تعرفوا على المرحلة الفرنسية المقبلة لمواجهة «داعش»قال مسؤولون إن فرنسا سترسل مزيدا من الطائرات المقاتلة وسفينة حربية لضرب متشددي الدولة الإسلامية في العراق وستبحث مع الولايات المتحدة وضع استراتيجية للتحالف طويلة الأجل للتعامل مع أعمال العنف المسلحة التي يقوم بها متشددون بما في ذلك في سوريا.
وكانت فرنسا أول بلد ينضم إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في توجيه ضربات جوية لمتشددي الدولة الإسلامية في العراق الذين سيطروا على مساحات كبيرة من سوريا المجاورة في سياق الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام هناك.
ولكن فرنسا أثارت مخاوف من أن العمل العسكري في سوريا من شأنه خلق فراغ قد تستغله قوات الرئيس السوري بشار الأسد ودعت إلى جهود متضافرة لتعزيز وتدريب المعارضين المعتدلين للأسد على الأرض.
وقبيل زيارة إلى واشنطن يقوم بها وزير الدفاع جان إيف لو دريان الخميس للقاء نظيره الأمريكي قالت وزارة الدفاع الفرنسية اليوم ان فرنسا سترسل ثلاث طائرات مقاتلة اضافية من طراز رافال لتتمركز في الامارات وسترسل سفينة حربية الى الخليج لدعم القوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال مصدر رفيع في وزارة الدفاع الفرنسية في بيان “سيعزز ذلك من قدرتنا على زيادة وتيرة العمليات في الأيام المقبلة.”
ولفرنسا حاليا ست طائرات مقاتلة وطائرة مراقبة بحرية من نوع أتلانتيك 2 وطائرة للتزود بالوقود في قاعدتها في الإمارات العربية المتحدة في إطار مهمة “شامال” في العراق.
ونفذت فرنسا ضربتين جويتين وحسب في العراق منذ بدء العمليات في منتصف سبتمبر أيلول. وسلمت 140 طنا من المعدات العسكرية لقوات البشمركة الكردية التي تخوض مواجهة مع الدولة الإسلامية في شمال العراق. وقامت أيضا بتدريب مقاتلي البشمركة.
وقال المصدر في وزارة الدفاع “نحن (التحالف) ما زلنا في المرحلة الأولية.. الهدف من هذه الضربات الجوية هو كسر الزخم الذي اكتسبته (الدولة الإسلامية) ومحاولة وضع حد لزمام المبادرة الذي يمسكونه وأن يبدأوا بتكبد الهزائم.”
وسيطرت الدولة الإسلامية على مساحات كبيرة من شرق سوريا وغرب العراق في مسعى لإنشاء خلافة عابرة للحدود بين نهري دجلة والفرات وترويع الأهالي كي يستسلموا من خلال ذبح من يبدون مقاومة.
وأخرجت قوات كردية عراقية مقاتلي الدولة الإسلامية من معبر حدودي استراتيجي مع سوريا يوم الثلاثاء وحصلت على دعم من أعضاء قبيلة سنية كبيرة في واحد من أكبر النجاحات منذ بدء القصف الذي تنفذه القوات الأمريكية على الإسلاميين.
واشارت تركيا اليوم الأربعاء إلى أنها قد ترسل قوات إلى سوريا أو العراق وستسمح للحلفاء باستخدام القواعد التركية في مقاتلة الدولة الإسلامية. يأتي ذلك بينما يقصف التحالف متشددين يحاصرون بلدة على حدودها الجنوبية مع سوريا.
المرحلة الثانية
وقال المصدر الفرنسي الذي قدر عدد مقاتلي الدولة الإسلامية بما بين 25 ألفا و35 ألفا إن زيارة لو دريان لواشنطن ستركز على كيفية جعل القوات العراقية والكردية والسورية المعارضة تشن هجوما على الأرض.
وأضاف “المرحلة المقبلة هي أن تستعيد القوات المحلية الأراضي. سيستغرق ذلك عدة شهور كي يتبلور.”
وتابع قائلا “فيما بين الحلفاء- وهذا من ضمن أسباب توجهنا لواشنطن- يتعين علينا الاتفاق على كيفية الوصول إلى هذا الهدف والوسائل التي سنستخدمها من أجل تدريب وتجهيز الذين يقاتلون داعش”. وداعش اختصار غير رسمي للاسم القديم لتنظيم الدولة الإسلامية وهو “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وقالت فرنسا التي زودت المعارضين السوريين بكمية محدودة من السلاح في الماضي إنها ستعزز المعارضة المعتدلة لمقاتلة الأسد والدولة الإسلامية.
وتقدر فرنسا أن عدد المقاتلين المعارضين للأسد يبلغ 80 ألف مقاتل. وينقسم تنظيم الدولة الإسلامية إلى 1500 مجموعة مقاتلة.
ومن بين هؤلاء هناك 15 ألف مقاتل ينتمون إلى الجيش السوري الحر بينما ينقسم الباقون بين الجبهة الثورية السورية والجبهة الإسلامية.
وتابع المصدر “الفكرة تكمن في إعطاء المعارضة القدرة على المقاومة واتخاذ زمام المبادرة ضد عدوين تواجههما.” مضيفا أنه في ظل ضعف الجيش السوري الحر والنزاعات الداخلية فإن التحالف بحاجة لتنسيق الجهود.
وامتنع المصدر عن القول من هي الجماعات التي تدعمها فرنسا أو كيف قدمت المعونات لها ولكنه أشار إلى الطبيعة المفتتة للجماعات السورية قائلا إن تسليح المتمردين تم على أساس كل حالة على حدة.
“إن قرار دعم الجماعات يتم على أساس (جماعة بجماعة) بعد عملية تدقيق في أهلية كل جماعة.”