أساطير الشمال.. رائحة الكيماوي في صواريخ الميليشيات وبدايات الهجوم الأشرس

أساطير الشمال.. رائحة الكيماوي في صواريخ الميليشيات وبدايات الهجوم الأشرس

أساطير الشمال.. رائحة الكيماوي في صواريخ الميليشيات وبدايات الهجوم الأشرس
26 فبراير,2014

وكالة أوقات الشام الإخبارية -
الحلقة الرابعة
استشهد قائد المطار بعملية تسلل ليلية من قبل المسلحين، فيما كان الهجوم تلو الهجوم للميليشيات يعود عليهم بعشرات القتلى والجرحى، لتصبح عملية اقتحام “منغ” منهكة، ماد فع الميليشيات إلى الحرب النفسية، ومجازفتها باستخدام الفوسفور المحرم دوليا في صواريخها، وتصعيد عمليات التفجير بالسيارات المفخخة.
تعرف عسكر منغ على جنسيات مقاتلي الميلشيات أكثر، ورغم ازدياد معاناتهم من الحصار وتزايد عدد الشهداء والجرحى، كانت الميليشيات تعترف بـ6000 قتيل لها منذ بداية المواجهة مع المطار.
في الحلقة الرابعة، يروي النقيب معن عيسى لـعربي برس، دخول أنواع جديدة من الصواريخ المضادة للدروع في معادلة المواجهة، واستخدام المسلحين لمواد كيماوية من بينها الكلور.

«وبدأت معركة من أشرس المعارك بهجوم من جميع جهات المطار وشاهدنا أعدادا هائلة من العناصر المسلحة تحاول التسلل إلى داخل المطار منهم من كان يرتدي اللباس العسكري الأمريكي ومنهم من يرتدي لباس الوهابيين، كان عدد من يشارك في الهجوم علينا يتجاوز 4000 ارهابيا بينما كان عدد الذين يدافعون عن المطار لا يتجاوز 70 مقاتلا…»

بعد منتصف الشهر السادس، بدؤوا باستخدام نوع جديد من الصواريخ المضادة للدروع وقذائف محلية الصنع، تطلق عند انفجارها دخانا ذو رائحة كريهة وتسبب سيلان في الأنف وحرقة في البلعوم والعينين، الرائحة تشبه رائحة الكلور، والأمر الوحيد الذي بدأنا نفكر فيه وكنا مستعدين له أنهم سيضربوننا بالسلاح الكيماوي وبصدق اعتقدنا إننا سنموت بذاك السلاح.
مرت الأيام وكل يوم بالنسبة لنا دهرا، لما نعانيه من جوع وعطش وفقد لأبطال عز نظيرهم، كان عددنا ينقص بشكل يومي من شهداء وجرحى، وكان غذائنا وعزاؤنا الوحيد.. المحافظة على الذخيرة التي نملكها فهي المخلص الوحيد من سكاكين هؤلاء الرعاع، فإما أن نقتلهم برصاصنا أو نقتل أنفسنا كي لا يذبحوننا، فكل يوم هناك هجوم جديد وأسلوب يختلف عما قبله حتى أصبح النوم حلما نحلم به.
وفي يوم من أيام شهر تموز ونحن نستقبل خيوط الفجر الأولى بعد ليلة عنيفة من القتال، أدخلوا عربة “BMP” مفخخة بـ 6 طن من المتفجرات إلى مقبرة الشهداء يقودها انتحاري كويتي.
فدخل بها حوالي 50 مترا من الجهة الجنوبية، لكن والله أبى الشهداء وهم في قبورهم إلا أن يدافعوا عنا، وأدخلوا الرعب والهزيمة إلى قلب ذاك الخائن ففجر نفسه في أطراف المقبرة، كان انفجارا هائلا لم نشهده من قبل ما أحدث نوعا من الارتباك بين العناصر المسؤولة عن تأمين حماية السور الجنوبي للمطار لفترة بسيطة، كانت كافية لمجموعة من المرتزقة لاحتلال السور.
وبدأت من جديد معركة طاحنة استمرت حتى الثالثة عصرا فقدنا خلالها 6 شهداء أبطال، واستطعنا استعادة السيطرة على الوضع بشكل كامل، وتم قتل ما يزيد عن 400 من هؤلاء المرتزقة بمساندة سلاحي الجو والمدفعية، وتم تدمير عدة آليات ومراكز تجمع لهم.
بعد هذه المعركة دخل نوع من اليأس إلى نفوس بعض أبطالنا بسبب العدد الكبير من الجرحى وعدد الشهداء الذي تجاوز 140 شهيدا، وبأنه ليس هناك أمل في النجاة.
ولكن وبصدق كان حب الدفاع عن أبطالنا الجرحى والإصرار على متابعة طريق الشهداء الذين قدموا دمائهم وتعانقت أجسادهم مع تراب المطار أقوى من اليأس، فبقي الإصرار على متابعة الصمود في وجه هؤلاء المرتزقة، مع أنه في أي من العلوم العسكرية وأصول المعارك الحربية نحن خاسرون، فلا مجال للمقارنة بين عددنا وعددهم أو عتادنا وعتادهم وطبيعة حياتنا وحياتهم.
لكننا كنا نتفوق عليهم وعلى أسيادهم بعقيدة صلبة لا يمكن لها أن تلين أو تنكسر، تفوقنا عليهم بمحبة تراب هذا الوطن والاستعداد الدائم للتضحية في سبيل عزة وكرامة سوريا.
بالعودة إلى تسلسل الأحداث، فبعد ذلك اليوم استمر قصف المطار واستهداف الدبابات بالصواريخ الحديثة، وفي شهر واحد فقط، تم إعطاب سبع دبابات وإصابة طواقمها بحروق بليغة ولم يبقى لدينا سوى ست دبابات بذخيرة لا تتجاوز 50 قذيفة، وبالأساس كان هناك نقص في طواقم الدبابات وكنا نتساعد مع بعضنا في العمل عليها.
في تاريخ 5/8/2013 صباحا، وفي الساعة الخامسة بدء قصف عنيف على المطار بقذائف الهاون والدبابات ومدفع عيار 57 ومدفعية ميدان لمدة نصف ساعة دون توقف، مع رشقات طويلة من الرشاشات المتوسطة والثقيلة ودخلت عربة “BMP” مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات من الجهة الجنوبية، وقد قام أحد أبطال المطار باستهدافها بقذيفة RBG7 ما أدى إلى انفجارها بشكل كامل وتبعتها عربة أخرى وخلفها مجموعة من العناصر الانتحارية أيضا تم حرقها بقذيفة دبابة قبل أن تصل إلى هدفها.
وبدأت معركة من أشرس المعارك، بدأت بهجوم من جميع جهات المطار وبشكل هستيري تحت تغطية نارية هائلة بالرصاص والقذائف، وشاهدنا أعدادا هائلة من العناصر المسلحة تحاول التسلل إلى داخل المطار بأشكال وألبسة مختلفة، فمنهم من كان يرتدي اللباس العسكري الأمريكي ومنهم من يرتدي لباس الوهابيين وكنا نرى السيارات من بعيد وهي تحضر الإمدادات من سلاح وذخيرة وعناصر، وتقوم بإخلاء القتلى والجرحى.
كان عدد من يشارك في الهجوم علينا يتجاوز 4000 إرهابيا، بينما كان عدد الذين يدافعون عن المطار لا يتجاوز 70 مقاتلا…
عربي برس

» الهجوم الكيماوي استثمار إسرائيلي غربي إقليمي
» تقرير الأمم المتحدة حول الهجوم الكيماوي في سوريا: 25 سؤالاً
» أساطير الشمال.. مسير عسكر منغ في المجهول إلى «جلبل»
» مصدر عسكري: لهذه الأسباب قررت الميليشيات الهجوم على مطار حلب
» زعيم سوري كردي يقول ان الاسد ليس المسؤول عن الهجوم الكيماوي