سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: خاص: هل أصبحت سوريا تابعا لروسيا و إيران ؟ الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 1:40 am | |
|
خاص: هل أصبحت سوريا تابعا لروسيا و إيران ؟
ينظر بعض المحللين الى الواقع السوري وعلاقاته مع ايران و روسيا على أن النظام السوري بقي و صمد بسبب الدعم الروسي و الايراني و بأن تخلي ايران وروسيا عنه سيعني سقوطه. بالمحصلة ينتج عن هذه المقاربة أن النظام السوري هو الحلقة الأضعف في هذا المحور السوري - الروسي – الايراني, بل يقوم بعض المحللين و الكتاب باعتبار أن النظام السوري أصبح تابعا لروسيا و إيران. هل هذا حقيقي ؟ حتى يمكننا من تحليل الواقع الحقيقي لعلاقة النظام السوري مع حلفاءه علينا تحليل واقع هذا التحالف: أولا: من يحتاج الاخر أكثر ؟ سوريا تحتاج ايران و روسيا ؟ أم أن إيران وروسيا تحتاجان سوريا ؟ للاجابة على هذا السؤال علينا الاجابة على سؤال اخر : لماذا يحتاج السوريون روسيا و ايران ؟ الجواب: لأن النظام السوري انتهج خطا مقاوما ضد اسرائيل و أمريكا فقط لاغير. ولو أنه عقد اتفاقية سلام مع اسرائيل و تخلى عن المقاومة لما كان بحاجة الروس و الايرانيين, كان سيحوز على الرضا الغربي و الامريكي و ستتدفق عليه الاستثمارات الخليجية و الغربية من كل حدب وصوب.. عمليا فإن النظام السوري يدفع ثمن تحالفه مع الايرانيين و الروس و يعاني بسبب هذا التحالف, وكان باستطاعته في أي وقت بالأمس و اليوم و غدا فك هذا التحالف و بالتالي تخلصه من جميع المشاكل الذي تسببه له مواقفه الوطنية و القومية والتي اعترف شمعون بيريز اليوم أن النظام السوري يدفع ثمن رفضه السلام مع اسرائيل. نعم.. النظام السوري بحاجة حليفيه القويين فقط لأنه قرر أن يكون نظاما عروبيا مقاوما و لكن.. لماذا يحتاج الايرانيون والروس النظام السوري ؟ كما أسلفنا سابقا فإن النظام السوري يستطيع التخلي عن حلفاءه في حال قرر الانسحاب من محور المقاومة, ولكن الروس والايرانيين لا يمكنهم التخلي عن النظام السوري لأن خسائرهم الاستراتيجية عندها ستكون غير محتملة و لنبدأ بروسيا: 1- يحمي النظام السوري المصالح الاقتصادية الروسية المرتبطة بالأمن القومي الروسي عبر رفضه مد خطوط الغاز من قطر الى تركيا ومن ثم أوربا مما سيسحب البساط من التحكم الروسي بأوربا عبر السيطرة على تغذيتها بالغاز وهو أمر بالغ الأهمية للأمن القوم الروسي و بالتالي فإن سوريا حاليا تحمي الأمن القومي الروسي. 2- تحولت روسيا بسبب الصمود السوري و بسبب الانتصار السوري الى قوة عالمية مجددا ولاعب رئيسي في العالم و المنطقة. بالتالي تخلي النظام السوري عن الروس في أي اتفاق مع الامريكان سيؤدي الى مد أنابيب الغاز القطرية عبر سورية وبالتالي خسارة روسية اقتصادية و جيوسياسية كبرى, كما أنه سيتسبب بخروج الروس من المنطقة تماما و عودتهم الى الصفوف الخلفية في المشهد العالمي. باختصار سوريا هي حجر الزاوية الذي تبني عليه روسيا امبرطوريتها, بينما يستطيع السوريون التخلي عن الروس و التحالف مع الامركيين و المغريات في هذه الحالة ستكون خيالية. بالنسبة لإيران: لا تبخل إيران على سوريا بجميع أنواع الدعم: الاقتصادي و العسكري و السياسي, و هي بالتأكيد حليف قوي و موثوق و لكن ماذا تجني إيران مما تقدمه: 1- لولا الصمود السوري لضربت الولايات المتحدة إيران. نعم.. لقد قامت سوريا بصمودها بحماية إيران من ضربة أمريكية مؤكدة وهي بالتالي تكون السبب الرئيسي لامتلاك ايران التكنلوجيا النووية وقد دفع السوريون ثمنا باهضا كخط دفاع أول ورئيسي عن إيران. كيف ذلك ؟ ما يمنع الولايات المتحدة عن ضرب إيران هو أمرين: 1- أمن إسرائيل 2- موارد النفط وخطوطه في الخليج. بالنسبة لأمن اسرائيل وهو الأهم, لم يكن الايرانيين قادرين على تهديده بشكل جدي لولا السوريين.. فمن دون سوريا لتم ضرب حزب الله ومن دون حزب الله و سوريا لم يكن لايران القدرة على استهداف اسرائيل الا عبر الصواريخ البالستية و التي لن تؤدي الى تهديدات جدية لأمن الكيان الصهيوني, بسبب طول المسافة والمدة التي تستغرقها هذه الصواريخ للوصول من إيران الى فلسطين المحتلة مما يسهل عملية رصدها و إسقاطها. أما بوجود السوريين و حزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة و قدرتهم على اغراق اسرائيل بصواريخ لا يمكن التصدي لها بسبب الغزارة و قرب المسافة فهنا تختلف المعادلة و يصبح أمن إسرائيل في خطر حقيقي. كان الامريكيون يستطيعون التعامل مع التهديد الايراني باغلاق مضيق هرمز و تنفيذ اعتداءهم ضد ايران لولا الصواريخ السورية الجاهزة لدك تل أبيب. عدا عن ذلك فإن سوريا صلة الوصل بين إيران و المتوسط عدا عن أنها السبب الرئيسي لافشال المخطط الصهيوأمريكي بتحويل الصراع العربي - الاسرائيلي الى صراع عربي - إيراني. نعم... ما قدمته سوريا بصمودها لإيران هو أمر كبير و تلعب سوريا أيضا دور حجر الزاوية التي بنت عليها إيران أمنها الاستراتيجي. نعم.. ان سوريا هي حجر الزاوية لامبراطوريتين ناشئتين روسية و إيرانية ولولاها ما كان لهاتين القوتين أن تصبحا بالقوة التي أصبحتا عليها. هذا لا يعني أن سوريا خاسرة في هذا التحالف, لقد كان بامكان سوريا بالطبع تجنب الويلات التي مرت بها عبر الاتفاق مع الاسرائيليين و الامريكيين لكنها كانت ستخسر أمنها القومي و ستصبح تابعا لامريكا كما هي حال دول الخليج, السيادة السورية و الاستقلال هما ما خسرت سوريا لأجلهما كل ما خسرت وناضلت بشراسة و انتصرت, فالعلاقة مع حلفاءها الايرانيين و الروس هي علاقة تحالف مبني على احترام المصالح الاستراتيجية لكل الحلفاء تنعدم فيه التبعية, أما العلاقة مع أمريكا فهي علاقة التابع بالمتبوع و هذا ما ترفضه سوريا.
فكيف بعد كل ما تقدم يقوم بعض المحللين بالحديث عن تخلي الروس أو الايرانيين عن النظام السوري ؟ هل يمكن التخلي عن حجر الزاوية ؟ وماذا يحدث عندها ؟
لقد تخلى النظام السوري عن السلاح الكيماوي الذي يملكه خدمة لسوريا و ليس لأن الروس طلبوا منه ذلك, يعلم النظام السوري أن سقوطه يعني كارثة للأمن القومي الروسي و الايراني و كان بإمكانه رفض تسليم أسلحته الكيماوية و إجبار حليفيه بالقتال معه و إشعال المنطقة والعالم.. مع العلم أنه تخلى عن هذا السلاح وهو في موقف قوة فالكونغرس كان سيرفض توجيه ضربة لسوريا و أوباما كان وحيدا بعد أن تخلى عنه البريطانيين و الشعب الامريكي كان يرفض الضربة...
كان بامكان سوريا ان تنتظر تصويت الكونغرس فإن صوت بنعم للضربة كان بامكانها وقتها أن تطرح تسليم سلاحها الكيماوي كمهرب من الضربة.
ماذا حدث ؟ أسئلة كثيرة لن نعرف أجوبتها ولكن من المؤكد أن أمريكا قبضت الكيماوي ثمنا لتسليمها بالهزيمة في سوريا و السوريون قبضوا ثمنا للتعويض عن سلاحهم الكيماوي قد لا نعرفه أبدا و لكنه كبير بكل تأكيد.
مدير التحرير – أوقات الشام | |
|