لا يبشر بالخير ابدا بالنسبة للاردن و الاردنيين ان يتم اختطاف طيار من طياريها المشاركين في الطلعات الجوية ضمن التحالف الدولي على الارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة و وقوعه بيد داعش كما اعلنت الاخيرة .
لم تتطلق الحكومة الاردنية رسميا اي تعليق بخصوص مصيره مباشرة بعد انتشار الخبر سوى طلب مسؤوليها من الاعلام عدم تناقل كل ما يسيئ الى الطيار المفقود او المختطف تحت طائلة المسؤولية .
تعرف الحكومة الاردنية جيدا ان الاردن يحوي عددا كبيرا من المؤيدين الى الحركات الاسلامية و العشائر و لجماعة الاخوان المسلمين تحديدا التي قد تشكل في اي لحظة قنبلة موقوتة تستغل اي قضية لتنقض بها على الحكومة الحالية و حكم الملك عبدالله تحديدا .
الملفت انه و بعد انتشار الخبر في الاردن خرجت تعليقات ناشطين سياسيين تلوم الحكومة على دخولها الحرب على داعش او بمعنى اخر انضمامها الى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب فنحن لا دخل لنا بهذه الحرب .
هذا الكلام الذي فيه بعض من مزاج الشارع الاردني الذي يحوي عدد كبير من الاسلاميين يؤكد خطورة النسيج الاردني القابل للانفجار عند اي مناسبة خصوصا و ان التقارير الامنية اشارت الى وجود اكثر من 3000 مقاتل اردني موزعة بين داعش و غيرها من الجماعات التكفيرية التي انضمت الى القتال في سوريا و العراق و بعض منها في ليبيا و هذا دقيق و خطير جدا .
سارعت الولايات المتحدة التي تقود الحرب الدولية الى استبعاد ان يكون الطيار الاردني قد سقط بيد داعش و تبعتها الحكومة الاردنية التي تقول انه طالما لم بتم تحديد مكان الطيار و الطائرة فانها لا تستطيع ان تؤكد انه سقط بيد داعش .
اذا تحاول الحكومة الاردنية بوضوح استبعاد داعش او ربما تتمنى ذلك لكي لا يتحول الملف الى مقدمة لازمة كبيرة تطرق باب الاردن يصبح فيها السجال حول نجاعة خطوة الحكومة بانضمام الاردن الى التحالف الدولي من عدمه و بالتالي فان هذا الملف يدخل الدولة الاردنية في دوامة من غير المعروف كيف ستنتهي تداعياتها .
تنظيم داعش كان قد اعلن انه استخدم صاروخاً حرارياً لإسقاط الطائرة ونشر التنظيم الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق على مواقع تكفيرية صوراً قال إنها للطيار الأسير يحيط به عناصر مسلحون. اضافة الى نشره بطاقة عسكرية قال إنها للطيار الاردني و يدعى معاذ الكساسبة.
ليس غريبا على داعش عمليات الاختطاف لكن الغريب ان داعش المتحركة استخباريا تطرق باب الاردن اليوم من بابه العريض على الطريقة اللبنانية التي اصبح ملف الرهائن العسكريين فيها اول اهتمام الحكومة و البلاد التي وقعت تحت رحمة الارهابيين و استطاعت داعش من خلالها الضغط على الدولة اللبنانية و قسم الراي العام حولها و افشال مبادرات و محاولات للتفاوض ليتبين ان داعش اصلا لا تريد اي مبادلة انما تريد الضغط لنيل مكاسب .
فاذا كان الهدف اليوم بالنسبة لداعش الضغط على الاردن من اجل نيل مكاسب او المطالبة بخروج مقاتلين لها لدى السلطات الاردنية فهذا يعني انها تستخدم نفس الورقة التي استخدمتها في لبنان لدخول اللبعةي السياسية في الاردن و هذا اكثر ما قد يقلق .
لا شيئ يمنع ان يكون في الاردن من يريد لهذه الجماعات النائمة نفوذا رسميا و تنظيميا خصوصا بعد الضغط و الخسائر تعرضت و تتعرض له من الجانب السوري و العراقي و من جهة حزب الله و الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا و ضيق مساحة الحركة لوجستيا و عليه فان الساحة الاردنية حيث البيئة المتوفرة لتواجدهم قد تكون بيئة خصبة بعد سلسلة خسائر فهل تدخل الاردن دوامة مقايضات او مبادلات تصبح شرارة وقوع الاردن في فخ استدراجها رسميا الى مستنقع يخرج من داخله الارهاب و يتفشى بالداخل على حين غرة ضمن لعبة استخبارية محكمة ؟
كل شيء ممكن .f