تعرفوا على معبر «داعش» الآمن!ذكرت تقارير إعلامية وميدانية، أن الأراضي التركية، تحولت خلال الأشهر الـ 6 الماضية، إلى معبر للجهاديين المتوجهين إلى سوريا.
وبحسب أرقام وردت في تقارير عالمية، فإن أكثر من 12 ألف مقاتل أجنبي عبروا من الأراضي التركية نحو سوريا والعراق.
وعن العلاقة الخفية بين أنقرة و”داعش” قال ديفيد فيليبس، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد جامعة كولومبيا لحقوق الإنسان الذي, في تقرير أصدره مؤخرا: ” صحيح أن تركيا أعلنت انضمامها إلى التحالف الدولي في حربه ضد داعش، وتعهدت بوضع قاعدة انجرليك الجوية في خدمة التحالف، غير أنها ما لبثت أن نفت سماحها للطائرات الأمريكية باستعمال قاعدتها، والمحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية حتى الآن”.
وأضاف فيليبس:”كذلك الأمر بالنسبة لتعهد تركيا باحتضان برنامج لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لم يترجم بعد على أرض الواقع”.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة “نيوزويك” مع “شيركو عمر”، وهو اسم مستعار لأحد مقاتلي “داعش” المنشقين الذي روى كيف سافر في شهر فبراير (شباط) الماضي على متن قافلة من شاحنات تانمظيم المتطرف, ضمن وحدة من المقاتلين, من معقلهم في مدينة الرقة السورية، عبر الحدود التركية، وعاد ثانية عبرها، لمهاجمة الأكراد السوريين في مدينة سري كانيه شمال سوريا.
وقال عمر: “طمأننا قادة داعش أن لا نخاف شيء على الإطلاق، لأنه هناك تعاونا كاملا مع الأتراك، وأنه لن يحدث مكروه، خصوصا أن هذه هي الطريقة المعتمدة للسفر بانتظام من الرقة وحلب إلى المناطق الكردية الواقعة في أقصى شمال سوريا والتي كان يستحيل الوصول إليها عبر الأراضي السورية، لأن وحدات الحماية الكردية تسيطر على معظم الأراضي هناك”.
وأكد عمر أنه خلال الفترة التي قضاها مع “داعش” كان ينظر إلى تركيا بوصفها حليفا أساسيا ضد الأكراد الذين يمثلون العدو المشترك لكل من “داعش” وتركيا، وأن التنظيم “ما كان قادرا على نشر مقاتليه في الأجزاء الشمالية من المدن والبلدات الكردية في سوريا لولا الدعم التركي”.
وفي سياق متصل، اتهم المتحدث باسم وحدات الحماية الكردية بولات كان القوات التركية بمساعدة “داعش” عبر مده بالأسلحة والذخائر.
وذكر تقرير لصحيفة “ديلي ميل” في 25 آب 2014 أن الكثير من المقاتلين الأجانب انضموا إلى “داعش” في سوريا والعراق عبر مايعرف بـ “أوتسراد الجهاد” الذي يربط العواصم الغربية بالممر التركي الآمن للجهاديين من دون أن تحاول الدولة التركية ردعهم.
ويرجح مراقبون أن تدفع الحكومة التركية ثمن مواقفها غير الواضحة، وتسهيلها لعمل الحركات المتطرفة في المنطقة، لا سيما في ظل الصحوة الدولية التي دفعت دول العالم الغربي والإسلامي، إلى الوقوف بحزم أمام الحركات الإسلامية المتطرفة.