هل يجمع خطر «داعش» الراعي ونصرالله؟حمزة الخنسا – لبنان 24
أطلق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، موقفاً متقدّماً ولافتاً حينما أبدى استعداده للقاء الأمين العالم لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، واضعاً خطوته في إطار المساعي لمواجهة الخطر الذي يحدق بلبنان.
وقد رحّبت أوساط “حزب الله” بموقف الراعي في هذا الوقت العصيب الذي تمرّ به البلاد. وأكّدت لـ”لبنان 24″ أن الحوار بين بكركي و”حزب الله” لم ينقطع يوماً وهو متواصل من خلال لجنة الحوار المشتركة بين الطرفين. وهذا ما أكّده البطريرك الراعي في مؤتمره الصحافي من مطار بيروت صباح اليوم.
من المعروف أن علاقة بكركي – حارة حريك، مرّت بفترة من البرودة متأثرة بالزيارة التي قام بها الراعي للأراضي المحتلة، وبعض ما جاء خلالها من تصريحات. غير أن أوساط الحزب أشارت الى أن خطوط التواصل مع الصرح البطريركي لم تنقطع منذ استئناف العلاقات بين الطرفين بُعيد انتخاب الراعي على رأس الكنيسة المارونية في لبنان.
ولفتت الى أن الظرف الخطِر الذي يمرّ به لبنان بفعل الهجمة التكفيرية، تجعل من الحكمة ألا تتحكّم الإختلافات والتوتر بالعلاقات اللبنانية – اللبنانية. وأوضحت أن مهمة اللجنة المشتركة بين الحزب وبكركي هي حلّ أية إشكاليات قد تطرأ، وتقريب وجهات النظر حيال أي تناقض في القراءات قد يحصل نتيجة الأحداث المتسارعة في لبنان والإقليم.
ورأت أن كلام البطريرك الراعي أتى منسجماً مع الدعوة التي أطلقها نصرالله في خطابه الأخير، مذكّرة بدعوته إلى وضع الخلافات جانباً، والبحث عن عناصر القوة وتجميعها لمواجهة الخطر الوجودي الذي يتهدّد لبنان.
وإذ شدّدت على أهمية اللقاء المباشر بين السيّد نصرالله والبطريرك الراعي، قالت الأوساط إن تحديد نوعية التواصل بين بكركي وحارة حريك وكيفيته تبقى منوطة بقنوات الإتصال المفتوحة بين الطرفين. وشدّدت على عدم وجود أي شروط يمكن أن يضعها الحزب لتحقيق مثل هذا اللقاء، الذي هو بحدّ ذاته حاجة وطنية ترخي بظلالها الإيجابية على الوضع اللبناني بعموميته.
وعن الملفات التي من الممكن أن تُناقش في حال حصول اللقاء، لفتت أوساط الحزب الى أنه من المتوقع ألا يلجأ الطرفان الى مناقشة التفاصيل السياسية الكثيرة التي تُكبّل الوضع العام في البلد، وأن يتركّز البحث على كيفية تحصين الوضع الداخلي على مستوى الوحدة الوطنية، ومحاولة إيجاد قراءة مشتركة أو متناغمة لأحداث المنطقة، ولاسيّما أن الأرضية المشتركة بالنسبة الى الخطر التكفيري باتت موجودة عند المرجعيتين.
ويبقى الفراغ الرئاسي الذي يواظب الراعي على التذكير به والتحذير من تداعياته، حيث رجّحت أوساط الحزب أن يتم التطرّق الى خطوطه العريضة، في حال حصل التواصل المباشر بين سيّدي بكركي وحارة حريك.
وفيما شدّد الراعي على أنه “مستعد لإجراء أيّ لقاء في أي مكان، فالمكان ليس مهماً، بل الأهم أن نلتقي ونتكلم لغة واحدة لأن لبنان في خطر، والشعب اللبناني في خطر، والكيان اللبناني في خطر”. يبقى التساؤل حول إمكانية أن يعطّل الوضع الأمني مثل هذا التواصل، خصوصاً أن تحرّكات السيّد نصرالله محدودة جداً ومحاطة بإجراءات أمنية بالغة الدقة والتعقيد، في حين قد تحول مكانة الراعي وقيمته المعنوية دون خضوعه لمثل تلك الإجراءات.