خدام لـ"عربي برس": حزب الله أخطأ بتدخله في سوريا وأجّج الصراع

طالب رئيس المكتب الإعلامي لهيئة التنسيق الوطنية السورية منذر خدام، الشعب السوري بالخروج إلى الشوارع لفرض وقف العنف والدفع باتجاه الحل السياسي.

وقال خدام في حوار خاص مع  "عربي برس"، "إن الهيئة سوف تشارك في مؤتمر جنيف٢ في حال انعقد المؤتمر ودعيت إليه، وسوف يترأس وفدها المنسق العام السيد حسن عبد العظيم وسيضم الوفد بالاضافة الى خدام، كلا من أعضاء المكتب التنفيذي الدكتور هيثم مناع والأستاذ رجاء الناصر والدكتور عبدالعزيز الخير في حال إطلاق سراحه من قبل النظام". 

ولفت الى ان الهيئة دعت العديد من الأحزاب والقوى المعارضة في الداخل للتشاور بشأن جنيف٢ مشيرا الى انه جرى لقاء في مقر الهيئة في دمشق لهذه الغاية "ونحن على تواصل دائم معها حول الموضوع". 

وتناول المعارض السوري منذر خدام علاقة الهيئة بكل من الوزير علي حيدر وأمين عام حزب الإرادة الشعبية الدكتور قدري جميل فقال "إن الاتصالات مستمرة معهما على المستوى الشخصي لكن على المستوى الرسمي فلا توجد اتصالات لأنهما في السلطة وليسا في المعارضة". 

من جهة أخرى جدد التأكيد على رفضه لتسليح المعارضة السورية موضحا "أنه منذ البداية وقفنا ضد العنف, وكنا مدركين لمخاطره على سوريا وشعبها إضافة إلى أنه لن يفضي إلى أي نتيجة فلا النظام قادر على إنهاء المعارضة المسلحة بالقوة ولا المعارضة المسلحة قادرة على إسقاط النظام، ولقد تحول الصراع الجاري إلى صراع عبثي وفي حال تم وصول شحنة أسلحة جديدة للمعارضة المسلحة في حلب كما يُقال فإنها لن تغير شيئا من الواقع سوى المزيد من التدمير والقتل وليس هناك من الحل للأزمة السورية سوى الحل السياسي التفاوضي والذي يشكل مؤتمر جنيف إطاره المناسب". 

وبرر خدام، دفاع المنسق العام لهيئة التنسيق السيد حسن عبد العظيم عن ميليشيا الجيش الحر وتصرفاتها فلفت إلى أن "عبد العظيم لا يدافع عن المعارضة المسلحة بدون تمييز، وهو ملتزم بموقف الهيئة، ونحن نميز بوضوح بين الجماعات التكفيرية الجهادية التي تقاتل في سورية من أجل أهداف لا علاقه لها بما انتفض الشعب السوري من أجله، وبين الذين انشقوا عن الجيش السوري والمقاتلين المحليين, الذين لم يرفعوا السلاح إلا دفاعا عن أنفسهم". 

وقال "إن الذين يدافعون عن أنفسهم يوافقون على الحل السياسي ولا تزال خياراتهم السياسية هي ذاتها التي رفعها المنتفضون في المظاهرات السلمية التي قمعها النظام، وبالمناسبة أغلبهم موجود خارج سوريا ولا يشارك بالقتال ونحن نسميهم في الهيئة "بالجيش الوطني الحر"، وبغض النظر عن الموقف السياسي من المعارضة المسلحة فلا يمكن أن ينجح أي حل سياسي بدون مشاركتها فيه، وحتى النظام على لسان وزير خارجيته أقر بذلك وأيضا مدير بعثة الأخضر الإبراهيمي في دمشق السيد ليماني أقر بذلك". 

وبشأن المذكرة التي رفعتها هيئة التنسيق إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أوضح خدام أن المذكرة تدعو الأمم المتحدة "الى استصدار قرار أممي يطالب بسحب المقاتلين الغير سوريين من سوريا وحظر توريد السلاح سواء للنظام أو للمعارضة المسلحة". 

وذكّر بأن الهيئة اقترحت أكثر من مرة عدة مبادرات للحل على النظام السوري "ولكن الأخير كان يرفضها". 

وقال "منذ مؤتمر سمير أميس للمعارضة الغير حزبية والذي انعقد في دمشق في شهر حزيران من عام ٢٠١١ مرورا بمؤتمر الإنقاذ الذي انعقد في أيلول من عام ٢٠١٢ وحتى اليوم، واستعدادا لمؤتمر جنيف عرضنا خطة حل متكاملة وهي منشورة ومعروفة من قبل السلطة والنظام، ولكن النظام لم يقدم أي بادرة واحدة تعبّر عن جديته بل اعتقل زميلنا الدكتور عبد العزيز الخير وهو عائد من زيارة لجمهورية الصين ضمن وفد رسمي للهيئة، كما اعتقل العديد من منتسبي الهيئة ويمنع العديد منهم من السفر". 

ورأى "أن النظام لديه إستراتيجية واحدة وهي الحسم العسكري". 

من جهة أخرى لفت خدام الى ان الهيئة على تواصل مع الكثير من الدول العربية والإقليمية والدولية مشيرا الى رفض الهيئة للحصار المفروض على سوريا "ونحن ضد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة السورية، ونرفض ما قام به الرئيس المصري، ويبدو لي أنه كان موجها نحو الداخل المصري". 

واذ أعلن خدام رفض الهيئة قدوم الجهاديين إلى سوريا، أكد ان الهيئة ضد مؤتمر بعض المشايخ المسلمين الذي عقد في القاهرة مؤخرا "لأن ذلك سوف يعقد الوضع كثيرا في سوريا". 

وأبدى أسفه لتدخل حزب الله اللبناني العلني والرسمي في سوريا "إذ ساهم بوسم الصراع في سوريا بالطائفية وأججه، وقد ارتكب الحزب خطأ استراتيجيا بتدخله هذا، وسوف تكون له تداعيات على المنطقة كلها، وسوف تعمل أمريكا وإسرائيل والغرب عموما على تأجيل الصراع وتزويده بمستلزمات استمراره لأن الذين يقاتلون من وجهة نظرهم هم أعدائهم، أي النظام وحزب الله وإيران أما جبهة النصرة وأخواتها القاعديات وكل قوى التطرف والتكفير سوف تتواجد وبكثافة أكثر، وقد بدأ ذلك يظهر جليا من خلال إعاقة عقد مؤتمر جنيف ٢ وتزويد المعارضة المسلحة بالسلاح لكن الخاسر الوحيد هو الشعب ". 

وحمّل خدام "النظام السوري المسؤولية الأكبر عن الأزمة التي تعصف بنا اليوم، لقد كان يستطيع تلافيها منذ البداية لكنه وقع في الفخ الذي نُصب له". 

ورأى أنه "كان يمكن للنظام السوري الرهان على وطنية السوريين والبدء بحوار جاد وحقيقي لإجراء إصلاحات حقيقية في النظام السياسي وفي جميع مناحي السلطة والدولة، كان يمكنه تجنيب سوريا مخاطر ما هي فيه اليوم، لكن النظام أخطأ في قراءة عمق الاحتجاجات التي قام بها السوريين واعتبر أن كل ما يجري هو مؤامرة كونية عليه وكأن السوريين كانوا في حال أفضل، فسوريا صارت اليوم مفتوحة لكل من يريد التدخل فيها". 

وأضاف "يجب تفويت الفرصة على إسرائيل وأمريكا وقطر والسعودية وغيرها من دول العالم التي تريد تدمير ما تبقى من سوريا وشعبها، ويجب على النظام الدفع باتجاه عقد مؤتمر جنيف٢ لإيجاد حل سياسي للأزمة بدلا من أن يؤمن لهم شروط استمرار الحرب من خلال فرض شروطه على المؤتمر وكذلك من خلال السير وراء وهم تغير المعادلة على الأرض بالقوة