أساطير الشمال.. مسير عسكر منغ في المجهول إلى «جلبل»

أساطير الشمال.. مسير عسكر منغ في المجهول إلى «جلبل»

أساطير الشمال.. مسير عسكر منغ في المجهول إلى «جلبل»
ر 27 فبراير,2014

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
الحلقة الخامسة
بعد فشل محاولات الاقتحام بوسيلة عربات “BMP” المفخخة بآلاف الأطنان من المتفجرات، زاد الميليشيات المسلحة من شراستها، وحشدت 4000 آلاف مقاتل قبالة 70 من العسكريين.
قبل ذلك أيضا، لم تفلح الصواريخ التي أرسلتها الميليشيات والمحملة بمواد كيماوي ذات رائحة كريهة وقريبة من رائحة الكلور.
في الحلقة الخامسة، يروي النقيب معن عيسى لـعربي برس، مرحلة الالتحام المباشر مع الميليشيات، وعدم قدرة الهجوم على تحقيق أهدافه بشكل تام، واتخاذ القرار الأخير.. الانسحاب.

«سقط لهم ما يزيد عن 1200 قتيل وعشرات الجرحى، ونحن خسرنا في هذه المعركة 11 شهيدا بطلا وقرابة 25 جريحا، فلم يستطيعوا إكمال المعركة في حينها، وهذا كان لطف من رب العالمين، فذخيرتنا لم تكن تكفي لساعة قادمة، نادوا بعضهم على أجهزة اللاسلكي ليستعدوا من جديد من أجل الإجهاز علينا ليلا، واستغلينا غياب ضوء القمر في رحلة إلى المجهول…»

بدأت معركة من أشرس المعارك، بدأت بهجوم من جميع جهات المطار وبشكل هستيري تحت تغطية نارية هائلة بالرصاص والقذائف، وشاهدنا أعدادا هائلة من العناصر المسلحة تحاول التسلل إلى داخل المطار بأشكال وألبسة مختلفة، فمنهم من كان يرتدي اللباس العسكري الأمريكي ومنهم من يرتدي لباس الوهابيين وكنا نرى السيارات من بعيد وهي تحضر الإمدادات من سلاح وذخيرة وعناصر، وتقوم بإخلاء القتلى والجرحى.
كان عدد من يشارك في الهجوم علينا يتجاوز 4000 إرهابيا، بينما كان عدد الذين يدافعون عن المطار لا يتجاوز 70 مقاتلا…
ومنذ بداية القصف طالبنا بمساندة سلاح الجو لكنه تأخر كثيرا، ولم يأتي الطيران إلا بعد ساعتين منذ بداية المعركة، حيث أصبح الالتحام بشكل مباشر، كان ذلك اليوم ملحمة بطولية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
خسرنا نقطتين إستراتيجيتين من نقاطنا هما بناء المهمات ونقطة الهبوط الآلي، فقد أكل التعب والجوع من أجسادنا، لأنه قبل هذا اليوم كان لنا ثلاثة أيام متواصلة في حالة اشتباك، وأربعة أيام لم يتسنى وصول أي نوع من الإمدادات لا ذخيرة ولا طعام.
كان يوما قاسيا جدا، حيث تم تدمير ما كان متبقي من بقايا الغرف التي نسيطر عليها، وفي حوالي الساعة الثالثة عصرا، بدأت ذخيرتنا بالنفاذ وأصبح الإرهابيون ينادون بمكبرات الصوت بأنهم يريدون إلقاء القبض علينا أحياء، ويخبرون بعضهم أن ذخيرتنا انتهت، واستمرت المعركة حتى الساعة الثامنة مساء دون توقف.
كان همنا أن لا يستطيعوا إلقاء القبض علينا أحياء فقد استبسلنا استبسالا لا مثيل له في ذلك اليوم، وكان كل عنصر من عناصر المطار جبلا شامخا وحصنا منيعا.
في الساعة الثامنة مساء وعند الهدوء التدريجي للمعركة بسبب فشل تلك العناصر المجرمة في السيطرة على المطار بشكل كامل، نتيجة الأعداد الكبيرة جدا من القتلى الذين سقطوا في ذلك اليوم المشهود، حيث سقط لهم ما يزيد عن 1200 قتيل وعشرات الجرحى، فلم يستطيعوا إكمال المعركة في حينها، وهذا كان لطف من رب العالمين لأن الذخيرة التي كانت بحوزتنا لم تكن تكفي لساعة قادمة.
بدؤوا بالنداء بين بعضهم على أجهزة اللاسلكي ليستعدوا من جديد من أجل الإجهاز علينا ليلا، نحن خسرنا في هذه المعركة 11 شهيدا بطلا وقرابة 25 جريحا، ولم يبقى سوى ثلاث قذائف دبابة، وتعطلت خمس دبابات تسليحيا من أصل ستة دبابات لدينا، فلم يبقى لنا خيار سوى الخروج من المطار حفاظا على حياة من تبقى من عناصر المطار وأغلبهم من الجرحى الذين لا يستطيعون القتال.
وحفاظا على ما تبقى لدينا من عتاد قد يستفيدوا منه في حال سيطرتهم على المطار، قمنا بإحراق جميع العتاد الموجود والذي لا يمكن إخراجه، فقد ألقينا القنابل اليدوية داخل الدبابات المعطلة، وإحراق جميع ما بداخلها من أسلاك وأجهزة بحيث لا يمكنهم الاستفادة منها إلا للاستعراض والتصوير، وقمنا بجمع الجرحى ووضعهم داخل الدبابات الصالحة للحركة وعلى ظهورها، وقد تم الاتصال بقيادة حلب لإخبارهم بالأمر، وتم انطلاقنا بشكل سري ومفاجئ في الساعة العاشرة ليلا من الجهة الغربية للمطار.
استغلينا غياب ضوء القمر في رحلة إلى المجهول، وعند اقترابنا من سور المطار تعرضنا لإطلاق نار من قناصين متواجدين في نقطة الأوسط، التي كانت تبعد عن خط سيرنا حوالي 300 متر.
كان بحوزتنا ست دبابات انطلقنا بخط سير مستقيم، وهناك بعض المجموعات قررت الذهاب بمفردها بعيدا عن الدبابات، كنوع من أنواع الحماية للرتل.
وعند خروج آخر دبابة من سور المطار، تعرضت لقذيفة RBG7 أصابت سلسلة الدبابة وأوقفتها، وأصيب عدد من العناصر بجروح مختلفة، ولم تستطع الدبابة متابعة مسيرها، فتم إخراج الجرحى منها واجتزنا الخندق المحفور حول المطار من قبل تلك العصابات، وانطلقنا بين حقول الزيتون في خطوط سير متعرجة لاجتياز الكمائن.
تعرضنا لعدة كمائن بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ولكن بفضل الله تعالى وبسالتنا وإصرارنا على متابعة الطريق تمكنا من القضاء عليهم، وصادفتنا عدة مشاكل في طريقنا حيث توقفت ثلاث دبابات عن المسير بسبب نفاذ الوقود، لكننا لم نتركها فقمنا بقطرها، ولأول مرة دبابة تسحب خلفها دبابتين في أرض وعرة وبين أشجار الزيتون.
استغرقت رحلتنا قرابة عشر ساعات بمسافة لا تتجاوز 8 كم، وصلنا إلى قرية جلبل الكردية الساعة السادسة صباحا من يوم 6/8/2013.
وهنا كان المنظر المدهش عندما رأينا بعضنا بعضا لأول مرة في وضح النهار منذ أشهر طويلة، كانت مناظرنا مخيفة ومرعبة، ثياب ممزقه يغطيها الغبار الممزوج بالدماء، ذقون طليقه منذ سنة، أخذنا ننظر لبعضنا بعضا بتعجب ونتساءل في أنفسنا، هل هذه الأجساد النحيلة هي التي صمدت وحفرت بدمائها أسطورة خالدة في تاريخ الجيش العربي السوري.
عربي برس

» في ذكرى الانتصار... الرئيس الأسد يزور صرح الجندي المجهول
» أساطير الشمال.. رائحة الكيماوي في صواريخ الميليشيات وبدايات الهجوم الأشرس
» أساطير الشمال.. استشهاد قائد المطار وفوسفور حارق من الميليشيات.. وأرض منغ حقل للألغام
» حلب السفيرة بداية النهاية بقذيفة مباركة ...مقتل الإرهابي عبد الجبار عسكر قنصاً .."فيديو"
» أساطير الصمود.. الفرقة ١٧ هكذا صمدت بوجه الحصار!