- اول رد على ضرب سوريا تم من حزب الله "بتفجيرين " - روزانا رمّال القى اوباما بثقل حمل شن ضربة عسكرية على سوريا عن كتفيه و رماه بوجه الكونغرس الاميريكي الذي سيناقش الموضوع بعد انتهاء عطلته الصيفية حيث سيكون اوباما على موعد مع اسئلة سيطرحها عليه الاعضاء.. لا شك ان هزيمة كاميرون امام مجلس العموم البريطاني ارخى بظلاله على الشارع الاميريكي الذي بدا يتساءل لماذا تتركنا بريطانيا في هذا الموضوع تحديدا اي في موضوع شن عملية عسكرية على سوريا اي بعد 67 سنة من التحالفات العسكرية الوثيقة مع الولايات المتحدة .. سعى اوباما و يسعى الى ايجاد دعم في توجهه هذا و قد لوحظ التردد في الادارة الاميريكية الحالية الغير مالوف على الساحة الدولية خصوصا بما تمثله الولايات المتحدة من رمزية الدولة العظمى التي تخوض حروب و لا تنظر الى الخلف بغض النظر عن النتائج ...كالحرب على العراق و افغانستان ..و يلفت ايضا تردد اوباما عن استعمال صلاحياته التي يمنحه اياها الدستور الاميريكي في القيام بعمل عسكري دون الرجوع او التشاور مع الكونغرس او غيرها من المؤوسسات اذا ما راى راس الدولة ذلك مناسبا فيستحضر الخبرا السؤال الاتي : لماذا لم يستشر اوباما الكونغرس يوم عزم على اغتيال او قتل اسامة بن لادن ؟ علما ان لتنظيم القاعدة ايضا ردات فعلها التي قد تعود على الامن الاميريكي بالخطر الداهم و رغم ذلك لم يبالي اوباما ما يثير التساؤلات حول علاقة القاعدة بالولايات المتحدة و هذا حديث اخر لكن الاهم التاكيد ان الرئيس الاميريكي قادر على القيام بمفرده باي خطوة او ضربة او عملية عسكرية بمجرد ان يقرر . اذا هذه المرة هي غير كل المرات و الخطر الداهم و التداعيات هي ليست ككل مرة ولا تشبه حتى تداعيات دخول العراق و لا تداعيات دخول افغانستان و الاميريكي لم يعتد على المواجهات التي لا يعرف ماذا قد يترتب عنها و ماذا قد تكلفه او تكلف حلفاؤه و التي قد ينهزم فيها سريعا هزيمة قد تدوي فيفضل الاميريكي العدول عنها .. لا يمكن الجزم بان الولايات المتحدة تراجعت نهائيا عن القيام بالضربة العسكرية على سوريا لكن بالامكان الجزم ان فكرة شن اعتداء اصبحت اقل بكثير كثير و يمكن التماس ذلك بتردد اوباما امام اعين العالم و بالطبع فان هذا التردد غير عبثي فما هي المعطيات التي يملكها اوباما و التي تثير القلق و التي يعرفها مجلس العموم البريطاني و تعرفها اللجان المخصصة للبحث بشؤون السياسة الخارجية البريطانية و لجان الامن فبادر لرفض الضربة على سوريا على اساسها فورا. اولا : الغرب قلق من امكانية اضعاف النظام الحالي في سوريا ما يشكل فرصة لتمركز تنظيم القاعدة و تنظيم النصرة التي تقاتل بالصورة الاكثر فعالية مع المعارضة السورية في العمليات القتالية بسوريا و هذا بالجغرافيا الاخطر على اوروبا – من حيث الفصل بين البحر المتوسط و القارة الاوروبية تحديدا اي ان الخطر و التمركز كقواعد ثابتة للتنظيم اصبح اقرب . ثانيا : يخشى الغرب و الولايات المتحدة ان تمتد الحرب و تتدحرج و هم يعرفون ان حلفاء سوريا قد يدخلون الحرب بلحظة دراماتيكية فتشتعل المنطقة و يتعاظم الخطر على قواعد الولايات المتحدة الاميريكية في كل المنطقة و و يتعرقل تدفق النفط من مضيق هرمز كما يتعرقل سير انسحاب القوات الاميريكية من افغانستان بالطريقة التي تسعى اليها الولايات المتحدة اضافة الى ازمة اقتصادية خانقة قد تعرض الكيان الاميريكي برمته لتفكك خصوصا و ان الولايات المتحدة تعاني الكثير من الازمات المالية الحساسة . ثالثا و الاهم و الاكثر دقة عن الكيان الاسرائيلي ...و حزب الله ...اعتقد كثيرون ان حزب الله التزم و يلتزم الصمت حول ما يتحضر لضرب سوريا خصوصا و انه لم يصدر بيان عنه و بقي موقفه باطار الغموض المعهود للحزب لكن الحقيقة ان حزب الله كان اول المتكلمين و الاعلى صوتا و فعلا و كان ذلك في نفس الشهر الذي تصاعدت فيها التهديدات لضرب سوريا في 7 – اب – 2013 حيث عملية اللبونة الغامضة الاهداف و التي تمثلت باقدام دورية راجلة تابعة للعدو الاسرائيلي على خرق الخط الازرق في منطقة اللبونة الحدودية لمسافة 400 متر داخل الاراضي اللبنانية، واثناء تسلل عناصرها حصل انفجارين قويين لا يشبها تلك التي تنتج عن لغم ارضي عادي ما ادى الى سقوط عدد من الاصابات منها البالغة في صفوف وحدة النخبة الاسرائيلية و هي القوة الاسرائيلية الاقوى التي لا تقوم بعملية الا و هي محددة الهدف و السبب و محسوبة النتائج و كان موقع اللبونة و هو في الناقورة الساحلية وكانت العملية دليل رئيسي على ان التحضير للاعتداء على سوريا محضرا منذ وقت طويل و هي تتطلب جس نبض حزب الله و تحضيراته في هذه المنطقة تحديدا و التى تعني قربها من البحر حيث ستكون المواجهة مع البوارج الحربية و التي قد يدخل منها الجنود الاسرائيليين في حال تدحرجت الامور الى المواجهة الكبرى فلم يكن امام الاسرائيليين سوى اختبار قدرة الردع و الجهوزية في ساعة متاخرة من الليل التي يمكن ان تعتبر ثغرة في التوقيت يستطيع الاسرائيلي خرقها لكنه فوجئ برد سريع لحزب الله و مباغت ادى الى ايقاع اصابات عديدة بين جنود النخبة و قد لوحظ التكتم الاسرائيلي على العملية و هي التي كان يكلف اقل منها معارك مع لبنان لكن الاسرائيليين لملموا الامر. العسكريون يقولون ان المعلومات المتاحة تقول أن إكتشاف حزب الله لعملية التوغل الإسرائيلية وتكتمه يعنيان خرقا على أعلى مستويات القيادة أو إختراقا نوعيا مرعبا لمنظموة الإتصالات المشفرة والضيقة النطاق والمحدودة الإنتشار والعالية الجودة أو يعني منظومة رصد مبكر على درجة عالية من الفاعلية داخل الأراضي المحتلة أو تواصلا تقنيا عالي الدقة وسريع التخديم بواسطة قنوات خاصة سرية مع دول عظمى تملك السيطرة على أقمار صناعية وهذه إن صح أي منها تعني كارثة تستدعي التريث واعادة الحسابات قبل التورط في أي قرار حرب أما الأخطر في ما جمعه المحققون عن حال الدبابتين المدمرتين وحل إصابات الجنود والضباط فتقول ان نوعية التفجير غير مفسرة وليس لها سوابق لا بنوعية المواد المستخدمة ولا بتقنيات تشغيلها ولا تزال لغزا يعمل عليه المحققون لأنها تنم عن تطوير في وسائل ومعدات قتال غير متوقعة ستخرج للعلن في اي حرب قادمة اين منها مفاجات حرب تموز و الغازها اذا ..حزب الله اول المتكلمين و اول من ارسل رسالة الردع التي حملها الاسرائيلييون للولايات المتحدة الاميريكية فبدأ التخبط و لم يخفي اوباما في مقابلة تلفزيونية مؤخرا من القول انه يتدارك امن اسرائيل من اي عملية مقبلة ... كل تلك المعلومات وصلت لمجلس العموم البريطاني و عواصم القرار و ستصل الى الكونغرس الاميريكي الذي سيسأل اوباما عن اجوبة عليها ليس اولها امن اسرائيل- حيث نقلت المعلومات عن ان الجيش الاسرائيلي قام بتسريح الجنود الاسرائيلين الذين استدعوا من الاحتياط لضرب سوريا - و هي العملية الغير مضمون امن اسرائيل فيها و لا اخرها الازمة الاقتصادية الخطيرة و الشديدة الوقع .. |