مرحلة انتقالية خطيرة .. ولا مغامرات امريكية ..ملامح المرحلة المقبلة بعد الانتخابات الرئاسية

مرحلة انتقالية .. ولا إنفراجا حقيقيا

مراقبون ومحللون ذكروا لـ (المنـــــار) أن أيا من القضايا والمسائل صاحبة الملفات المفتوحة لن تشهد إنفراجا حقيقيا، أو توصلا لحلول خلال الأشهر المتبقية لبدء العام الجديد، وإنما سيكون هناك دوران في حلقة مفرغة، وهذا ما ينطبق على المسألة الإيرانية أيضا، وكذلك بالنسبة الى الأزمة في سوريا، فالمرحلة إنتقالية وهي مرحلة حساسة بالنسبة للولايات المتحدة تحديدا، فالولايات المتحدة لن تقدم على أية مغامرات خارجية في الفترة الإنتقالية التي تسبق إنتخابات الرئاسة، وبالأخص على الأرض السورية، خوفا من إنعكاسات وهزات إرتدادية سلبية وخطيرة تضع المصالح الأمريكية في المنطقة في دائرة الخطر الجدي، وهذا من شأنه تهديد فرص الرئيس باراك اوباما بالعودة من جديد الى البيت الأبيض.

تفاهمات بين واشنطن وتل ابيب

وتكشف دوائر مطلعة لـ (المنــــار) أن اسرائيل توصلت بعد إتصالات مطولة مع الولايات المتحدة بدأتها بشكل مكثف أواخر العام الماضي واستمرت حتى شهر اذار من هذا العام حول ملامح المرحلة المقبلة، وتتمنى اسرائيل ان يلتزم اوباما بتلك التفاهمات وأن يقوم بتطبيق ما تم الإتفاق عليه بالنسبة للعديد من القضايا في المنطقة، وان لا يحاول التملص والمماطلة، وذلك في حال تحققت توقعات مراكز استطلاع الرأي وتمكن من العودة مرة اخرى الى البيت الأبيض متغلبا على منافسه من الحزب الجمهوري.

اما في حال كانت النتيجة معاكسة ووصل منافس أوباما الى المكتب البيضاوي فإن اسرائيل لن تواجه صعوبات كثيرة وكبيرة بعد ان تستكمل تشكيلات الطواقم الجديدة في الإدارة الأمريكية غير ان العديد من مراكز الرأي يعطون أوباما نسبة جيدة بإمكانية عودته الى البيت الأبيض.

ما هي التفاهمات الاسرائيلية الأمريكية

بالعودة الى التفاهمات بين واشنطن وتل أبيب فإن الإهتمام الأمريكي والاسرائيلي تركز في المشاورات على قضية أساسية وهي متابعة الخطط الإيرانية لإمتلاك قدرات نووية فالإتصالات التي أجراها وما زال وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك بشكل متواصل مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية والمؤسسات والدوائر الأخرى في الولايات المتحدة وهي المعنية بالشرق الأوسط، تتناول بشكل أساسي الخطط المستقبلية للتعامل مع ايران، ورغم أن هذا الموضوع يسيطر على نقاشات ومشاورات المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين الا ان قضايا اخرى في المنطقة بدأت تنافس المسألة الإيرانية على سلم الأولويات في اللقاءات الاستراتيجية الأمريكية الاسرائيلية بما فيها الأزمة السورية وإستكمال المخطط الهادف الى ضرب الشعب السوري وإسقاط نظامه، حيث ترى اسرائيل في كسر شوكة سوريا المدخل الى الساحة اللبنانية، ونجاح المؤامرة على سوريا يعني سقوط حجر الدومينو الأول في عملية نزع سلاح حزب الله.

نزع سلاح حزب الله في عملية متعددة المراحل

وحول مسألة نزع سلاح حزب الله ذكرت المصادر ان عملية نزع السلاح في جنوب لبنان ستكون متعددة المراحل ومختلفة الاشكال، فهناك من يرى ان نزع سلاح حزب الله بعد إنهيار سوريا سيبدأ بالحوار عبر إضعاف موقف الحزب بعد قطع طريق الإمدادات في سوريا، او نزع هذا السلاح بالقوة من خلال إثارة اقتتال بين المعسكرين المتخاصمين في لبنان المعسكر الداعم لحزب الله والمعسكر الموالي لأمريكا والغرب واسرائيل، وبعد ذلك يأتي التدخل الدولي من أجل تطهير مناطق لبنان الجنوبية من الأسلحة والصواريخ التي يمتلكها الحزب في هذه المناطق.


التفاهمات والموضوع المصري

الموضوع المصري لم يغب عن الإتصالات الامريكية الاسرائيلية، وعلى الرغم من ان الإتصالات حول هذه المسألة لم تغلق في شهر آذار الماضي بتفاهمات واضحة بين الطرفين وبقيت مفتوحة، للحوار والنقاش حتى الآن، إلا أن ملامح الإتفاق والتفاهم بين تل ابيب وواشنطن بالنسبة للساحة المصرية واضحة ويمكن ترجمتها وتلخيصها بعبارة واحدة هي "تعزيز العلاقة الامنية والسياسية مع القيادة المصرية الجديدة، وضرورة عقد لقاءات في واشنطن بين قادة مصر وقادة اسرائيل".

فرص السلام بين اسرائيل والفلسطينيين

اما بالنسبة لفرص تحقيق السلام في العام 2013 بين اسرائيل والفلسطينيين، تتفق تل ابيب وواشنطن على أهمية تهدئة الساحة الفلسطينية لتقبل أفكار واقعية يمكن أن تحقق نوعا من السلام طويل الأجل بين الطرفين.

المنار المقدسية