نعم، اقترفت العصابات الصهيو- وهابية- الإخونجية، مجزرة جماعية أخرى فظيعة في "خان العسل" يندى لها جبين الإنسانية والعروبة والإسلام،
-بعيداً عن أي (تهويل) أو(تهوين)-، وقتلوا عشرات الأسرى بدمٍ بارد، ونكّلوا بهم ورموا بجثامينهم إلى أطراف البلدة، وصوّروا الجريمة الفظيعة وعمّموا الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، لكي يرسلوا رسالةً تقول: سوف نرتكب المجازر تلوَ المجازر، بحقّ الجنود السوريين، في الوقت ذاته الذي نذهب فيه إلى دولة (تمثال الحرية) لكي نجتمع بوزير خارجيتها، بعد أن أَعْلَمَنا (بندر بوش) أنّ كل ما نحتاجه من سلاح وعتاد سوف يصل إلينا، وأنّ كل ما نستطيع استخدامه من سلاح سوف يكون بين أيدينا، وبعد أن أَمَرنا بأن نقتل كل جندي سوري يمكننا قتله، والأفضل أن نقتلهم بعد وقوعهم في الأسر، لكي نرسل لرفاقهم رسالةً بأنّ هذا هو المصير الذي ينتظركم!!.
وليقولوا نعم، سنرتكب المجازر، طالما أنّ (سلطان المسلمين الجديد: أردوغان، وبابه العالي أوغلو) يريدان إثبات "قوّتهما" وهما ينازعان... " نعم إثبات قوّتهما" وهل هناك قوّة أقوى من قتل الناس بدمٍ بارد وهم مكبّلو الأيدي!!!.
هذه هي أخلاقيات (ثوّار سورية!!!) و (ديمقراطية محمية آل سعود!!!) و (إسْلاميّة أردوغان- أوغلو!!!) و (حريّة تمثال الحرية في بلاد العم سام !!!)
- ولكن يخطئ من يظن أنها المرة الأولى، أو قد تكون الأخيرة.. إنه تاريخ بدأ باغتيال ثلاثة من أربعة خلفاء راشدين.. مروراً باغتيال القادة الأربعة من (خلية الأزمة) في سورية وصولاً إلى مجزرة (خان العسل).. إنها حلقة افعوانية في سلسلة صراع الحقّ مع الباطل والخير مع الشر.
- ولمن يتذكر أنّ (الخوارج) اغتالوا خصومهم، تحت لافتة الدفاع عن الإسلام، بدءاً من اغتيال إمام الإسلام الأكبر (علي بن أبي طالب).. و(الخوارج) الجدد، من شُذّاذ الآفاق يحملون "رسالةً" تعمل على تحويل (سورية) إلى (قندهار).. و(دُعاة) الحرية والديمقراطية (لا يسلّحونهم!!) ولكنهم يكلّفون أذنابهم في مشيخات النفط، بالقيام بالواجب وأكثر من تسليح وتمويل وتدليل وتذليل.
- نعم، من حقّ ذوي الشهداء، أن يقولوا ما يريدون، وأن يلوموا من يريدون.
- نعم، منّ حقّ شباب سورية أن يَعْتَبُوا على من يريدون، وأن يكتبوا ما يريدون.
- نعم، من حقّ الشهداء علينا، أن ننفّذ وصيتهم، وهم يُقتلون،عندما استشهدوا، وهم يرفعون بأيديهم (شارة النصر)..
- نعم، دَمُهُم دَيْنٌ في أعناقنا، جميعاً.. وكلّ فارس منهم بألف..
- نعم، إنها حرب المصير، بين السوريين وبين أعدائهم في كل مكان.
- نعم، (الحرب) كَرٌّ وفرّ.. نَكُرّ عليهم في مئة موقعة على امتداد الوطن، ويفرّون كالأرانب .. ويَكُرُّون علينا في موقعة أو اثنتين فلا نَفِرُّ من أمامهم، بل يَصْمُد جنودنا ومحاربُونا، كالجبال، فيقعون في الأسر... ولأنّ أوصالهم ترتعد من جنودنا، حتى وهم أسرى، فيقومون بقتلهم وتصفيتهم، لعلّهم يتخلّصون من الخوف القابع في داخلهم من الجندي السوري..
- كم أنتِ مؤلمة يا (خان العسل).. ولكن ومهما كان حجم القصور والتقصير لوجستياً أو إعلامياً.. فنحن نعلم أنك لست الأولى ولا الأخيرة.. ولكن ما نعلمه، أنّ الشعب العربي السوري، قرّر الانتصار في هذه الحرب على العثمانيين والوهابيين و الإخونجيين والإسرائيليين، حتى لو ارتكبوا آلاف المجازر بحقّنا..
ومن لا يصدّق بأنّ السوريين سينتصرون، فَلْيَعُدْ إلى التاريخ، لكي يتيقّن بأنّ سورية لم تقرّر النصر، في يومٍ من الأيام إلاّ وكان النصر حليفاً لها، إلاّ وجاءت أكاليل النصر إلى عَتَباتِها.
- نعم، يمتزج الألم العظيم، بالأمل العظيم.. وآلامنا دامية للجريمة الفظيعة في (خان العسل) وللتقصير الكبير لدى بعض من لم يرتقوا إلى مستوى التحدي، في هذه المسألة أو تلك، إداريةً كانت أو تذخيريةً أو إعلامية.. ولكنها تبقى تفاصيل، مهما آلَمتْنا وأوجعتنا.. لأنّ التحدّي الأكبر هو أن ننتصر، وأن لا نقف عند الأخطاء كثيراً، بل أن نتعلّم منها، لكن نتلافى الكثير منها في معاركنا القادمة، ونحن نسير على طريق النصر العظيم.. والذي دَفَعْنَا وسندفع لتحقيقه، من دماء وأرواح أبنائنا، أغلى ما لديهم، لكي يبقى الوطن مُوَحَّداً، ولكي نحفظ سورية وبلاد الشام، مهما عَظُمَت التضحيات (لأننا كَرْبلائيون): وذلك رغم ظهور بعض " القادة" الفيسبوكيين العسكريين الاستراتيجيين الجدد، الذين يتبرعون، مجاناً ولوجه الله، لوضع خطط محكمة للجيش العربي السوري لا بل ويرسمون استراتيجية سياسية للدولة السورية، من على صفحاتهم الفيسبوكية.
الدكتور بهجت سليمان - السفير السوري في الأردن