سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: لست سوريا ولكني عربي ( 1_2) الإثنين مايو 12, 2014 2:13 am | |
| لست سوريا ولكني عربي ( 1_2)الاحد , 11 ايار / مايو 2014 بلال الحكيم ليس بالامر الجيد اخفاء ما نؤمن به , خاصة عندما يتأكد لنا مرارا انها قناعتنا الحقيقية وانها قد اصبحت واضحة كفاية لتقديمها كحجج وبراهين من شأنها تدعيم الموقف العام بالنسبة للسائرين على نفس الخط او الاعتقاد . لماذا سوريا ؟ لماذا نكتب عنها ؟ لان ذلك سيوصلنا الى آخر مدى من الوضوح , لان الاصطفافات حول سوريا هي بليغة لدرجة انها تجر خلفها اغلب خلفيات الانتماء و الهوية والمعتقد وتبرزها كلها دفعة واحدة , بوجهيها المؤيد او المخالف , ورغم خطورة اتخاذ قرار نهائي كهذا , فان ما نتمناه هو ان نكون واضحين مع انفسنا الى اقصى حد وان عنى ذلك ضمن ما يعنية , التعرض لسوء الفهم المتخذ احيانا كثيرة كقرار جزافي لغرض الاذية او الاسقاط , فليس هناك ما هو اكثر من ( الازمة السورية الاخيرة ) من حيث حجم الالتباس او التشويه او المغالطة والمستخدمة لغرض تجيير الرأي العام المحلي والدولي ضد الدولة السورية والخط التي تمثله . اما بالنسبة لنا فذلك سیعنی تأكيد الانتماء لهذا الخط والتوجه , الذي تعتبر سوريا احد اهم اركانه , ومن ثم تبريرهذا التوجه بالحجج المدعمة بالتجارب والمشاهدات الشخصية . منذ زيارتي الاولى لسوريا ( عام 2004) , وهناك شعور ملح يسوقني باتجاه الاعتراف لها بكونها مكسب كبير لخط الدفاع عن كينونة المنطقة من الغزو الفكري او العسكري او السياسي الخارجي المصبوغ احيانا كثيرة بادوات داخلية موجودة في الوطن العربي الواسع . ولكن الانجرار خلف المشاعر في قضايا مصيرية تخص الاعتقاد او الانتماء سيجعلها تترسخ بدون دعائم , ما سيضطرنا لاحقا للدفاع عنها متجاهلين الاعتماد على ما يؤكد صدقيتها وعدالتها . فهل تحقق بالنسبة لنا صدقية وعدالة النهج السوري الذي يتبناه النظام القائم بزعامة الرئيس بشار حافظ الاسد ؟ لو كان احد ما قد زار سوريا قبل الاحداث الاخيرة لكان اول ما سيلفت نظره وهو يتمشى في مدنها وشوارعها هو كثافة الشعارات المكتوبة في لافتات او المخطوطة على الجدران والتي تعبر عن عروبة سوريا اولا وعلى احقيتها في الدفاع عن كيانها امام مساعي السيطرة لدول الاستكبار العالمي المتمثل بامريكا وربيبتها اسرائيل ثانيا , هذا يؤكد لنا قبل ان نذهب لقراءة تاريخ القيادة السورية انها سعت منذ البداية لترسيخ نهج ثقافي وتوعوي يعزز الانتماء للقومية وللوطن ويقدم معالم ونماذج الاعتزاز لهذه المنطقة في سبيل المضي على تأكيد حصانتها من الاختراق القادم من الغرب والحامل في طياته كل مساعي الافساد والمسخ لهويات وثقافات وتراث الشعوب والقوميات . الرجوع الى الذات هو السبيل الاقوى لتعزيز الموقف امام الاخرين , وهذا بالضبط ما ارتأته القيادة السورية منذ البداية حين اختارت القومية العربية كمرتكز في بلورة الهوية والانتماء , وان اول الخطوات في طريق السير على هذا التوجه هو بلورة الفكرة بشكل كامل وتقديمها كمشروع سياسي ومن ثم مشروع عمل من خلال اقامة الدولة والنظام . والهدف من وراء ذلك لا يبدوا انه كان مجرد شعارات فضفاضة لجذب مشاعر الجماهير وسلب البابها ودغدغة عواطفها , لا بل ان ذلك كان ايمانا حقيقيا بالقضية وهذا ما يؤكد الاستمرار في هذا النهج رغم مرور عشرات السنيين لتلك المبادئ ورغم كل المحاولات التي استخدمت في خطين متوازيين الاول في السعي لكسر تلك المبادئ وتخريبها من خلال المواجهة المباشرة والحازمة والحصار الخانق اوالعزل , او من خلال محاولات الاغراء وتلطيف الاجواء وتقديم المحفزات لاجل التخلي عن هذه المبادئ او او المنهج او الافكار التي ساغته . نستطيع ان نقول بان هناك مجموعة من المعالم عن النظام السوري التي جسدها كدولة ومؤسسات لمسناها وعايشناها وساعدتنا لاحقا في ترسيخ الاعتقاد بسلامته وسيره في الطريق الصائب . * دعمه التاريخي للمقاومة ضد الكيان الصهيوني وضد اي كيان آخر يحاول استعمار المنطقة * تحقيقه نهضة صناعية وزراعية كبيرة واكتفاء ذاتي في تصنيع المنتجات الاساسية للعيش الكريم * تحقيق الامن والاستقرار للشعب السوري وضرب اروع الامثلة في التعايش بين الاثنيات والاعراق والديانات والمذاهب المتنوعه * مقدرته على خلق تحالفات كبيرة اغلبها تصطف مع حلف الممانعة للهيمنة الامريكية على مستوى العالم . سوريا تتميز بثبات مواقفها : الاختبارات الصعبة والاحداث الكبيرة هي التي تبين مدى ايمان شخص او طرف بقضيته , هناك من يستسلم سريعا وهناك من يثبت الى الاخير , اما من يثبت الى الاخير فذلك لانه مؤمن ايمان كامل بقضيته وفكره واعتقاده , فهو بذلك لا يقبل المساومة او البيع او التنازل عن قناعاته , بل انه مستعد لتقديم التضحيات الجسيمة في سبيل موقفه الثابت . ففي قراءة لتاريخ سوريا المعاصر ومنذ تولي الرئيس الراحل حافظ الاسد للحكم , سيتبين كم من المعارك خاضتها هذه القيادة وكم من المعارك المتصلة قادتها لاحقا القيادة الفتية بقيادة الرئيس بشار الاسد ,في قراءة متأنية للتاريخ وللمحطات المفصلية التي مرت بها المنطقة ككل سيتأكد لنا وسنخرج بخلاصة مفادها ان السوريون وحدهم بين الدول العربية من تمكنوا من ارضاخ الامريكان وتفويت الفرص عليهم . لقد حاولت امريكا مرارا وتكرارا اسقاط سوريا سياسيا, واستخدمت في سبيل ذلك عدة مداخل ومعابر محيطة بسوريا ( لبنان , العراق ) على سبيل المثال لا الحصر , فبعد ان تمكنت سوريا من نزع فتيل الحرب الاهلية اللبنانية التي طال امدها وبعد تقديم الاف من الجنود السوريين قربانا لهذه المساعي في وقف شلالات الدم بين ابناء الوطن اللبناني , تم بعدها تنفيذ خطة باغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري واتهام سوريا باغتيالة كحجة لنزع الشرعية لوجودها داخل لبنان , حين كانت سوريا ترعى وتنفذ الاتفاق العربي القاضي بوقف الحرب الاهلية ومنع تجددها . تروط امركيا في العراق ساهم ايضا باستحالة تمديد الحرب الامريكة باتجاه سوريا , وقد زار حينها وزير الدافع الامريكي كولن باول دمشق وتحدث مع الرئيس بشار الاسد عن التخلي عن دعم المقاومة لان الشرق الاوسط الجديد قادم لا محالة . اليوم تبدأ الدعاية الانتخابية لثلاثة مرشيحن للرئاسة السورية وفي نفس الفترة تجري مصالحات شعبية واسعة بعد ان ادرك الكثير من المسلحين ان الجيش السوري اكبر من ان تنال به المؤامرات وانه عصي عن الانكسار . | |
|