جديد إغتيال «اللقيس».. من هم الذين ضغطوا على الزناد!
عبدالله قمح – الحدث نيوز
لا تزال الغيوم ملبّدة فوق سماء التحقيقات المتعلّقة بإغتيال الكادر في حزب الله الشهيد حسان اللقيس أمام منزله في منطقة “الحدث – السان تريز” قبل أسابيع. التحقيقات وضعت فوق دائرة من السرّية وما رشح عنها هو القليل.
حزب الله لا يؤمن بنظريّة وقوف جماعات تكفيريّة خلف إغتيال اللقيس، هي تبني هذا الاعتقاد على المعلومات والمعطيات وتاريخ العدو بملاحقة كوادر المقاومة وليس آخرهم اللقيس، هي تبني المعلومات ايضاً على النشاط الإسرائيلي المرتفع في لبنان، خصوصاً بعد دخول الحالة التكفيرية ربوعه، فإسرائيل تُحاول الإستفادة من هذه الحالة لتعزيز نشاطها العدائي بهدف دق الاسافين بالنعوش، أي تحاول التحرّك تحت ضجيج التكفيريين للصق الأمر بهم وإبعاد الشبه عنها، وحرف أي إتهام يُطاولها نحو “البيئة السلفية” المزعومة.
منذ اليوم الأول علم حزب الله بأن المُنفّذ، المُخطّط، والذي ضغط على الزِناد هو العدو الإسرائيلي، إن عبر عُملائه في الداخل، أو عبر وسيلة أُخرى. علمت “الحدث نيوز” ونشرت في تقرير منذ أسبوع ونيّف تقريباً بأن طائرات إستطلاع حلّقت بكثافة يوم إغتيال “اللقيس”، إستغلّت يومها الإنشغال الإعلامي بمقابلة السيد حسن نصرالله التلفزيونيّة، كان أغلب المتابعين يظنون انّ “الثوران الإستطلاعي” الصهيوني مردّه لظهور “السيد” على التلفزيون، ولكن هذا النشاط كان هدفه “اللقيس”، حيث لعب العدو لعبة التلطّي خلف مقابلة السيّد لإغتيال اللقيس، حيث ساندة تلك الطائرات المجموعة التي نفّذت العمليّة في تلك الليلة المظلمة.
تفيد معلومات “الحدث نيوز” عن وجود “غرباء” في مسرح الجريمة، أي دخول يد إسرائيلية إلى لبنان لتنفيذ العمليّة، كون العدو يريد إغتيالاً نظيفاً، يُراقبه عن كثب، ويُريد تحصيل ثماره، يريدون إغتيالاً كإغتيال الشهيد عماد مغنية في دمشق والشهيد المبحوح في دبي، إغتيال تقف مباشرةً خلفه اليد الإسرائيليّة عبر مجموعاتها النخبويّة عالية التدريب، والمخصّصة لمثل هكذا عمليات.
تقول معلومات موقعنا بأنه ثمّة إعتقاد داخل جهاز أمن المقاومة كما الإجهزة الأمنية اللبنانيّة التي تعمل في التحقيقات بأن مجموعة من شخصين أو ثلاثة، إسرائيلية الصنع والمنشأ، دخلت الأراضي اللبنانيّة عبر مطار بيروت الدولي ووصلت إلى مكان آمن لها بقيت اياماً أو ليالي، أخذت أسلحتها المراد إستخدامها لتنفيذ العمليّة، ذهبت للتنفيذ فور جهوز المعطيات بتغطية جويّة من طائرات الإستطلاع، وصلت إلى مسرح الجريمة عبر وسيط لبناني بكل تأكيد على علم بالمنطقة. وصلت إلى المكان الهدف، تربّصت بالشهيد اللقيس، عند مشاهدته أطلقت عدّة رصاصات من نوعية خاصة من سلاح عيار 9 ملم إستقرّت في صدره ورأسه، غادرت فور الإنتهاء عبر الوسيط إلى “المنطقة الأمنة”، وبعد حين غادرت الأراضي اللبنانيّة عبر المطار ايضاً!.
بالتأكيد لم يدخل هؤلاء بجوازات سفر إسرائيلية. أحصت الأجهزة اللبنانية عدّة محاولات سفر أو دخول بجوازات سفر مزوّرة في المطار، دخل عدّة عملاء لبنانيون إلى الداخل عبر جوازات مزوّرة، أيضاً دخل لبنان الضابط الإسرائيلي “الحنان تلنبوم” الذي إعتقلته المقاومة عام 2002، أيضاً وأيضاً غادر الإستراليون المتهمون بإغتيال الشهيد رفيق الحريري لبنان إلى أستراليا نجوزات سفر مزوّرة (حسب التحقيقات الدولية التي عادت وأخفت هذه الحقائق) ا إذاً فخرق الداخل اللبناني بهكذا أشخاص محتمل. تقول أوساط للـ “الحدث نيوز” بأن الأجهزة الأمنية اللبنانيّة تُدقّق بأوراق وجوازات سفر الذين دخلوا لبنان قبيل العملية بأيام أو أسابيع، وغادروه بعد تنفيذها بأيام علها تجد الخيط الأبيض من الخيط الأسود، إلى أنه، والحديث للأوساط، فإن نظرية “اليد الإسرائيلية التي ضغطت على الزناد” مرجحة بأعلى نسب كون أن العمليّة نُفذت بطريقة إحترافية ودون أي أخطاء وفي وقت قياسي والأهم بأرضية نظيفة، أي أن مسرح الجريمة كان نظيفاً من أي ثغرات أو شبهات.
طريقة الإغتيال المحترف هذه نُفذت في أيران ضد العديد من العلماء النوويين الإيرانيين، الذي تعرّض قسماً منهم إلى نفس الأسلوب وذات طريقة الإغتيال التي نُفذت بحق “اللقيس”، وأيضاً عبر عناصر عالية التدريب، قسماً كبيراً منهم قادم من خارج الأراضي الإيرانيّة، أي إسرائيليون دخلوا الأراضي الإيرانيّة بهدف القيام بالاغتيال النظيف، على ما يُفيد موقع “الخبر برس” في تقرير سابق نُشر قبل أسبوع.
إذاً، إسرائيل ضغطت على زناد السلاح الذي إغتيال الشهيد اللقيس، بمعنى أوضح، عناصر إسرائيلية مدرّبة من وحدات مختصة بعمليات الإغتيال هي التي ضغطت الزناد، فكان إغتيال كادر عالم من علماء المقاومة، يقف خلف الانجازات الجويّة من طائرة مرصاد مروراً بأيوب ووصولاً ربما لأفضل منها.