قدري جميل لتوب نيوز: رياض حجاب لم يكن مطروبا كثيرا باتجاة الشرق و مشغليه الاساسيين انهوا دوره

قدري جميل لتوب نيوز : رياض حجاب لم يكن مطروبا كثيرا باتجاه الشرق ومشغليه الأساسيين أنهوا دوره. إعداد وحوار: شارلوت القاضي
	في لقاء خاص لتوب نيوز مع د.قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية - وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك - رئيس هيئة الاستثمار.تناول الأوضاع السياسية والاقتصادية في ظل الظروف التي تمر بها سورية فكان الحوار التالي: كيف ستنعكس نتائج مؤتمر طهران الذي عقد أول أمس الخميس 2012.08.9 على مستوى السفراء وتحت عنوان التحضير لمبادرات الحل السياسي في سورية على العالم وعلى سورية؟ أعتقد يمكن أن نسمي مؤتمر طهران بمؤتمر أصدقاء سورية الحقيقين ونتائجه من حيث الحضور ومن حيث البيان فاقت التقديرات الأولية، فقد حضره 30 دولة وكان المتوقع 12وهذا مؤشر بالمجتمع الدولي أي يوجد إنزياحات، ومؤتمر أصدقاء سورية بالأرقام التي كان يمثلها هي ليست نهائية بل يمكن تعديلها، وأن الهيمنة الأمريكية الغربية على المجتمع الغربي في طور انكسار وتراجع. من حيث القرارات فالحديث من جهة عن منع التدخل الخارجي بأشكاله المختلفة هو شيء هام وضروري، ومن جهة أخرى أعتقد أن القرارات التي تقوم بالحل السياسي والمصالحة الوطنية ودعوة الدكتور علي حيدر كوزير مصالحة وطنية على أساس أحد نتائج المؤتمر من أجل الحضور إلى طهران لاستمرار التباحث حول هذا الموضوع هذا كله مؤشرات هامة تقول أن الحل بسورية، وإن كان الظرف يتطلب من الجيش أن يأخذ مواقف حاسمة اتجاه الأعمال المسلحة التي تستهدف بنية الدولة والمدنيين.ولكن هذا لا يعني أبدا تأجيل الحل السياسي، والبعض يحاول تفسيره بهذه الحال بأنه فقط حوار مع أناس لا يريدون الحوار بينما الواقع اليوم يؤكد أن هناك انزياحات هامة في بنية الوعي في المجتمع و الدولة لأن الحل المستند فقط إلى استخدام القوة من هذا الطرف أو ذاك أعتقد أنه قد وصل إلى خواتمه أي أن الحسم مستحيل بالمعنى العسكري النهائي ، من الممكن أن تحقق الدولة نجاحات بالمعنى العسكري عندما تستخدم الجيش بشكل صحيح وأن لا يصاب المدنيين بضرر (أقل الخسائر) الممكنة وهذا يجب أن يكون فقط تمهيد للوصول لحل، وليس الحل بحد ذاته لأن الحل النهائي السياسي هو المصالحة الوطنية التي تعني أن تقبل جميع الأطراف ببعضها البعض ليس من أجل بقاء كل طرف على مواقفه السابقة وإنما من اجل أن يجرى النقاش ومن ثم التوافق على طاولة الحوار حول مستقبل سورية. نحن مختلفون على البنية الاقتصادية، والسياسية، الإجرءات الاجتماعية، هذه المواضيع ألا يمكن حلها عبر النقاش؟ أعتقد اليوم الدخول بالنقاش والحوار يتطلب جرأة سياسية وشخصية أكثر بكثير من جرأة حمل السلاح واستخدامه. كيف يمكن إجراء الحوار والمصالحة الوطنية في ظل استمرار دعم وتمويل وتسليح الميليشيات المسلحة؟ أعتقد الخارج والغرب خاصة والأمريكان تحديدا لايريدون حل المشكلة السورية، الغرب اليوم يريد استمرار الاشتباك بهدف استمرار نزيف الدم السوري لخلق حالة محددة في سورية ليصبح فيها عمليا إبقاء سورية واحدة موحدة موضوعيا صعب، لذلك الهدف بالموقف المنافق الأمريكي الذي أحيانا يتكلم عن حل سياسي وأحيانا يتكلم عن استنكاره لقدوم مسلحين من الخارج، ولكن بالواقع العملي هو يدعم عملية استهداف سورية عبر تمويل وتسليح المسلحين وتوريدهم بكميات كبيرة إلى سورية. الموقف الأميريكي موقف منافق، ولكن أعتقد أن الأمريكان لم يعد لديهم إمكانية أن يحققوا تدخلا مباشرا كما استطاعوا إليه سبيلا في العراق وليبيا لذلك يجب أن نستفيد من هذه اللحظة (استبعاد التدخل المباشر ) لكي نجعل ميزان القوى الداخلي حاسما بحل المشكلة السورية، وأعتقد أن القوى العاقلة الموجودة بالنظام والموجودة بالمعارضة يمكن أن تتفق على إيجاد حل، ويجب أن تتفق على إيجاد حل لأنه بنهاية المطاف وبسبب تعقيد العمليات الجارية بالبلاد ،إذا استمر الوضع هكذا ليس النظام سيستهدف بل البلاد والمجتمع السوري ، ويصبح وجود سورية كوحدة جغرافية للسوق السياسية موضع تساؤل، من هنا أهمية الذهاب إلى حوار، مؤتمر طهران عندما تكلم باقتراحاته لهدنة لثلاثة أشهر (هذا هام جدا)، والهدنة تعني إمكانية البدء بالحل السياسي، وأنا اعتقد أن الهدنة أصبحت ضرورية، لأن اليوم بعض المناطق منكوبة ومعزولة عن العالم الخارجي. الاقتصاد السوري اليوم ليس مشكلته وجود أوعدم وجود بعض المواد الأساسية الضرورية لحياة المجتمع، وإنما مشكلته الأساسية هو طرق وصول هذه المواد إلى أصحابها بسبب انقطاع الطرقات بسبب الأوضاع الأمنية، لذلك من أجل حل القضايا الإنسانية ،وحل القضايا المرتبطة بمشاكل الناس، فعلا مطلوب هدنه من أجل مرور كل شي له علاقة بالحياة من مازوت وطحين وغاز إلخ.. هذا كله أصبح مقطوع في بعض المناطق بسبب الوضع الأمني ووجود المسلحين. فقط بسبب انقطاع الطرقات وانعدام الأمن أم بسبب آخر كالعقوبات الاقتصادية؟ العقوبات الاقتصادية تمنع وصول المواد من الخارج، ولكن اليوم في سورية كمية من الغاز تكفي استهلاكها لأكثر من أربعة أشهر، وهناك كمية من المازوت تكفي لاستهلاكها ايضا لأكثر من أربعة أشهر ولكن مشكلة إيصال هذه المواد من الموانئ والمستودعات أصبح صعبا جدا، من جهة أخرى المصافي أصبحت مهددة بالتوقف لأن الفيول موجود في مستودعاته ولكن لا يمكن إيصاله بسبب الأوضاع الأمنية. ومحطات الكهرباء مهددة بالتوقف بسبب نقص الفيول، يوجد فيول ولكنه لايصل، لذلك نرى مفارقات هائلة في الوضع الاقتصادي اليوم،هدنة لثلاثة أشهر تسمح لخطوط الاقتصاد الوطني أن يعمل لحين من أجل إمداد المواطنين بالحاجات الأساسية، لذلك مؤتمر طهران لم يقدم تصورا شاملا ومبدئيا صحيحيا وإنما قدم اقتراحا عمليا و كل الأطراف لها مصحلة اليوم في هذه الهدنة، وعند توقف القوات المسلحة يمكن البدء بالحديث عن حل. السؤال هنا هل يمكن للمعارضة أن تلتزم بالهدنة؟ هل من ضمانات؟ المعارضة ليست طرفا واحدا، المعارضة أطراف هناك أطرافا ليس لديها رغبة بالالتزام ، والأطراف التي ليس لديها رغبة بالالتزام هي خارجية، من هنا فكرة الهدنة لثلاثة أشهر إذا صدرت بقرار دولي سوف تكون ملزمة للجميع، والدولة لها كامل الحق بالتصرف في حال خرقت الهدنة هنا أو هناك، وهذا يحتاج لمرجعية دولية كي تضمن تنفيذ هذه الهدنة. المؤتمر الإسلامي الذي سيعقد في جدة وبمشاركة إيران هل هو لإبرام صفقات معينة وخاصة أن الجامعة العربية قررت عقد اجتماع طارئ في جدة؟ أعتقد أنه بالنسبة للخارج عبر زيادة تدخله غير المباشر بالفترةالماضية، ونتيجة وصول الحلول العسكرية المستقطبة من الخارج، موضوعيا ينفتح الأفق اليوم للبحث عن حل سياسي ، وأي حل سياسي اليوم هو المصالحة الوطنية، من هنا إذا جاءت الوفود العربية غدا باتجاه المصالحة الوطنية وتسهيل الأجواء للوصول لحكومة وحدة وطنية دون شروط مسبقة تكون قد فهمت الواقع الجديد و أرادت أن تتكيف معه، وإذا ذهبت لمزيد من التصعيد فهي عاجلا أم آجلا ستأتي إلى هذا الحل الذي يتحكم فيه العقل. إذا كيف تقرأ زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى تركيا قبل اجتماع وزراء خارجية العرب في جدة ؟ "حيرتنا كلينتون" الصحفيون الغربيون الأوربيون والأمريكيون كانوا موجودين بالبلاد وتحدثوا عن وجود الإرهابين من البلدان الأخرى، غير سوريين وغير عرب وخطفوا صحفيين غربيين ، وبعض الصحفيين أجبروا حكوماتهم لإجراء تحقيق حول وجود إنكليز في صفوف المسلحين، بالتالي الرأي العام الغربي حساس يضخ به كمية هائلة من الأكاذيب، ولكن عندما يفشلون فهم مضطرين أن يقوموا بإجراء تعديل للوضع، لذلك تصريحات كلينتون عن وجود مسلحين هدفها سد الثغرات التي سببها بعض الصحافيين المحايدين الموضوعيين الذين تكلموا عن وجود إرهابيين أجانب في سورية، ولكن هذا معناه من جانب آخر الخط الأساسي للأمريكان لم يتغير حتى الآن، فهم يعملون على الخطين، من جهة هم ليسوا ضد الحوار واتفقوا مع الروس في جنيف حول هذا الموضوع. هم يريدون حوارا يستطيعون من خلاله فرض إملاءاتهم ووصايتهم باستخدامهم نتائج الوضع على الأرض. في ظل هذه التطورات على سورية كيف تقرأ استقالة كوفي عنان سيما وأنه أقر في رسالته للأمم المتحدة بأن المعارضين المسلحين هم من يتحملون مسؤولية تصعيد النزاع في حلب؟ إنها احتجاج على سلوك الغرب الذي وافق على تعيينه كموفد دولي أممي كحل توافقي مع الدول الأخرى المؤثرة وفعليا على الأرض عطل مهمته، وبالتالي استقالته كانت بمثابة قذف قفازه في وجههم ليقول لهم "مليت منكم عم تكذبوا طول الوقت" وأنه لم يعد متابعة هذه المهمة التي زجه الغرب بها، "ظننت أنكم تريدون فعلا حلا ولكن تبين أنكم تريدون أن تستخدموني كغطاء من أجل استمرار أعمال التدخل غير المباشر بسورية" موقفه كان شريفا جدا وأراد أن ينزع عن نفسه مسؤولية تعقيد الأوضاع بسورية التي يقوم بها الغرب. أي هي رسالة احتجاح ما بين السطور. ماهي النتائج التي خلصت بها زيارتك لموسكو وكيف ستتبلور على أرض الواقع سيما بعد رفض رياض حجاب رئيس الحكومة السابق على نتائج ماجاءت به هذه الزيارة؟ زيارتنا لموسكو ضمن سياق استراتيجي عام للحكومة السورية هو التوجه شرقا، والتوجه شرقا ليست قضية آنية وليست عابرة بالنسبة لنا عمليا تعني القطيعة غربا. نحن كبلد من البلدان التي كانت تعتبر من المستعمرات القديمة للغرب والتي بقيت ضمن إطار السوق الرأسمالية العالمية بما تحتويه من تبادل غير متكافئ صارخ جدا وظالم جدا اليوم أتيحت لها فرصة تاريخية أن تفلت من هذه السوق ومراكزها التي تعاني من أزمة عميقة وقبضتها تضعف على الأطراف هذا من جهة، ومن جهة ثانية الأزمة السورية بحد ذاتها، وإغلاق المنافذ السورية للاستيراد والتصدير عبر العقوبات لاتترك خيارا آخر لسورية غير الذهاب شرقا لحل الأزمة وليس فقط لحل الأزمة نذهب شرقا لأننا نرى بالشرق ككل - وهنا نعني بالشرق كمعنى سياسي- فالشرق هو روسيا الموجودة بالشمال، والشرق هو الصين الموجودة في الشرق، والشرق هو فنزويلا وأخواتها الموجودة بأمريكا اللاتينية الموجودة بأقصى الغرب، الشرق هو بمفهوم سياسي وليس جغرافي أي مجازي. الذهاب شرقا يعني حل معضلة تاريخية لها علاقة بالنمو والتنمية في بلداننا التي كانت لا تتحقق بسبب معادلة التبادل اللامتكافئ مع الغرب لذلك الإفلات من هذه السوق والذهاب إلى العلاقات الثنائية مع أمثالنا المضطهدين تاريخيا من قبل السوق الرأسمالية العالمية يفتح آفاقا كبيرة جدا لتطورنا اللاحق، من هنا أملى علينا الذهاب شرقا ليس فقط بسبب الأزمة الحالية، وأيضا لاعتبارات الاستراتيجية البعيدة المدى، هذا أولا. ثانيا: الروس كأصدقاء يدعموننا سياسيا وكذلك أصدقائنا الآخرين الإيرانيين والصينيين يقولون لنا نحن مستعدون لتقديم كل الدعم الاقتصادي المطلوب لكي تصمد البلاد في ظل الحصار، المشكلة أننا كنا غير جاهزين لاستقبال هذا الدعم في ظل الحصار لأن الحصار يغلق عمليا الخطوط المصرفية التاريخية التقليدية ويغلق خطوط النقل بسبب شركات التأمين التي تمنع البواخر والنواقل كلها البرية والبحرية والجوية التي تتحرك باتجاه سورية ، لذلك لا غنى لنا عن الاعتماد على أصدقائنا لحل هذه المعضلات، واتفقنا معهم على طرق وآليات تسمح بإجهاض كل هذه العقوبات، نحن للأسف خلال الفترة الماضية لم نقم بكل ما علينا بهذا الاتجاه تأخرنا قليلا. والسبب أن المنظومة السياسية للحكومات السابقة لم تكن مصدقة بأن فترة العقوبات والحصار ستكون جدية و طويلة المدى، وبالتالي لم تتحرك بهذا الاتجاه أي كان هناك مشكلة بنيوية بالتفكير والرؤية، والسبب الثاني: ببنية جهاز الدولة يوجد قوة فرملة اتجاه إحداث انعطافات جديدة أيا كانت هذه الانعطافات. فجهاز الدولة بطبيعته البيروقراطية ينحو على التقليدي والعادي والذهاب إلى مناهج جديدة بالنسبة له قضية مزعجة ومربكة ولا يتحرك باتجاهها إلا بشق الأنفس و"بالدفش"، فهي عملية عدم رغبة بالذهاب نحو الجديد وعدم الجرأة بتحمل المسؤولية باتخاذ قرارات جديدة نوعيا. السبب الثالث هو الفساد، لأنه كمنظومة مرتبط بالسوق الرأسمالية العالمية ومصالح محددة، أصبح يوجد لوبيات بالسوق وبجهاز الدولة ليس لها مصلحة بتغيير أشرعة التوجه من أجل السير مع الرياح الجديدة، رياح الشرق التي ستغلب حتما رياح الغرب لأن هذا سيقضي على مصالح هائلة تقدر بمليارات الدولارات تتراكم سنويا في جيوب الغرب ومن يمثله بالداخل من وكلاء، بالتالي هي معركة لها طابع اجتماعي وسياسي، قوى الممانعة للتوجه شرقا قوى كبيرة بالمجتمع، وقوى العادة والتقليد صعب عليه التكيف مع الجديد.وبنهاية المطاف جهاز الدولة دائما محافظ لايحب التغيير يحتاج لدفع، واليوم الحاجة تدفع بهذا الاتجاه. رياض حجاب كرئيس حكومة سابق لم يمكث كثيرا في الحكومة "لا أعتقد أنه كان مطروبا كثيرا باتجاه الشرق" وأعتقد أن مشغليه الأساسيين -لأنه كان مرتبط منذ زمن بجهات محددة- رأوا لا يمكن الاستفادة منه كرئيس حكومة، لمنعه من التوجه شرقا وبالتالي نشأت مفارقة أنه أتى لتنفيذ وظيفة معينة ولا يمكنه تنفيذ هذه الوظيفة، من هنا سقطت الحاجة إليه وبالتالي تحول لمفرقعة إعلامية للإستفادة منها، حتى هذه المفرقعة لم تعمل كما مراد لها، لأن اجتماع مجلس الوزراء الاستثنائي بعد غيابه ببضعة ساعات أفشل عمليا كل محاولات التجييش الإعلامي بأجواء اللاوضوح التي كانوا يريدونها أن تسود أفشلها عمليا. والآن نسوه. إذا هنا تقودني إلى سؤال عندما استلم رياض حجاب الحكومة كانت حكومة أزمة، هل جاء لتكريس هذه الأزمة؟ إذا أردنا أن ندرس تاريخيا طريقة عمل الأعداء بنا، هم يفتحون ثغرات ويختلقون المشكلة ويأخروا حلها، وأعتقد أن هذه هي كانت مهمته ،وعندما رأوا توجه الحكومة ضمن التوجه السياسي الجاد ذاهب نحو الشرق، وستحارب الفساد أصبح هو بالنسبة لهم شاهد على عملية لا يريدونها. إذا هو ورقة سقطت قبل أوانها؟ نعم لأن مشروعه غير قابل للنجاح والمشروع الآخر مشروع بناء سورية المتجددة و الجديدة هو المحكوم بالانتصار. فقالوا له انتهى دورك. هل أنت متفائل برئيس الحكومة الجديد د. وائل الحلقي؟ وائل الحلقي لم أتعرف عليه إلا خلال أسابيع قليلة، انطباعي عنه أنه نظيف السمعة شخصيا، بينما رئيس الوزراء السابق كان هناك حديث عن فساده السابق منذ أن كان في دير الزور لماذا لم يظهر هذا على الإعلام والإعلان عن هذا الفساد؟ هذه مشكلة الإعلام لم يتحدث عنه ولا حتى الإعلام المعادي لم يتكلم عنه. لندع الإعلام جانبا ألم تكن هناك دراسة معينة قبل توليه هذا المنصب أين كانت هذه الدراسة حين استلم؟ طالما أنك تقول كانت لديك معلومات (طرطشات إعلامية) عن فساده؟ أنا سمعت "طلطشات" إعلامية وليس لدي الأجهزة ولا الإمكانية لأرجح صحة هذه المعلومات، ولكن الآن التدقيق أثبت هناك الكثير من المسائل كان يجب البحث فيها ، ليس المهم مجيء رياض حجاب بل يستدعي التفكير العميق لكي لا يتكرر الخطأ ثانية. بوجود رياض حجاب برئاسة الحكومة ربما كان هناك تحديات تواجهها كيف استطعت التغلب عليها؟ لا أستطيع القول أنني تغلبت على التحديات وأن النجاح في وقت قصير قد تحقق، ولكنني أقول أنه لم يستطع أن يقوم بدوره الوظيفي لذلك سحب. أقول بأنه ذهب لأنه حوصر، والذي انعكس بالبيان الحكومي الذي قرأه هو شخصيا بعنوانين كبيرين: الأول التوجه شرقا والثاني مكافحة الفساد. وتحت هذين العنوانين كنا نقوم بإجراءات تنفيذية على الأرض، ومن هنا أقول الإرادة السياسية العليا أقرت هذين العنوانين. أكثر مايستطيع حجاب فعله في هذه الحالة هو تأخير هذه العملية وليس منعها. إذا أراد منعها علنا فسوف يحاكم لذلك ممكن أن يعرقلها بتأخيرها زمنيا، أكثر من ذلك لا يستطيع أن يفعل ، إذا يوجد قرار ويوجد تنفيذ، الوزارة ليست رئيس بل مجموع البنية كلها هناك نواب و وزراء، وموضوعيا يوجد شئ على الأرض يجب أن يتم. إذا أين ترى الأزمة السورية سياسيا واقتصاديا الآن أقصد (مراحلها)؟ الأزمة الاقتصادية تعقدت بسبب الأوضاع الأمنية والعسكرية المستجدة وفعلا مطلوب الحل أكثر من قبل لأنه إذا لم يجر فالأزمة ستتعقد وسيتضرر جميع السوريين ، بمن فيهم المعارضة ، مافي مازوت مافي غاز مافي كهرباء، وبعد قليل سيصبح صفر كهرباء في حلب إذا استمر الوضع في حلب بهذا الشكل، يجب أن تجرى إجراءات فعلية من أجل الحل الإقتصادي، من هنا ضغط العامل الاقتصادي يجعل الحل السياسي يقترب من التحقيق أكثر فأكثر لأنها تثبت أنها الحل الوحيد للمشكلة بشقيها السياسي و الاقتصادي، رغم تعقيد الأوضاع أرى أننا مقدمون بعد فترة من الزمن القصير لأسابيع وأشهر قليلة مقبلون على انفراج بالمعنى السياسي أساسه وعنوانه الحوار الوطني الذي ينعكس إيجابيا اقتصاديا. هل ترى أنه مازال باستطاعة سورية النهوض اقتصاديا واجتماعيا بعد كل هذه الحرب الكونية التي تمارس على سورية أتكلم إعلاميا وتسليح ودعم وتمويل للمجوعات الإرهابية و عقوبات اقتصادية؟ أعتقد وبكل بساطة فقط علينا القيام بكل ما يجب أن نقوم به، من جهة إذا استطعنا أن نوجد آليات وأدوات التفاف على العقوبات وهي سهلة لأنها عقوبات أحادية غير شرعية، نستطيع عمليا أن نعمل بنية تسمح لنا عمليا بخرق هذا الحصار الذي قيمته تساوي الصفر، وخاصة أن أصدقائنا الدوليين الموجودون في دول البريكس يمثلون نصف العالم سكانيا، وحجم كبير من الناتج العالمي، لدينا أصدقاء كثيرون ولم نستفيد من إمكاناتهم بالشكل الكافي. باعتبارك رئيس هيئة الاستثمار ماهي خطتكم لجلب وتشجيع الاستثمار في سورية في ظل هذه الظروف؟ الاستثمارات الجديدة بالدرجة الأولى يجب أن تكون داخلية وأقول من جهة أخرى الفساد الكبير خاصة يسبب فاقد اقتصادي كبير، ومحاربة الفساد يمكن أن تكون مورد أساسي للاستثمار اليوم ويمكن أن يؤمن التنمية والنمو اللاحق. التعويل على الاستثمارات الخارجية يجب أن لا يكون مركز الثقل لسياسة الحكومة، والاستثمارات الخارجية تأتي باقتصاد قادر على العطاء. وإذا استثنينا الوضع الأمني الذي سنخرج منه آجلا أم عاجلا، وذهبنا لوضع سليم أمنيا، اقتصاديا تأتي الاستثمارات عندما تأتي عملية الريع، لذلك الاستثمار الداخلي يجب أن يضرب المثل ويرفع إمكانية الاقتصاد السوري حتى يحقق ريعية للاستثمار عندها يأتي الاستثمار الخارجي.عندما يرى إمكانية تحقيق ربح والربح يمكن أن يحقق عندما يكون هناك اقتصاد وطني سليم، وأعتقد أننا بإمكاناتنا الذاتية قادرين على تحقيق ذلك. أنشئت مؤخرا وزارة المصالحة الوطنية برئاسة الدكتور علي حيدر للتظلم والشكاوى هل قدمتم إليكم أية شكاوى؟ أنا لا أوافق أنها وزارة للتظلم والشكاوى، هذه الوزارة كما شرح البيان الوزاري مهماتها كبيرة، أولا مهمتها حل قضايا المهجرين التي تمس اليوم مئات الآلاف من السكان، ومهمتها حل قضية التعويضات بشكل عاجل واستطاعت اليوم أن تنتزع قرارا يفيد بإعطاء المهجرين من بيوتهم تحت ضغط المسلحين سلفة قبل عملية تقدير الأضرار لكي يبدأوا بترميم ما تضرر، ومهمتها بحث قضايا المفقودين والمعتقلين، ويعمل الدكتور علي حيدر بشكل واسع على هذا الملف وهذه الوزارة بنهاية المطاف مهمتها المحاسبة وأخيرا الوصول إلى الحوار، فالتشكي والتظلم هو جزئي وفردي بحالات معينة وهو جزء صغير من عمل الوزارة، بينما عمل الوزارة استراتيجي وكبير وهو عنوان الحكومة الحالية وفي بيان الوزارة عمليا أفرد عنوان كبير ومساحة كبيرة لقضية المصالحة الوطنية. إذا هي تؤتي ثمارها على أرض الواقع؟ سوف تؤتي ثمارها أكثر فأكثر كلما استطعنا أن نوقف المواجهات والأعمال المسلحة لأنها عمليا هدفها إزالة آثار المواجهات وهذه الإزالة ستخلق جو من التهدئة يذهب باتجاه المصالحة التي تمنع المواجهة مستقبلا. في إطار الاقتصاد السياسي: تقول أن الاقتصاد السوري لن يتعافى إلا بضرب مكامن الفساد الموجود، ماهي الآداة العملية والفعلية التي تطرحها أو تتعامل معها الآن لذلك؟ كما يتبين على أرض الواقع خريطة الفساد والفاسدين كبيرة متشابكة معقدة وهي موجودة بالدرجة الأولى بجهاز الدولة، الفاسدون موجودون بالمجتمع لكنهم يستندون على منظومة داخل جهاز الدولة ، وهؤلاء بجهاز الدولة خاصة الذين يشغلون المواقع الثانية، يعني معاون وزير يبقى 20 سنة يبرأ ست أو سبع وزراء، يعلم كل تلافيف الوزارة ودخلاتها ودهاليزها، ومرتبط بعلاقات مع وزارات ثانية ويعلم كيفية عمل النظام ويلعب بالقرارات، ويختلق أوضاع مصطنعة وبيربح من خلالها واستثناءات، هذه منظومة يجب تفكيكها. على أرض الواقع قمت بجولات ميدانية مثل أماكن توزيع مادة الغاز والمازوت وغيرها هل استطعت أن تحد من هذه المشاكل؟ استطعنا نسبيا أن نحد منها ولكن لا يمكن إزالتها إلا بتوفر عاملين إضافيين: الاعتماد على جهاز الدولة فقط لا غير في حل مشكلة الغاز هو وهم وقبض للريح، إذا لم تقوم الناس أصحاب العلاقة الذين يستهلكون الغاز بتنظيم خاص لتقوم بالتسيير الذاتي للدفاع عن حقوقهم ويد�'عوا على الذين يقومون بالتلاعب بلقمة عيشهم مستحيل أن تحل هذه القضية. مثلا: في قدسيا قدموا شكوى خلال شهر أن موزع الغاز الرسمي في المنطقة يقوم بإخفاء عبوات الغاز، قمنا باتصال مع المؤسسة الاستهلاكية في قدسيا وقلنا لهم ضعوا 50 عبوة يوميا في المستودع و قلنا للشباب الذين يشتكون شكلوا لجنة شعبية أهلية من المنطقة ونظموا الدور وتأكدوا من أن المؤسسة الاستهلاكية نفسها تقوم ببيع 50 عبوة، وتبيع بنفس السعر الرسمي، وأعلمونا عم يجري. لذلك يجب إبداع شكل جديد من التنظيم الأهلي الشعبي والمجتمعي للدفاع عن حقوق الناس، فلا يجب انتظار الصدقة والمنية من الدولة لكي تحل المشكلة ، يجب مراقبة جهاز الدولة لأنها أمارة بالسوء إذا لم يراقب من قبل المجتمع، لذلك أنا حريص على إيجاد أشكال التنظيم المجتمعية التي تراقب جهاز الدولة وتعطي إنذارات مبكرة عن أي خلل موجود. إذا هذه النقطة الأولى التي عملنا على حلها ، لغاية الآن يوجد عينات جيدة من هذا الموضوع يجب تعميمها والإعلام يجب أن يعمل عليها. النقطة الثانية بموضوع الغاز هي توفير الكمية المطلوبة كان لدينا نقص فظيع، الآن أصبح لدينا كميات كافية لعدة أشهر، نحن نستورد نصف احتياجنا من الغاز من الخارج ونتيجة العقوبات أصبح لدينا مشكلة في موضوع كميات الغاز، وبعد تأمين كميات الغاز أصبح لدينا مشكلة ثانية وهي مشكلة النقل الداخلي بين المرافق ومناطق التوزيع. كلمة أخيرة: لا يمكن حل مشاكل البلاد دون تدخل نشيط وفعال وإبداعي للناس على الناس في كل أماكن السكن والعمل أن يجدوا وأن يصنعوا أشكال تنظيمهم وتسييرهم الذاتي للدفاع عن مصالحهم، إبقاء جهاز الدولة والانتظار من جهاز الدولة أن يقوم بصنع المعجزات هو خطأ كبير يرتكب، الناس يجب أن يأخذوا المبادرة، ويشكلوا أشكالهم التنظيمية الذاتية ،عندها أعتقد يمكن أن نعمل تلك الشبكات المجتمعية القادرة على حماية مصالح المواطن وإبقاء جهاز الدولة تحت الرقابة الدائمة لأن الفساد استشرى فيه ويجب الردع ولا يمكن ردعه إلا بطريقة المبادرة الشعبية، وأنا لدي الثقة أن الناس لديها بإبداع الناس وقدرتهم على اختراع أشكال جديدة ومتوافقة مع الظروف الناشئة لحلحلة الأمور التي نعيشها.

» الفرزلي لتوب نيوز : موقف الرئيس سليمان من سوريا غير موضوعي وغير محايد
» حكومة سفر عملت بلا بيان و حكومة حجاب تحتاج لبيانين واحد من رئيسها وواحد من قدري جميل ؟
» هلال لتوب نيوز : الوضع الأمني بحلب في تحسن والكتائب الحزبية تشارك الجيش في عملياته
» النائب عصام خليل لتوب نيوز
» مصدر بالخارجية الروسية ينفي" لتوب نيوز" تصريحات بوغدانوف حول سوريا