هل تتخلى إيران وحزب الله عن سوريا بعد الضربات الاميركية ضد «داعش»؟الخبر برس – خاص
تشخص عيون العالم في هذه الأيام نحو سوريا والعراق، كيف لا ومصير العالم يحدد هناك حيث مراكز الارهاب المختلفة التي خلقتها أميركا وحلفائها في المنطقة، أميركا أم الإرهاب، عبارة رددنها كثيرا في لبنان ابان الاحتلال الاسرائيلي بقناعة منا ان الارهاب بشتى أنواعه هو صناعة أميركية غربية لاحداث الفتن في الدول العربية، وبالتالي فان “الدولة الاسلامية في العراق والشام” هي تنظيم ارهابي اميركي بالدرجة الأولى.
بعيداً عن هذه المقدمة والتي باتت معروفة عند فئة كبيرة من الناس، قدمت أميركا نفسها ومن خلفها الدول الغربية وتعهدت بإزالة ما يسمى بتنظيم داعش من الوجود بحجة ان هذا التنظيم هو خطر كامن لكل دول العالم دون استثناء.
لعل أميركا باتت اليوم مقتنعة بدور حزب الله وايران في سوريا من حماية للمقدسات من جهة أو من ناحية حماية بلادهم من جهة أخرى، حزب الله الذي لم ينكر يوماً دعمه للنظام السوري وعلى رأسه الرئيس الدكتور بشار الأسد، أكد ان دخوله في الحرب الدائرة بسوريا ليس فقط للدفاع عن النظام السوري الممانع والمقاوم بل هو وبالدرجة الأولى لحماية لبنان وشعبه.
أما إيران، فدورها لا يقل أهمية عن دور حزب الله بالدفاع عن سوريا كدولة قوية وقادرة ومناهضة للسياسة الاميركية، إيران الدولة الاسلامية النووية القوية هي اليوم من أبرز الدول القادرة على اتخاذ القرارات العالمية التي تغير مسار المنطقة.
راهنت أميركا وحلفائها على اضعاف الدولة السورية وبالتالي اضعاف كل من حزب الله وسوريا وذلك من خلال نشر الفكر التكفيري في المنطقة، إلا ان آمال الدولة العظمى لم تكن على قدر الاحلام وذلك بعد ان اصبح هذا التنظيم يشكل تهديداً خطيراً لأميركا بالدرجة الأولى وبذلك انقلب السحر على الساحر، فبعد ان كانت اميركا الممول لداعش أصبحت الآن الدولة الأولى المحاربة له.
يتساءل الكثير حول امكانية ضرب أميركا لحزب الله في سوريا على أساس ان جناحه العسكري هو منظمة ارهابية أيضاً، وعليه تساءل الكثيرون هل ستتخلى إيران والى جانبها حزب الله عن سوريا بعد الضربات الاميركية لداعش؟
ان الفكر الذي يحمله حزب الله وإيران وسوريا هو الفكر المقاوم الرافض للذل والخضوع، وبحسب ما يؤكد مصدر مقرب من حزب الله لـ”الخبر برس” فإن اميركا وحلفائها لا يمكنهم حتى التفكير بضرب مواقع حزب الله في سوريا أو في أي مكان آخر، إذ انه في هذه الحالة سيحرق حزب الله ومن خلفه ايران وسوريا المنطقة، لأن سوريا المعقل الأخير فإذا سقطت سقطت معها المقاومة، وهذا ما يؤكد قوة العلاقة القائمة بين الثلاثي المقاوم حزب الله وايران وسوريا، ان الرهان على تفكك هذا الحلف ما هو إلا حرب نفسية ومسرحية هزلية”.
ولعل ما قاله اليوم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن “الدعم الأميركي للمعارضة السورية لن يغير المعادلات على الأرض لأنه لم ينقطع طيلة الأزمة وأن الجميع يعلم أن أميركا وإسرائيل هما من أنشاتا تنظيم داعش” هو خير دليل على ان ايران وحزب الله وسوريا دائما حلفا واحداً في مواجهة الارهاب.