مقدمة نشرة اخبار16ايلول2012 كثيرة هي الأشياء التي تغيرت في سوريا خلال عام ونصف ، وكثيرة هي الأشياء التي تستحق التوقف عندها . شكل الدستور الجديد وإلغاء المادة الثامنة التي شكلت محور آلية إنبثاق السلطة وممارستها طوال أربعين عاما مضت حدا فاصلا في هذه التغيررات ، وتبعه تشكيل أول حكومة وفقا للدستور الجديد تشارك فيها بمواقع حساسة قوى وأطراف وشخصيات تجاهر بإنتمائها للمعارضة . ولد مجلس وطني للإعلام وحازت منابر إعلامية خاصة ومتعددة الهوية السياسية تراخيص إنشاء صحف ومحطات إذاعة وتلفزة . تفتح المناخ الإعلامي والسياسي على مساحة من الحرية لم يكن في الحسبان بلوغها بهذه السرعة . أثبتت الدولة السورية أنها تتمتع بشروط الحياة بقابليتها للتأقلم مع ما ظهر لها أنه حاجات الشعب وضرورات التغيير والتطويروالإصلاح التي ربما تكون تأخرت عن موعدها كما قال الرئيس بشار الأسد لكنها جاءت وبإرادة حقيقية صادقة لتكون الدولة بمستوى تطلعات شعبها والإستماع لرغباته . سقطت محولات التأويل بتوظيف هذه التغييرات والتحولات الكبرى وتصويرها كنتيجة لضغوط أطراف من المعارضة إختارت الإرتماء في حضن المشروع الأجنبي ، بدليل أن الدولة مضت في خيارها الإصلاحي رغم ما ثبت من الخطوة الأولىبإلغاء حالة الطوارئ ، بان خطواتها لن تسحب هذه القوى المسماة بالمعارضة من الحضن الأجنبي ليتأكد بمواصلة الدولة للتغييرات أنها خطوات اصيلة نابعة من قراءة الحاجة والضرورة لدولة تعبر عن تطلعات شعبها . ذهب المأولون والمتحولون إلى الخيار العسكري في مواجهة الدولة وكان الشعب هو من يحكم عليهم فقد صاروا تحت ضوء الشمس بعدما كانوا كائنا مجهولا يثير الفضول ، وربما الامال ، فظهروا مجموعة من الفاسدين الذين عاثوا خرابا في مؤسسات الدولة يوم كانو جزءا منها وإلتحق بهم من كان مثلهم بحالات الفرار التي نظفت الدولة وأراحتها بدلا من أن تتعبها . كشفت هذه القوى عن هويتها الحقيقية كتابع لمشروع غريب عن الوطن يحمل جراثيم التفتيت والتقسيم لشعب أدمن على وحدته وتسامحه ، وظهر رموز هذه القوى كمشروع يباهي بعمالته للأجنبي وإستدراجه لإحتلال الأرض وسط شعب يفخر بتاريخ بطولاته في دحر المحتلين والغزاة . تغييرات مرت في حياة السوريين زادت ثقتهم بمشروع الدولة كحاضنة للحوار والحل السياسي وكشفت لهم زيف ما أفترضوه من خير في من يحمل إسم المعارضة لتظهر المعارضة الوطنية كتعبير إصلاحي يشارك الدولة مشروع البناء والتغيير لكن تحت سقف مواجهة التحدي الأجنبي وأدواته الداخلية . تغييرات كشفت للسوريين تفاهة من يريد إقناعهم أنه مشروع ديمقراطية وحرية وهو يمشط اللحى في حضن السعودي والقطري ليتعلم من مدرستهم وينهل من دساتيرهم . تغييرات أكدت للسوريين ان جيشهم هو درع وطنهم وامنهم وامانهم وأن رئيسهم هو رمز وحدتهم وتطلعهم الإصلاحي والدستوري . من يسعى لحل سيساسي في سوريا عليه ان يصغي لهذه الحقائق مليا وينطلق منها كمسلمات بعيدا عن ما سمعه في كواليس الديبلوماسية وأخبار فضائيات صدر بحقها حكم محكمة الشعب السوري بأنها متورطة بالدم والذبح الحلال . سوريا تتغير وقافلتها تسير نحو غد افضل لن تتوقف عند نقيق الضفادع ونعيق الغربان . جيشها يتابع مسيرة الأمن لشعبه وعلى من أختار السلاح أن يصارع ويلقى نصيبه في الميدان . |