تحليل استخباري اثبتت الوقائع فشل التقديرات الاستخبارية المعادية بشأن الرئيس الاسد وهرم القرار العسكري السوري حيث تمكنت القيادة السورية من استخدام ستار كثيف معتم من الخطط المتدحرجة الناجحة بصد الهجمات العسكرية والاستخبارية والدبلوماسية والاعلامية ولهذا نجد ان جميع مراكز الدراسات والابحاث والصحف العالمية والقنوات الفضائية لازالت تتناول الموضوع السوري والرئيس الاسد بشراهة وجميع ما تقدمه اسرائيل من معلومات وعناوين كيدية رئيسية لطبيعة النظام السوري وشخصية الرئيس بشار الأسد. بائت بالفشل الذريع فالدسائس والمكائد الاسرائيلية انتقلت الى الداخل الصهيوني نفسة وقد فشلت الأجهزة الاستخبارية الاسرائيلية والأمريكية في تقدير العمر الزمني للنظام السوري، وهذا الفشل في التقديرات تسبب في سقوط ضحايا عدم التدقيق السليم في المعلومات، واستبدل العديد من المسؤولين في اجهزة استخبارية اقليمية ودولية لفشلهم في تقديم المعلومة الصحيحة للمستوى السياسي الذي اصبح بحالة من التخبط الرئيس الأسد وصناع القرارمعه تمكنوا من استخدام ستار كثيف معتم، وأخفوا ملامح ومفاصل الخطط الحقيقية المعاكسة. والاهم في المعادلة ان من حمى الشعب السوري هو الجيش ومن حمى الرئيس هو الشعب المتمسك بسوريتة وهو ما شكل صفعة قوية للخطط الاسرائيلية والامريكية والسعودية القطرية والتركية . ان الجيش السوري والاجهزة الامنية بسوريا مارست خطة نزف العقول بالاختراقات والمصائد الكامنة على طريقة فتح واغلاق الطرق على المسلحين حيث تم القاء القبض على العديد من رموز قيادات ومجموعات اجنحة القاعدة والاخوان. اضافة الى خلايا موسادية ارتبطت خيطيا عبر محطات خارجية في تركيا والسويد وبرلين الخ. وكانت تعمل منفردة وقد استطاعت الاستخبارات السورية اختراق العديد من هذه الخلايا الصغيرة وعلى الارض غنمت الاستخبارات السورية كميات من الاسلحة الامريكية والفرنسية والاجهزة التقنية الاسرائيلية واستطاعت تفكيك شيفرتها سوريا وكنز المعلومات سوريا تمتلك العديد من الخرائط المعلوماتية لتنظيم القاعدة الذي بدا ظهورة في مالي والمغرب والجزائر وليبيا وحتى في اوروبا فالتقديرات ترى التحديات الخطيرة التي تتربص بهذة الدول في المرحلة القادمة.فالهجرة المعاكسة للمسلحين من الاراضي السورية بدأت بعد مدة من الاحداث بسوريا وجدت امريكا وفرنسا وبريطانيا وشمال افريقيا ان الزمن لا يلعب لصالحهما ولابد من رؤية استراتيجية جديدة وهي إدارة الصراع»، بدلاً من حله بعدما يئسوا من صلابة و قدرة النظام السوري على إخماد المؤامرات بالداخل السوري ، ومؤخرا قام تنظيم القاعدة خلسة بتهجير النواة الاساسية الى المناطق التي انطلقوا منها اصلا.. » لتحويل مسارهم ». فتداعيات ما يجري في سوريا سيكون لها تبعات إضافية على الأمن المغربي عندما يعود المقاتلون المتطرفون إلى وطنهم. و يحاول بعض العائدين إقامة خلايا جديدة في المغرب، و الانتقال إلى مشاريع في الساحل، و تجنيد أشخاص في الصحراء الغربية وهذا ما يثير قلق الملك المغربي من دون شك،وقد اثبتت الوقائع ان الممالك العربية غير محصنة من مسألة المقاتلين الأجانب والعائدين من سوريا الدول التي ارسلت المخربين الارهابيين وغضت الطرف عنهم ستتضرر بشكل قاسٍ جدا بالمرحلة القادمة الأمر الذي أوقع جميع هذه الأطراف بالكثير من الأخطاء السياسية، عندما رفعت سقوفها السياسية وأوهمت الرأي العربي والدولي بتهويل الاحداث بالذات حول الكيماوي والرئيس بشار الاسد وتحريك الصواريخ من سوريا الى حزب اللة الخ فكل أساليب الخطط المتدحرجة نحو سوريا بائت الفشل ، و في نهاية المطاف نجح الدولة السورية في البقاء رغم قسوة الهجوم المتواصل ، حيث العمل الدبلوماسي كان نشطا ومميزا واداء الجيش السوري كان مبهرا والفعل الاستخباري المهني كان مميزا بجدارة ويشهد له من ذوي الاختصاص فقد تمكن من اختراق المجموعات التي استجلبت لسوريا والاهم ان الجيش السوري صمد بالبحر والجو والارض وفرقة كانت ولا زالت عالية في وضع الخطط بالتقدير والتخمين ومن ثم الاطباق على المسلحين بطريقة التوالي والتوازي والمعلومات حول الاداء السوري بات حديث الصالونات السياسية والغرف الأمنية الاستخبارية على المستوى الاكاديمي العسكري وبالفعل اصبح هذا الاداء يدرس بكلية نانكين العسكرية بالصين اما عن القيادة السورية في راس الهرم العسكري والاستخباري فهي لا تظهر على الوسائل الاعلامية ولا تبذر بالتصريحات وهي لا تحتاج بريقا ..ونجومية وبالفعل هذا ما اغاظ اعداء سوريا خصوصا الاستخبارات الغربية والاسرائيلية فهي تتدفق يوميا بالتصريحات واوقعت نفسها بالتناقضات المفرطة فتصريحات العدو الاسرائيلي كانت دوما متعجرفة واستعراضية ومليئة بالضجر ، بل كانت فاشلة بالزمان والمكان إن دول العالم الغربي وبعض الدول الإقليمية وقيادتها ستضطر إلى التعامل مع القيادة السورية من جديد، من أجل المساعدة على استئصال هذه المشكلة القاعدية والتي ظهرت على السطح في منابتها ؟؟ علما ان هنالك العديد من الدول الغربية والعربية كانت على اتصال بالقنوات السورية لتبرئة نفسها من ما يجري بالداخل السوري وطلبت تزويدها بالمعلومات حول مخططات الارهابين في بلدانهم وحواضنهم كما أن الولايات المتحدة ادركت متؤخرة ان قطر والسعودية وتركيا كانوا يعملون باجندة مخالفة للتحالف بل خرجوا عن المتفق علية وهذا ما واجهة الرئيس اوباما من توبيخ في مجلس الشيوخ حيث تم وضعة بالزاوية الحرجة بعد مواجهتة بالاسئلة الحادة حول العلاقة مع الاخوان المسلمين والقاعدة والتخبط بالملف المصري والسوري وبعد عقد مشوار طويل من اللقاءات الثنائية مع إدارة الرئيس الروسي بوتين قررت امريكا الخروج من هذا الوضع السوري بأقل الخسائر للمصالح الأمريكية، حيث اصبحت الادارة الامريكية تدرك ان الدول الراعية لغرف العمليات التابعة للجهات المساندة والممولة للعصابات الإرهابية في سوريا تم اختراقها من عدة جهات بل وقعت في فخ الازدواجية والانفلات في تنظيم القاعدة ومشتقاتة و تراجعت في الانتصارات وفقدان السيطرة على مواقع حيوية كانت عصابات الإرهاب قد تمكنت من السيطرة عليها واحتلالها مؤقتا ، ومن ثم تمت استعادتها بجهود الجيش العربي السوري وهو صاحب المبادرة، ومن هنا كانت عملية العمليات الكيدية في خان العسل والغوطة الكيماوية وتبعها عملية الهجوم على بلدة معلولا في استعراض كان من نتائجة تأزيم الموقف وانقلب السحر على الساحر على ادوات التأزيم السعودية وقطر وتركيا واسرائيل والى مزيد من الحرج بالعلاقات الدولية وأن ما تخوفت منه الجهات الراعية للعصابات الإرهابية، وحاولت تبديده أو تأجيله على الأقل قد بات أمراً واقعاً على الأرض، وقيادة صناع القرار السوري وضعت الموقف السياسي للولايات المتحدة ودول أخرى في وضع صعب للغاية ومؤزوم على طاولة العمل السياسي التي أعلنت موسكو أنها ستنصبها لتستقبل عليها من يرغب بحلول سياسية حقيقية للأزمة السورية والملخص كان نهج الرئيس الأسد مليئاً بالتحدي والإصرار بل أغلق الباب أمام أية آمال وتمنيات بسقوط الدولة السورية ونظامها الحاكم، خصوصا قوة المنطق وقوة قانون القوة تغلبت على قانون شريعة الغاب وكان ذالك بالهجوم المعاكس دوما في مراحل شهدت انتقالاً في زمام المبادرة من أيدي الإرهابيين وداعميهم إلى أيدي صناع القرار السوري ولم يعد بمقدور الحكومات التي سارعت إلى الانضمام للمشروع الأمريكي الصهيوني الجديد في الشرق الأوسط تسويق مواقفها أمام الرأي العام، ولم تعد قادرة على طمس الهوية الحقيقية لمن حاولت الولايات المتحدة ودول كقطر والسعودية وتركيا ترويجهم وتسويقهم على أنهم «محاربون من أجل الحرية»!! بل اثبتت الوقائع ان الحرية كانت لتنظيم القاعدة و للسلفيين والاخوان وللمطاردين الفالتين من الافارقة والشيشان والمطاردين من الدول العربية وقد زجوا بهذا الفعل عبر دهاليز السعودية وقطروالخليج برعاية المخابرات الامريكية والبريطانية والان باتت دوائر الاستخبارات العربية والغربية تهرول مستجدية سوريا، فهم يريدون من القيادة السورية المساعدة لكبح جماح القاعدة ؛ وللكشف عن الهرم التنظيمي ومخططات القاعدة وقياداتها التي فرخت في افريقيا والمغرب العربي وفي اوروبا وحتى في فرنسا ولا زال مسلسل كشف المستور جاريا،. 3-10-2013 العميد فايز منصور |