسد الى النهاية الحتمية لحكم الاسد ... وصولا الى اعتبار اردوغان ان رحيل الاسد هو طريق حل الازمة السورية.

اردوغان المحارب داخليا بسبب تدخله بالازمة السورية و توريط تركيا وهو المأخذ الذي يحمله عليه خصومه في المعارضة يقول انه لا يتدخل في النزاع الدائر او يسلح المتمردين في سوريا وفي نفس الوقت عبر مؤخرا عن خيبة امله من واشنطن داعيا اياها إلى المساهمة بشكل أكبر في تسوية النزاع السوري معتبرا ان «الولايات المتحدة لا تسهم حالياً في حل هذا النزاع ولا تقوم بما هو متوقع منها ما يعتبر "تحريضا" في السياسة ... سياسة اعتبر معارضو اردوغان انه اخفق وحزبه في إقناع شعبه بأن السياسة التي يتبعها صحيحة.

اما الرئيس السوري بشار الاسد فاعتبر و منذ بداية الازمة ان تركيا متورطة في التحريض على مهاجمة سوريا والتسليح والتمويل واستقدام المرتزقة اليها مؤكدا في غير مرة ان الدور التركي لم يعد خافيا على احد.

في نفس الوقت خصص الاسد الشعب التركي بسلسلة رسائل ومواقف طيبة وخطاب ودي اخره تاكيده على العلاقة الخاصة بالشعب التركي قائلا "هذا الشعب وقف معنا عملياً خلال الازمة ولم ينجرف على رغم الضخ الاعلامي والضخ المادي" فرد عليه الشعب التركي بمسيرة حاشدة وسط العاصمة أنقرة بمناسبة يوم السلام العالمي تبعها تظاهرات في اسطنبول وانطاكية الحدودية نددت جميعها بسياسة اردوغان وعبر المشاركين فيها عن رفضهم القاطع للحرب على سوريا، مطالبين بضرورة اغلاق معسكرات المسلحين الموجودة على الحدود التركية السورية داخل محافظة انطاكيا.

لا يبدو للمتابعين لمسار الازمة السورية ان الاسد سيسقط وسينجح السعي التركي الحثيث الى ذلك في ظل قيادة اردوغان وذلك نتيجة لعوامل عدة ابرزها:

اولا: مخاوف القيادة التركية من حساسية الاتراك من الملف الكردي وانعكاسات المواجهة الدموية مع حزب العمال الكردستاني على الوضع الداخلي خصوصا بعد ازدياد هجمات الكردستاني في ظل تنظيم مسلح غير مسبوق.

ثانيا: بزوغ ازمة سياسية خطيرة داخل تركيا بعد اتهامات المعارضة لاردوغان أن تدخل حكومته في الصراع السوري، أدى إلى زعزعة الأمن فـي البلاد واتهام حكومته بإنشاء "قاعدة عسكرية مغلقة"، الأمر الذي يعتبر خرقا لدستور البلاد.

ثالثا: مظاهرات احتجاجية في مدينة أنطاكيا التابعة لمحافظة هاطاي الحدودية، ضد المسلحين السوريين الذين بدأت تمتلئ بهم المدينة. وهذه إشارة "مقلقة" بالنسبة للقيادة التركية.

رابعا: ازمة اللاجئين السوريين بدأت تتفاقم و تعمل الحكومة التركية حاليا على نقل السوريين من منطقة الصراع المحتملة في المحافظات الجنوبية الشرقية إلى شمال البلاد و السلطات التركية تضع امام من يرفض من النازحين الانتقال خيارين إما أن يبحث عن مكان لجوء في دولة أخرى، أو العودة إلى سورية ما يؤشر الموقف الانساني من الاجئين قد تغير بالنسبة للحكومة التركية و بات يشكل ازمة كبيرة لها.

خامسا: بقاء النظام السوري فيه مصلحة كبيرة من الناحية الاقتصادية لروسيا والصين واستراتيجية اضافة الى فيتو روسي- صيني ثابت ومواقف حازمة في مجلس الامن وكافة المحافل الدولية.

سادسا: التهديدات الايرانية المستمرة بالتدخل لمساندة سوريا في حال تم التدخل عسكريا فيها في اي حرب وذلك في اكتر من مناسبة.

سابعا: يبدو وبوضوح ان الموقف الأمريكي غير متحمس كثيراً للتدخل في حسم الازمة السورية كما وحسم امر التدخل العسكري في سوريا سلباٍ وينظر بروية الى ما يجري على اعتاب الانتخابات الاميريكية.

ثامنا: تماسك الجيش السوري عدةُ و عتادا وعناصر ويعرف الخبراء العسكريين جيدا انه لا يمكن التعويل على انشقاق افراد بتمزق جيش متماسك و صلب البنية ما زال يدافع و يقاتل بحزم عن البلاد.

تاسعا: بدء تسليم الغرب ببقاء الاسد بعدو بداية تغير في لهجة الاعبين الدوليين منهم ما عبرت عنه كاثرين اشتون وما تمثله من موقف لدول الاتحاد الاوروبي حول انه لا يوجد حتى الان بديل حقيقي عن الاسد بسبب تشرذم المعارضة السورية.

عاشرا: بداية تغير في الراي العام الغربي والعالمي لوحظ عبر ما يذكر في صحف ودراسات عالمية من تقارير تتحدث عن همجية المعارضة المسلحة السورية ووحشيتها وعدم سلمية وانسانية تحركها بعد قناعة نجمت عن متابعة لاكثر من سنة ونصف لسلوك المعارضة.

العلاقة المميزة بين القيادتين التركية والسورية "سابقا" والتواصل بين الشعبين لن تعود الى سابق عهدها في ظل القيادتين السورية والتركية الحالية.

والمياه لن تعود الى مجاريها قريبا ... لكن في النهاية هناك مسار "سيفرض عودة العلاقة بين البلدين" وهذا المسار يقول ان على "احدهما الرحيل" اما ان يرحل الاسد او يرحل اردوغان لكي تعود العلاقة الطبيعية بين الجارتين ويبدو بعد 18 شهرا من عمر الازمة ان اصبح هناك استحالة لسقوط الرئيس السوري بشار الاسد والاسد لن يرحل.

» هل يفلح اردوغان …؟
» لم و لن يرحل ..بقلم: د احمد الاسدي
» روبرت فيسك : انتبهوا ايها الحالمون ..فالاسد لن يرحل
» ناصر قنديل : اردوغان و تركيا
» رهان اردوغان