التحالف الدولي بين مصافحة ومواجهة الارهاب

التحالف الدولي بين مصافحة ومواجهة الارهاب

Sunday , 14 September 2014 - بانوراما الشرق الأوسط

عابد عبيد الزريعي

بات من الواضح ان الذين يتحدثون عن مقاومة ومواجهة الارهاب التكفيري الذي يتفشى في المنطقة كخلايا السرطان ليسوا على قلب موقف واحد. فتقاطع الكلام حول المشكلة يتناقض مع تعدد الارادات حول كيفية حلها. والخلاف يتجاوز في دلالاته تكتيكات المعركة الى الاختلاف حول استراتيجية الحرب برمتها. فالطرف المبادر بالدعوة الى اقامة التحالف الدولي ، يبدو في كل المواقف الصادرة عنه كمن يمارس مع القوى الارهابية لعبة لي الذراع من فوق الطاولة وحقن فخذيها بكل انواع المقويات الفكرية والمالية والعسكرية من تحتها. وذلك من خلال حصر الارهاب في تنظيم داعش والمراهنة على اخواتها من القوى الارهابية لمواجهتها في معركة ملتبسة الاهداف والغايات ، والإكثار من استخدام مصطلح ” السنة ” بما ينطوي عليه من تحريك لغرائز طائفية كامنة ، والصمت عن قنوات التمويل عصب حياة تلك القوى وعدم التوقف عن مدها بالسلاح ومن خلال قنوات رسمية معروفة ، بل وإعلان بعض الاطراف المشاركة في التحالف استعدادها لفتح اراضيها لإقامة معسكرات تدريب”لقوى الارهاب المعتدل”. هذا اضافة الى محاولة الاستفادة من هذه الدعوة للمس من سيادة الدول الوطنية تحت شعار ضرب داعش في كل مكان ، والمكان المقصود لن يكون غير سوريا ، بما يعنيه ذلك من ان المسالة لم تخرج برمتها عما دأبت عليه تلك القوى طوال تاريخها في الاعتماد على الارهاب في ادارة العلاقات الدولية بكل ما يترتب على ذلك من كوارث. وفي هذا السياق تريد أمريكيا ركوب حصان الارهاب مرة أخرى، ولكن بالمقلوب وبالطريقة التي كان يتم بها ترويض الخيول في البراري الامريكية / اذا صدقت افلام هوليود / وبهدف اعادة الحياة لمشروع ثبت فشلة، عن طريق اعادة ترويض الخيول التي جمحت خارج الاصطبل. ولان الامر مرتبط بالمصالح فان الأمر بالنسبة للإدارة الامريكية التي تتقدم صفوف الدعوة ساحبة من خلفها صفا من التابعين والآبقين مجرد مناسبة لإعادة ترتيب تلك المصالح مع استعدادها الكافي لخيانة من يقاتل الى جانبها ، وفي اللحظة التي تستشعر فيها نداء المصلحة فإنها ستتراجع خطوة عن شركائها بحجة قضاء غرض ما ، ثم تطلق الرصاص على ظهورهم. لقد باتت عديد الدول تتلمس حواف الهوة التي تريد الولايات المتحدة ان تجر المنطقة اليها وتدرك ازدواجية الموقف الامريكي وافتقاده للمصداقية التي تتبدى من خلال الاصرار على استثناء القوى السورية والإيرانية والروسية التي صمدت في وجه الارهاب لأكثر من ثلاثة سنوات في المحافل السياسية وفي الميدان بكل طاقاتها وقواها. وجاء تحذير وزير الخارجية الروسي من استخدام الموضوع كمدخل لضرب سوريا التي اعلنت وبشكل لا يحتمل اكثر من تفسير من ان شن الغارات على اراضيها ومن غير موافقتها والتنسيق معها يعتبر اعتداء على سيادتها الوطنية وهو الامر الذي اكدت عليه الادارة الروسية لأكثر من مرة. ليعيد الى مقدمة الادراك السياسي حجم الكارثة التي تريد امريكيا وحلفائها جر المحيط الاقليمي والدولي اليها. وإذا كان التاريخ الانساني لا يمضي في مساره دائما بالنوايا الحسنة والأخلاق العالية بل كثيرا ما يمسك بمقوده من يعبر عن احط الغرائز الانسانية التي تمضي بالبشرية الى مستنقعات لا قرار لها. فقد بات من الملح والضروري عدم السماح لمثل هذه القوى الاستفراد بإمساك المقود، ومن اجل اعادة تجميع ملامح الصورة لننطلق من قول وزير الخارجية الروسي ان التحالف لمقاومة الارهاب يبقى ناقصا في ظل غياب سوريا وإيران وروسيا. بما يعنيه ذلك من ان المواجهة مازالت قائمة ولكن بمستويات جديدة اكثر وضوحا لذلك اصبح المطلوب بناء الحلف الاخر المقاوم للإرهاب وتشكيل الجبهة الواسعة التي لا تقف عند حدود الدول التي تقف في خندق المواجهة العسكرية والسياسية ولكن ينضوي في اطارها المفكرون والمثقفون والمبدعون الذين جابهوا كل من موقعه طوال السنوات الماضية. جبهة ذات هوية واضحة تتجه نحو حسم المعركة مع قوى الإرهاب وبأسرع وقت ممكن على الارض السورية.

» ما هو مصير حزب الله في سوريا على وقع ضربات «التحالف الدولي»؟
» «داعش» تتحدى التحالف الدولي بـ«اللافتات» !
» جبهة «النصرة» الى صفوف التحالف الدولي ضدّ «داعش»؟
» كيري يطلق من جدة التحالف الدولي ضد «داعش»
» المقاتلات الكندية تنضم الى «التحالف الدولي» ضد «داعش»