حذر من حرب مدمرة.. باتريك سيل: هناك دولاً تشن على سوريا "حرب في الظل"
18/08/2012
شوكوماكو | وكالات
قال باتريك سيل الكاتب والصحفي البريطاني أن منطقة الشرق الأوسط تواجه خطراً كبيراً من اندلاع حرب قد تكون عواقبها مدمرة على دول المنطقة وشعوبها.
وفي مقال نشرته صحيفة "الحياة"، رأى الكاتب سيل أن إسرائيل والولايات المتحدة تشنان "حرباً في الظل" ضد إيران كما تشن مجموعة من الدول "حرباً في الظل" ضد سوريا بينما تشن القوى العظمى "حرب ظل" ضد بعضها بعضاً ومن شأن شرارة واحدة إشعال فتيل الحريق.
وقال الكاتب سيل: "يبدو أن بعض الدول العربية غير مدركة أنها تتصرف لمصلحة الصقور الإسرائيليين والأميركيين الذين يحلمون بإعادة تشكيل المنطقة بهدف إخضاعها لمشيئتهم فقد دفع الطموح نفسه المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إلى غزو العراق وتدميره على أمل إضعافه على الدوام" مشيراً إلى أن حمى الحرب الإسرائيلية الحالية تقوم على كذبة كبيرة مفادها أن إيران تشكل "خطراً وجودياً على الشعب اليهودي".
وقال سيل "إن اسرائيل ترغب في أن تحظى بهيمنة عسكرية مطلقة فهذا هو المراد من ذلك كله وبأن تحظى بحرية ضرب إيران أو أي بلد آخر يجروء على تحديها من دون أن تتعرض للرد ولا ترغب في أن تكون أي دولة في الشرق الأوسط أو أي حركة قادرة على حماية نفسها الأمر الذي يفسر عدائيتها تجاه حركات المقاومة التي صمدت في وجه المحاولات الإسرائيلية لتدميرهما والتي ترفض أن يتم تخويفها".
وأكد الكاتب سيل أن إسرائيل تسعى بجهود حثيثة لإسقاط محور الممانعة الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله والذي شكل خلال السنوات الأخيرة العقبة الفعلية الوحيدة أمام الطموحات الإسرائيلية والأميركية لكن يجب أن يدرك العرب أن تدمير هذه العقبة يعني ترك الفلسطينيين يواجهون مصيرهم المأساوي وتعريض دول الخليج لضغوط وهجمات إسرائيلية وأميركية محتملة في المستقبل.
وأضاف سيل إن"الحرب في سوريا مهما كانت كارثية تعد مؤامرة فرعية تصب في إطار نزاع أوسع الهدف منه هو إضعاف سوريا وتقطيع أوصالها وشل حلفائها".
ورأى سيل في ختام مقاله إنه يجب على السعودية وحلفائها في دول الخليج أن تشترك مع إيران في بناء منظومة أمنية جديدة للمنطقة من دون أي تدخل خارجي بدلاً من الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل في تدمير إيران وسوريا وفي حال عملوا مع بعضهم يمكن أن يوفروا على المنطقة خطر اندلاع الحرب في المنطقة ويجب أن يدرك العرب أن الحرب الإقليمية بقيادة إسرائيل توشك على حرمانهم من "الاستقلال الهش والحقيقي" الذي نجحوا لغاية اليوم في الحفاظ عليه.