ريف دمشق قبل الشتاء.. نور وناركامل عساف – خاص الخبر برس
يُلاحظ سكان العاصمة دمشق التحسن اليومي للوضع الأمني داخل المدينة وخصوصا موضوع سقوط قذائف الهاون التي كانت تهدد حياة المدنيين بشكل دائم، ويعود الفضل بذلك للعمليات العسكرية الكبيرة التي تقوم بها القوات المسلحة السورية على محور الغوطة الشرقية.
فقد استعادت منذ أيام وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني السيطرة على وادي عين ترما وذلك بعد أيام من تحرير حي الدخانية الملاصق لبلدة جرمانا، وتتابع الوحدات تقدمها باتجاه بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية وتطبق عليها حصارا مع تمركز القوات في محيطها لمنع أي تسلل للمسلحين كما حصل في حي الدخانية وتأتي أهمية السيطرة على وادي عين ترما إذ كان المكان الرئيسي لإطلاق قذائف الهاون على منطقتي جرمانا والدويلعة وبعض مناطق العاصمة وكانت تحوي تجمعا كبيرا لإرهابيي جيش الإسلام الذي فر قسم منهم لداخل الغوطة الشرقية ومن تبقى لقي حتفه أو اعتقل من قبل القوات السورية.
وفي سياق موازي تتابع وحدات الجيش العربي السوري عملياتها في حي جوبر الملاصق للعاصمة دمشق بعد أن بدأت عملياتها منذ قرابة الشهر بالدخول عن طريق ثلاث محاور في مفاجأة كبيرة كانت لإرهابيي ما يسمى بـ “جيش الاسلام” والنصرة واستعادت القوات السورية السيطرة على جزء كبير من الحي تحت وقع الضربات القوية والمركزة على أوكار الإرهابيين الذي وجد قسم كبير منهم نفسه مضطر للهروب باتجاه مدينتي دوما وحرستا اللتان تحتويان أكبر تجمعات للفصائل الإرهابية المسلحة، وحاول مسلحو جيش الإسلام إحداث خرق من جهة حرستا على الاتستراد الدولي بالهجوم على فرع للمخابرات الجوية السورية ولكن قوات الجيش العربي السوري استوعبت الهجوم بعد اشتباكات عنيفة وتعمل على استعادة بعض المباني التي احتلها هؤلاء بالقرب من الاتستراد الدولي.
في مقابل هذه التطورات في الريف الشمالي الشرقي تبدو الأمور معقدة نوعا ما على الجبهة الجنوبية الغربية للعاصمة، فالمسلحون ما زالو يحتلون بلدة الحجر الاسود ومخيم اليرموك وجزء بسيط من بلدة داريا ولكن التطور الأبرز في الأيام الماضية هو سيطرة إرهابيي النصرة على تل الحارة الاستراتيجي بين القنيطرة وريف درعا وتقدم إرهابيي النصرة في القنيطرة بمساعدة وتنسيق مع العدو الصهيوني والخوف من التقدم باتجاه الغوطة الغربية الذي يفصلها عنها بلدة خان الشيح واتوستراد السلام وقطنا وتل الكابوسية الإستراتيجي، إذ يشكل نقطة هامة في تأمين الريف الغربي للعاصمة.
وتعمل قوات الجيش على تأمين نقاط التماس لديها وتشكيل قوس آمن لمنع أي خرق باتجاه العاصمة والغوطة الغربية مع الاعتماد على رمايات نارية قوية على مراكز تجمعات المسلحين في خان الشيح وبعض مناطق ريف القنيطرة ودرعا.
هذا هو حال العاصمة قبل الشتاء بين نور وانفراجات باتجاه مدينة دوما لتحريرها وبين النار القابل للاشتعال في أي لحظة على الجبهة الجنوبية الغربية.
*الخبر برس