اسرائيل...لعنة الزوال القريب "1"

إسرائيل... لعنة الزوال القريب "1"

خاص "توب نيوز" - رأفت حرب

في هذه السلسلة، نهتم بلفت أنظاركم إلى العناصر التي تلاقي بعضها بعضا، لتولد النتيجة الموعودة التي لا مفر منها ولا مناص، وهي الزوال الحتمي والنهائي للكيان اليهودي المزيف بتغلغل الصهيونية وتحكمها فيه.

إن كل من كلف نفسه وراقب المسار التاريخي لهذا الكيان مع بعض العوامل المحيطة اليوم، السياسية منها والإجتماعية، حصل مؤكدا على علم اليقين والطمأنينة النفسية، بأن الموعد أصبح قريبا والنهاية قيد التنفيذ.

فرق كبير بين الشعر القومي والكلام المنفعل الغير المرتبط بأدلة موضوعية، وبين ما سيُعرض عليكم في حلقات متواصلة، فالكلام الذي يضيع وقت الناس والحبر الذي لا وظيفة له إلا ملئ الصفحات يجب ملؤها، ما عاد ينفع، وشبعت منه الشعوب الإسلامية والعربية، إنما التعبئة النفسية الصحيحة لهذه الشعوب تكون من خلال العرض الموضوعي والمترابط بأدلة لا تقبل الشك.

في البداية لا بد من نظرة سريعة وثاقبة إلى التاريخ.

إن بني إسرائيل منذ أن خرجوا مع موسى، إمتثالا لأوامر الله وهربا من فرعون وظلمه، وبعد أن شاهدوا بأم أعينهم آيات الله الكبرى ومعجزاته العظام، وهم في حالة معصية مستمرة، من الكفر، إلى التقاعس عن القتال في سبيل الله وقتلهم الأنبياء بغير حق، وصلا إلى تحريفهم للحقائق وتغيير الوجه الأصلي للتوراة والدين اليهودي بالتلموذ وإرشاداتهم التي تناسب مصالهم الشخصية.

هذا التكبر والغطرسة من إسرائيل اليوم، هما أصل عقيدة وتفكير وروحية هؤلاء القوم منذ تاريخهم القديم. هكذا يروي التاريخ، حتى وصل الأمر إلى قول الله في القرأن الكريم:"سل بني آسرائيل كم من آية أتيناهم" بإشارة إلى حجم وكمية الآيات المنزلة عليهم والتي لم تزدهم إلا كفرا وجحودا.

أما الجميل في الأمر، أن هذا التاريخ نفسه، يروي لنا أن كلما تعاظم ظلم هؤلاء، نزل عليهم غضب من الله، أباد بعضهم وشرذد بعضهم الآخر، فلم يبقى من مجدهم الحقير شيئا على الإطلاق.

وما زال القرأن يعدهم ويتوعدهم بالمزيد:"وإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا" صدق الله العلي العظيم.

هناك من يقول أن معنى هذه الآية قد أُنجزَ منذ زمن وآنتهى مفعوله، لكن القرأن يكمل ليثبت قاعدةً مهمة جدا في معاملة الله مع هؤلاء القوم، فيقول: "وإن عدتمُ عدنا، وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا". إذا، إن سواء أن كانت الآية التي ذُكرت سابقا قد نفد مضمونها أم لا، فالقاعدة موجودة، أن يا بني إسرائيل، كلما ظلمتم وتكبرتم في الأرض وعثتم فيها فسادا، زدناكم غرورا حتى بلغتم ذروة الكفر والظلم، فأنزلنا عليكم اللعنة من عندنا، وبعثنا عليكم قوما أولي بأسٍ شديد، ليسؤوا وجوهكم وليهشموا رؤوسكم وينفذوا حكم العدل الإلهي.

لن نغوص أكثر في التاريخ، بل هي نظرة شاملة ولا بد منها لنمهد لما هو آتٍ من معلومات وتحليل.

نبدأ بالسؤال، ما هي المؤشرات التي تدلنا على بدء على قرب زوال إسرائيل؟؟؟!!

لقد أُنشأت دولة إسرائيل وتم آستدعاءُ اليهود إلى فلسطين بناءً على مبدأٍ واضح وصريح وشديد الأهمية، أرجو أن يبقى في ذهنكم لآعتمادنا عليه. لقد قيل لليهود:"تعالوا إلى السلام والأمان، حياةُ رخاء وأرضٌ خضراء". هذا ما دفع بمئات الألوف من اليهود للقدوم بالطائرات والسفن إلى هذه الدولة المزعومة. لذا،فإن آنعدام هذه الرؤية وهذا الحلم، يعني تمام إنتهاء إسرائيل.

يهود هذا الزمان، أتوا ورأوا جيشهم يهزم الجيوش العربية بفترة زمنية خيالية،يجتاح مناطقا في سورية، يصل إلى بيروت، فآنتعش الحلم آنذاك. أما اليوم، هل ما زالت إسرائيل الدولة التي تجتاح في كل مكان، وتهزم من أرادت وتحمي مدنييها من أي ردة فعل؟؟ ... قطعا هذا الحلمُ بات كابوسا.

بعد خروج الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان مهزوما سنة 2000 ومتكبدا آلاف القتلى من جنوده وعملائه، وىلاف من الصواريخ كانت قد سقطت دون رادعٍ في ظل حرب مباشرة في حرب تموز 2006، وكل الخسائر التي مُنيت بها إسرائيل بآعتراف أكبر مسؤوليها ومحلليها، لم يعد هناك من ارضية صادقة وحقيقية لأحلام صهاينة هذا الزمان.

لقد نجحنا حتى الأن في شل هذه الأحلام، إلى حد قول "إيهود أولمرت" رئيس وزراء العدو خلال عدوان تموز:"حلم إسرائيل الكبرى لم يعد مكنا".

لقد أُزيل مفهوم التفوق العسكري الذي يؤدي إلى نصر ساحق لإسرئيل إلى غير رجعة، وآنقلب الدولاب، فأصبح الواقع، تقدما تكنولوجيا في المجال العسكري، يرافقه فشلٌ في تحقيق أي نصر حقيقي في حرب تموز والعدوان الأخير على غزة.

إذا بدأنا نضرب في الصميم، آهتزت الثقة التي من أجلها يجهد قادة العدو لإعادة ترميمها.

هذه هي الصورة اليوم، فما هي الصورة غدا؟؟؟!!

من المحسوم على المستوى السياسي والعسكري، أن حربا ستقع بين لبنان والكيان الإسرائيلي، لكن الجميع أعجز من أن يحدد زمانها.

هنا نسأل، هل يمكن للحرب القادمة أن تكون الحرب الأخيرة؟؟

جوابي: نعم قطعا، لماذا؟

نبدأ بتخيل مشهد الحرب المقبلة وعوامل التأثير المباشر.

دولة هي إسرائيل، فيها شعب يؤمن ويعيش بأعلى مستويات المادية، فهذا ما آشتُهر به اليهود على مر التاريخ وما أحسبهم تغيروا، بل آزدادوا غيا، ولي علم اليقين، أنهم آزدادوا حبا بالدنيا وتعلقا بها، وآهتمام بالرخاء المعيشي وإشباع الرغبات وإراحة الشهوات.

ومزيد، شعب تعرض للصدمة، فآهتزت ثقته بقيادته السياسية والعسكرية، وهنا تجدر الإشارة، إلى أن من حوالي عشرين سنة تقوم إسرائيل بعملية تبديل للشخصيات على مستوى القرار، وجميع هؤلاء القادة هو رموز للهزيمة والعار، من نتنياهو الذي يحتل اليوم المنصب الأرفع، إلى إيهود باراك وزير الدفاع الحالي الذي طُرد ذليلا عام ألفين من جنوب لبنان، إلى "أشكينازي" الذي كان قائد المنطقة الشمالية في فترة تحرير الجنوب والذي أصبح قادئا للأركان بعد "حالوتس"...إلى العديد من الضباط الحاليين الذين هُزموا على أيدي المقاومين ويشغلون اليوم أهم المراكز العسكرية.

ومزيد، ضباطا يسخرون من القيادة ويشتكون منها بحدة وعنف، وصولا حتى الشتم المباشر، ممل يدل على آنعدام الهيبة، وجنود ما زالو يروون حكايات الشؤم لما رأوه في لبنان، ويصرخون :"لقد أدخلتمونا لنُقتل دون هدف وتخليتم عنا أثناء المعركة" وهم ما زالوا يشمون، كما يروي أحدهم، رائحة لحم رفاقهم المشوي عند إصابتهم بعبوات المقاومة وقذائفها الصاروخية.

هل هذه هي بيئة مناسبة لمجتمع يريد أن يخوض حربا من المعلوم للجميع أنها ستكون فظيعة الشراسة... الجواب عندكم وللحديث تتمة.

» إسرائيل ... لعنة الزوال القريب 3 ...بقلم : رأفت حرب
» أردوغان: الزوال سيكون النتيجة التي سيؤول إليها مصير الظالمين في سوريا
» «لعنة كوباني…»
» الجيش السوري يبعث رسائل النصر القريب من القصير
» السلفية السورية تهدد منطقة الخارج القريب الروسية