الطائفية جمر تحت الرماد...اين دور المثقف ؟

الطائفية جمر تحت الرماد .. أين دور المثقف؟

خاص "توب نيوز" - نور حاتم

في ظل غياب أحزاب سياسية متعددة ومجتمع مدني ،بقي دور المثقف محصورا ضمن دوائره الضيقة التي لم يخرج منها إلا بعد بداية الأزمة في سورية، فالمتابع لها يرى أن بعض النخب المثقفة كانت حاضرة بفكرها وأحاديثها وحتى تواجدها الفعلي للتوجيه نحو الصواب، إلا أن والحقيقة تقال إنها لم تلعب دوراً ريادياً في التأثير على مجريات الاحداث.

مثقفون كثر نبهوا من خلال كتاباتهم إلى خطورة الطائفية ومسايرة رجال الدين، إلا أن منهم من كانت لكلمته وقع في نفوس الآخرين، ومنهم لم يعامل كما يجب أن يعامل كمثقف يقف في وجه طائفية مقيتة، فقد منعت كتبه ومقالاته عن النشر، في حين أن مكتبات عدة ممتلئة بالكتب الصفراء التي تحرض على التمييز الطائفي لم تمنع ولم يعامل أصحابها كما عومل المثقف.

المثقفون اليوم يحاولون إعادة تشييد منابرهم لتكون لها الأثر الكبير في حياة النار، فدورهم في الوقوف في وجه الطائفية عملية مقعدة وخاصة في ظل الظروف التي تمر بها سورية والتي نمت الطائفية فيها نتيجة وجود بيئة حاضنة لها وأصبحت الطائفة هي الحامية للفرد في ظل غياب سيادة القانون والقوى السياسية ،مثقفنا مر في ظروف حوصر وهمش وأقصي دوره، بسبب ضغوطات سياسية ودينية شكلت شخصيته، فأضحى لايستطيع أن يعبر إلى المحيط العام في المجتمع جراء ممارسات عدة تعرض لها.

ومن طرف آخر نرى أنه مما زاد في تعميق مشكلة الطائفية يكمن في تواطؤ عدد كبير من المثقفين وانحيازهم لمصالحهم الذاتية إذ وقفوا مع قوى طائفية تنطوي مشاريعها أصلا على روح مضادة للتقدم، هدفها التراجع والتخلف وإقامة شرخ بين الطوائف من الصعب أن يعاد ترميمه، وهؤلاء كان هدفهم مصالح شخصية تتجلى في المال والسلطة، فالسمة المشتركة بينهم هي الوقوف إلى جانب أي هدف يساهم في تفكيك مجتمعنا السوري. إضافة إلى التناقضات بين الشعارات التي يتكلم بها والمواقف التي يتبناها.

نحن أحوج ما نكون إلى مثقفين قادرين على احتواء الأزمة وكل مخلفاتها واحتواء ردود أفعال كافة شرائح المجتمع، مثقفين يتمثلون شعاراتهم قولا وفعلا.

نور حاتم

» سوريا ، نار تحت الرماد
» "الثورة السوريـة" تخيب آمال شباب سوريا المثقف
» الصواريخ الطائفية
» الطائفية السياسية تفتت العراق
» الطائفية في المجتمعات العربية - الجزء الأول