سوريا ، نار تحت الرماد

سوريا ، نار تحت الرماد

سوريا ، نار تحت الرماد Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDEvbWVwYW5vcmFtYTIxNzMxLmpwZWc%3D

سوريا ، نار تحت الرماد Oi8vcGFub3JhbWEuYWxtYWRpbmEubmV0ZG5hLWNkbi5jb20vd3AtY29udGVudC91cGxvYWRzLzIwMTQvMDEvbWVwYW5vcmFtYTIxNzMxLmpwZWc%3D

أحمد الحباسى تونس
لم تسقط سوريا ، و لم يسقط نظامها و لم يهرب رئيسها في بارجة حربية روسية ،هذه آخر العناوين و آخر الاستنتاجات المهمة ، و المعركة الدموية التي أشعلتها الولايات المتحدة الأمريكية و أتباعها العملاء الخليجيون بداعي كاذب هو مساندة المطالب الشعبية السورية باتت معركة مواقع و انتصارات وهمية تتثاءب محطة الجزيرة في تسويقها بعناء واضح ، و الجميع في الائتلاف السوري ينتقدون و ” يتناقدون ” و الكل في ذهول و جنون ، النتيجة ، ضاعت “الثورة”، ضاعت الدجاجة التي تبيض ذهبا ، ضاعت كل الآمال المعلقة على الوعود القطرية ، و بات الجميع يقتل الجميع ، و بات السلاح موجها من الصدور الإرهابية إلى الصدور الإرهابية ، تحولت “الثورة” القذرة إلى محرقة ، و هرب من هرب ، و قتل من قتل .
ما جرى في سوريا لم تكن ثورة ، بل هي صفقة بين أبناء العمومة الصهاينة من الخليج و من الغرب تولى تنفيذها على الأرض السورية تكفيريون و عصابات إرهابية و انتهازيون و بعض المقاولين في الإعلام و في شراء الذمم و تجارة السلاح و العبيد ، لعلمكم لم تنته تجارة العبيد ، و لم يحرر الإسلام المسلمين من الاستعباد ، و لا صحة لنهاية العبودية ، فهؤلاء المرتزقة من داعش و جبهة النصرة و القاعدة و لواء التوحيد إلى آخر القائمة هم عبيد ، مجرد عبيد ، لم يستطع الإسلام تحريرهم من أنفسهم و من أمراء الفتنة و التكفير ، و لا صحة لما يذاع من كونهم أحرار مجاهدون بل هم مجرد عبيد طائعون للشيطان ولأبالسة الفكر الوهابي السلفي الكريه ، و حكام الخليج أكثر الناس تشبثا بالعبودية و العبيد .
استطاعت دمشق الصمود ، لم تخذل نفسها و لم يخذلها حلفاءها ، بدأت المؤامرة الدولية ضدها بالانكشاف ، و لم يعد في هذا العالم من يصدق أن من يذبحون و يأكلون لحوم البشر هم من البشر و من الإنسانية ، و لن يصدق بعد اليوم أحد أنظمة قطر ، السعودية ، تركيا ، و لن يستمع أحد بنفس الانتباه و الثقة محطة الجزيرة و دكاكين الإعلام الخليجي الفاسد ، و مهما حاول طارق الحميد و أمثاله من تحويل المهنية و الأخلاق الإعلامية إلى رياضة مسمومة لنشر الكذب و التلفيق و التضليل فلن تقدر ألسنتهم الكريهة على النيل من شرف الشعب السوري أو من نظامه و قوته العسكرية ، و إذا لم ترغب السعودية بالقبول بالأمر الواقع من باب الغرور الزائف و العنجهية الجاهلية القبيحة ، فان الجيش العربي السوري سيمرغ ما تبقى لها من صوت في الوحل و ستعلم السعودية في الوقت المناسب نتيجة خطاياها لان دموع السوريين لن تذهب هباء.
عندما تقرر أمريكا ينبطح الخليج و تتهاوى العقال ، و أمريكا تريد الرحيل ، و على الجزيرة أن تبحث عن مشروع و مقاولة أخرى ، و على الخليج أن يدفع فاتورة المؤامرة دون أخذ أي مقابل سوى الخزي و العار و الفضيحة ، و على اوردغان أن يبحث عن أصدقاء آخرين بعد فشل مسرحية ” الصفر مشاكل مع الجوار ” ، و بعد سقوط محمد مرسى و راشد الغنوشى ، و على “أبناء الغدر ” في تيار الحريري أن يسارعوا بالبحث عن قطار إلى سوريا منبطحين كالعادة أو انتظار العقاب لان سوريا لن تصمت بعد اليوم ، و على الأردن أن يتحسس حدوده فقريبا ستكون تلك الحدود ممرا للهاربين و الخونة و الإرهابيين ليتزعزع النظام الآيل للسقوط دون أن يذرف أحد دمعة حرقة على الخونة .
اليوم تعود روسيا ، إيران إلى الواجهة بقوة ، يعنى أن السياسة و القوة تجتمعان ، يعنى أن الخليج على مرمى حجر إيراني ، يعنى أن القبول الخليجي بإيران قد أصبح قدرا معلوما ، يعنى أن حزب الله لن تفرض عليه حكومة الخيانة “السليمانية الحريرية السعودية الصهيونية” ، يعنى أنه على إسرائيل أن تفكر كثيرا قبل أية حماقة أو نزوة عسكرية ، اليوم تتقاتل الجماعات الإرهابية السعودية على “القيادة” و المبايعة إلى غير ذلك من “الشكليات” التي يفرزها الفكر السلفي المتشدد في عقول خربانة متعودة على العبودية الفكرية و على خطب الفتوحات الزائفة و الوعود بالحواري التي لن يراها أحد ، اليوم يفتح الشعب العراقي و السوري النار على الإرهاب السعودي و تصبح الساحتان مكانا لمعركة الكرامة العربية في وجه التيار الصهيوني الذي يبحث عن مكان لخدمة المشروع الصهيوني ، و اليوم ، و مهما زينت محطة الجزيرة الجرائم ضد الإنسانية و عمليات تدمير الحضارة العربية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية باسم الدين ، فلن يكون هناك انتصار للإرهاب .
ستبدأ تركيا حصاد ما زرعته ، و كما كان سهلا تمرير الجماعات الإرهابية إلى سوريا ، فسيكون سهلا لها الرجوع من نفس الطريق ، لكن الجماعات الإرهابية اليوم لها شعور معلن بكونها قد تعرضت للخيانة من أصدقاء سوريا ، تركيا أبرزهم ، و لها قناعة أنها وقعت في مصيدة ، بين جيش النظام و الشعب السوري ، و بين العراق و أهله ، و بين مخابرات العالم التي تترصد خطواتها خوفا و هلعا من أن تنتقل العدوى الدموية إلى الخليج و الأردن و تركيا و بعض الجمهوريات السوفيتية السابقة ، ستبدأ في الأردن ، و قد بدأت فعلا ، إرهاصات العنف التكفيري لبعض الجماعات المرتبطة القاعدة و بالمتطرفين في سوريا ، سيكون هناك تحالف إرهابي بين الجماعات الكردية و السنية لإشعال الساحة التركية مستغلة الوضع الاقتصادي الكارثى و حالة الاضطرابات الشعبية الناقمة على سياسة حزب العدالة الحاكم .
تعانى روسيا من ضربات الإرهاب التكفيري السعودي ، و الشعب الروسي يحمل كثيرا من الضغينة و الكراهية للفكر السلفي السعودي ما يجعله لا يطيق هذا الفكر الدموي ، لان التفجيرات “السعودية” تؤدى بالأرواح البريئة ، و المخابرات الروسية هي التي أفشلت مساعي بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية للحوار مع النظام الروسي للبحث في مسألة إخراجه من معادلة مساندته للنظام السوري ، و ما لم ينتبه إليه الكثيرون تلك الرسائل المتواصلة التي جاءت على ألسنة السفراء و الساسة الروس المتعلقة بلفت النظر إلى خطر الجماعات الإرهابية على المنطقة ، و أن الإدارة الأمريكية قد بدأت تشعر فعلا بحرج و تخوف من هذه الجماعات السعودية الدموية مما دفعها إلى تخفيض مساعداتها و إدراج جبهة النصرة كمنظمة إرهابية و هي صفعة واضحة للمخابرات السعودية و للنظام السعودي نفسه ، لكن المهم أن الجميع يتحدث الآن عن اتفاق روسي أمريكي للتخلص من الجماعات التكفيرية الإرهابية السعودية بحيث يتم محاصرتها و العمل على تحجيم دورها في المنطقة العربية خاصة و أن هناك إرادة روسية أمريكية بأن لا تتحول هذه الجماعات إلى قوة إرهابية خارج السيطرة .

» الطائفية جمر تحت الرماد...اين دور المثقف ؟
» حسنين هيكل: سوريا اليوم هي سوريا المحور، سوريا المقاومة وقلب التحالف الكبير ضد قوى الشر
» مرسي: نعلن اغلاق سفارة سوريا ولا مكان لحزب الله في سوريا
» حركة بيع سلاح معاكسة من سوريا الى لبنان بعد تخمة اسواق سوريا
» عبد الكريم علي: إذا أغلقت سوريا الحدود أمام الشاحنات سيتضرّر لبنان أكثر مما تتضرّر سوريا