السعوديّة خسرت «الجائزة الكبرى» في سوريا وحزب الله لن يُعطيها جائزة

السعوديّة خسرت «الجائزة الكبرى» في سوريا وحزب الله لن يُعطيها جائزة ترضية

السعوديّة خسرت «الجائزة الكبرى» في سوريا وحزب الله لن يُعطيها جائزة 316005

[rtl]الضغوط الخليجية على حزب الله لن تؤدي الى اي نتيجة، سواء عبر التهديد بمعاقبة الشيعة وغير الشيعة المقربين من الحزب في الخليج، أو من خلال رفع سقف الحملة المنظمة عليه في الداخل اللبناني، او من خلال رفع وتيرة «الحرب» الامنية ضده، فكل هذه الاجراءات لن تجدي نفعا، وأي رهان على خروج مقاتلي الحزب من سوريا جزء من «احلام اليقظة»، هذا ما تعرفه المملكة العربية السعودية، وهذا ما تدركه جيدا قوى 14 اذار. ولكي يفهم الجميع «الرسالة»، تقول اوساط مقربة من المقاومة ان حزب الله ابلغ من يعنيهم الامر في الداخل والخارج ان قراره الحاسم غير القابل للمساومة هو ان لبنان لن يكون جائزة «ترضية» للسعودية بعد خسارة «الجائزة الكبرى» في سوريا، واي محاولة تفاوضية للوصول الى حل للازمات السياسية الراهنة على الساحة اللبنانية يجب ان تأخذ بعين الاعتبار موازين القوى الحقيقية على الارض، واذا كان الحزب غير راغب في الوقت الراهن، ان يدفع الطرف الاخر ثمن رهاناته الخاطئة، وليس في اجندته «الغاء» او «عزل» احد، فهو بطبيعة الحال لن يقبل ان يفرض احد شروطه عليه، وأي محاولات للتذاكي ستصطدم بمواقف صلبة تتجه تصاعديا حتى الوصول الى تسمية الاشياء باسمائها، في ظل القرار السائد راهنا لدى الحزب بعدم التصعيد المباشر مع السعودية، رغم الحرب المعلنة من قبل المملكة على المقاومة. وبحسب تلك الاوساط فان استنتاج الحزب لم يات من فراغ، لان عودة «الروح» الى بعض قيادات 14 اذار، و«الصراخ العالي» الذي بات يسمع من جديد من قبل هؤلاء، رغم «النكسة» السورية، يعود بكل بساطة الى قناعة مبنية على معلومات تفيد بان المملكة العربية السعودية عادت لترمي بثقلها على الساحة اللبنانية لتعويض ما خسرته على الساحة السورية.[/rtl]

[rtl]وثمة معلومات جدية يتم تداولها بين مسؤولي تيار المستقبل تنقل عن الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري قوله، ان المملكة تعتبر التسوية الاميركية -الروسية حول سوريا بمثابة «سابع من ايار» جديد لكن هذه المرة على الساحة السورية. اي بمعنى اخر، هو «قلب للطاولة» على مصالح السعودية من «بوابة» دمشق، وهذا الامر ساهم فيه نفس اللاعبين الاقليميين والدوليين، فمحور المقاومة صنع الحدث وواشنطن تنصلت من حلفائها وتركتهم في العراء، وهذا ما حصل تماما عام 2008 في بيروت حين تركت واشنطن السعودية ومن معها في لبنان لمصيرهم، ونأت السفارة الاميركية في بيروت بنفسها واكتفت بمراقبة الاحداث، دون اي رد فعل جدي يوقف انهيار الحلفاء.[/rtl]

[rtl]ولعل اكثر المؤشرات تعبيرا عن المأزق السعودي في سوريا تضيف الاوساط، فكان هروب مجلس الوزراء السعودي من اصدار موقف واضح ينتقد علنا التسوية الاميركية -الروسية للسلاح الكيميائي السوري، رغم ادراك الرياض ان الرئيس اوباما «باعهم» على طاولة الرئيس بوتين، الا ان كبار المسؤولين السعوديين فضلوا عدم انتقاد الموقف الاميركي، والاكتفاء بتبني مثير «للشفقة» للحملة «الذكية» والمؤثرة التي نجح فيها النظام السوري قبل عامين من خلال ابراز دور المجموعات «التكفيرية» على الارض، وهو امر وجد له صدى مهما في صناعة الراي العام الغربي. وجاء بيان الحكومة السعودية متأخرا نحو عامين ليحذر الغرب من ان بقاء الاسد سيشجع المجموعات «المتطرفة» في سوريا!. أمر مثير للسخرية برأي اوساط ديبلوماسية عربية، فهذا الكلام يدل على «قصور ذهني» حاد وترويج «لبضاعة» كاسدة لن تجد لها الرياض سوقا لتسويقها . فاذا كان هذا الامر تهديدا مبطنا للغرب، فان الاستخبارات الغربية تعرف تماما من يدير هذه المجموعات ولا يبدو انها تكترث بمصير هؤلاء طالما ان النظام يعمل على القضاء عليها، وهي تواصل استنزاف القوات السورية، وبات واضحا للعيان انها تراهن على الفوضى السورية وتريد لها ان تطول لانها تحقق اهدافها الاستراتيجية. اما اذا كان التهديد بقصد اثارة الرأي العام الغربي ودفعه لتأييد تغيير النظام السوري، فهذا الهدف بات صعب المنال الان لان «صيت»المعارضة سبقها الى الرأي العام الغربي، وغياب الاسد عن المشهد بات يثير قلقهم اكثر من بقائه، خصوصا ان السعودية لم تنجح حتى الان في تقديم «كرزاي» جديد يدير شؤون سوريا بعد اسقاط النظام.[/rtl]

[rtl]كما تبين ان الرئيس باراك اوباما لا يكترث الا باستطلاعات الراي الاميركية التي تشير الى ان الازمة السورية تحتل المرتبة الخامسة في اهتمام الاميركيين، واكثر من 65 بالمئة لا يريدون اي تدخل عسكري سواء كان بريا او جويا. والاهم من ذلك فقد اكتشف بنفسه ان غالبية أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لم يعرفوا عما كان يتحدث عندما اراد قبل اسبوع استمزاج ارائهم حول التدخل العسكري في سوريا واحتمالات التصويت في الكونغرس، وامضى المسؤولون الاميركيون في البيت الاييض ساعات طويلة لشرح طبيعة الازمة وتداعياتها، وأسباب اهتمام الرئيس المفاجىء بتلك الحرب التي لم يتكبدوا عناء متابعة فصولها عبر وسائل الاعلام. هذا الاحباط السعودي سيترجم برأي تلك الاوساط على الساحة اللبنانية، مزيدا من التصعيد الخليجي ضد حزب الله وهو امر سيستمر طالما بقي التحالف «الرباعي» يدير مقاليد الحكم في السعودية، ويضغط على دول مجلس التعاون الخليجي لتبني سياسيات اكثر تشددا لمحاصرة «النفوذ» الشيعي في المنطقة. وهذا التحالف يتكون من الامير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات الذي يتولى الامن الخارجي والملفات السورية والايرانية، والعراقية، والامير محمد بن نايف وزير الداخلية الذي يشرف على الامن الداخلي، والامير متعب ابن عبد الله رئيس الحرس الوطني ونجل الملك عبد الله الاكبر، وخالد التويجري رئيس الوزراء الفعلي غير المعلن ورئيس الديوان الملكي. وهؤلاء باتوا مقربين جدا من الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهذا التحالف يحضر لانتقال الحكم في المملكة بشكل سلس للجيل الثاني بعد تراجع دور واهمية الجيل الاول بشكل تدريجي. وما لم يحصل تغيير جذري داخل المملكة وفقا «للنموذج»القطري، أو من خلال تفتح قنوات اتصال جدية مع طهران، الراغبة في اعادة وصل ما انقطع مع السعودية، فان الصراع مرشح لان يطول ويزداد دموية في سوريا والعراق، ويبقى الوضع اللبناني مفتوحا على كافة الاحتمالات. وفي المقابل تضيف الاوساط لن يتوانى حزب الله عن توسيع مشاركته في الدفاع عن المقاومة في سوريا، فثمة نقاط جرى تثبيتها من خلال الاتفاق الروسي – الاميركي اهمها ان الرئيس الاسد لن يخرج من السلطة، والتدخل الغربي بات بحكم المؤجل، وهذا يسمح بتحقيق المزيد من الانجازات الميدانية على الارض والوضع الراهن يشبه كثيرا ما بعد فشل المبادرة العربية عام 2011 حينما شن الجيش السوري حملة واسعة ضد معاقل المسلحين في بابا عمرو في حمص، وتم استرجاع ذلك الموقع الاستراتيجي، والان كل المؤشرات تؤكد ان حملة عسكرية انطلقت لاستعادة اكثر من منطقة حيوية، وهي لن تتوقف قبل استعادة ريف دمشق ومناطق السلسلة الشرقية المحاذية للحدود اللبنانية.[/rtl]

[rtl]أما الضجة المثارة من قبل نواب زحلة «وتوابعهم» حول سلاح «الاشارة» التابع للمقاومة، فتبدو مثيرة «للشفقة»، وخارج سياق «التاريخ»و«الجغرافيا»، وهي تشبه الحملة المنظمة حول الامن الذاتي، لان ما يدركه هؤلاء جيدا ان حزب الله اصبح في واد اخر، ولن يصل صدى صوتهم اليه، وكل ما يقومون به يدخل في اطار معادلة «انا اتكلم اذا انا موجود».[/rtl]

[rtl]الديار[/rtl]

» هل تتخلى إيران وحزب الله عن سوريا بعد الضربات الاميركية ضد «داعش»؟
» هل تتخلى إيران وحزب الله عن سوريا بعد الضربات الاميركية ضد «داعش»؟
» تفاصيل مشروع القرار السعودي الذي يستهدف سوريا وحزب الله
» «تجمع عشائر أهل السنة العسكري» في سوريا لقتال الجيش وحزب الله!
» القومي وحزب الله: الحل في سوريا سياسي وللكف عن دعم المجموعات المسلحة